تحتضن مدينة الناظور المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة الذي ينعقد تحت شعار" ذاكرة مياه المحيط " من إلى 12 نونبر 2017 ،وسيكرم الهند خلال هذه الدورة. مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم المنظم لهذا المهرجان الرئيس المؤسس لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم و مدير المهرجان، عبد السلام بوطيب أن المهرجان سيكون فرصة لإثارة نقاشات وتنظيم أنشطة سينمائية تتمحور حول تيمة الدورة بكل أبعادها وامتداداتها التاريخية والسياسية و الحقوقية، وتساير التفكير حول الدينامية التي يعيش على إيقاعها اليوم المحيط الأطلسي الذي تتجاوز حدوده السياسية والإنسانية حدوده الجغرافية، لتمس المتوسط وما بعده. وكشف أن الهدف هو خلق نقاش مثمر حول المشترك الإنساني و آفاق ساكنة بلدان ضفتي المحيط، التي يشكل المغرب جزء منها، و ذلك عبر عرض أفلام حول هذه التيمة ومناقشة مواضيعها وأفكارها بمدينة الناظور لؤلؤة المتوسط الذي يعتبر امتدادا – وأصلا للمحيط بالرغم من شساعته المخيفة أحيانا. وحسب بلاغ الجهة المنظمة فإن المهرجان اختار هذه السنة تكريم دولة ولدت من رحم الاختلاف و هي واحدة من أقوى البلدان في صناعة السينما، و هي الهند، حيت ستحل على الناظور ضيف شرف لهذه الدورة، وستمثلها نخبة من أبرز الفنانين بالهند، ففي الوقت الذي ما زال البحث عن اتفاق متواصلا مع النجم الهندي شاه روخ خان، أكد العديد من الممثلين والمخرجين والنقاد والصحفيين الهنديين حضورهم. أما عن الأفلام المشاركة في دورة هذه السنة، أعلنت الجهة المنظمة عن كون المشاركات النهائية حددت في ثمانية أفلام في صنف الأفلام الطويلة، تمثل كل من العراق، بولونيا، إسبانيا، الهند، البرتغال، إيطاليا، اليونان والمغرب، ويترأس لجنة تحكيم هذه الفئة الكاتب والناقد السينمائي محمد رودا، وخصصت لهذه الفئة 5 جوائز تتنافس عليها الأفلام المشاركة، وهي الجائزة الكبرى مرشيكا، جائزة أفضل سيناريو، جائزة أفضل تشخيص إناث، جائزة أفضل تشخيص ذكور، ثم جائزة الجمهور. وفي صنف الأفلام الوثائقية، فقد برمجت 9 أفلام، تمثل كلا من البيرو، إسبانيا، البرازيل، فرنسا، كندا، الشيلي، الأرجنتين، جمهورية الدومينيك ثم المغرب، ويترأس لجنة تحكيمها الممثل والمنتج Peirre henri deleau، وتتنافس الأفلام المشاركة في هذا الصنف حول الجائزة الكبرى، جائزة البحث الوثائقي، جائزة البحث العلمي، ثم جائزة اللجنة العلمية لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديموقراطية والسلم، يترأس لجنة تحكيمها الباحث الحقوقي والسياسي والكاتب العراقي عبد الحسين شعبان. كما أحدثت الجهة هذه السنة، وبتعاون مع مؤسسة الثقافات الثلاث الدولية جائزة خاصة أطلقت عليها تسمية "جائزة مؤسسة الثقافات الثلاث" وهي جائزة تكتسي أهمية كبرى حسب المنظمين، بالنظر إلى السياق الدولي المتسم اليوم بتصاعد الحركات المحبة للموت و الدم وعدم احترام حقوق الإنسان. أما عن عادة التكريمات التي يراها المنظمون تجسيدا لثقافة الاعتراف، فقد أبدع المنظمون "حائزة دعامات من الظل" ووقع الاختيار هذه الدورة على زوج الفنانة فضيلة بنموسى محمد زبيد، وزوجة الفنان صلاح الدين بنموسي، السيدة لمباركي نجية ، والمراد من ذلك يقول المنظمون، لفت الانتباه لمدى أهمية الشريك المشجع والمتفهم والداعم بالنسبة للعاملين في المجال الفني والسينمائي على وجه الخصوص. كما سيتم تنظيم يقول ذات البلاغ تكريم خاص لوجه ثقافي محلي ّذو بعد وطني وعالمي، ويتعلق الأمر بالسيد الحسين القمري. المهرجان الذي يترأسه عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية الأسبق، و الذي لم يتوقف من التنبيه و التنديد بضآلة مساهمة المركز السينمائي المغربي بالرغم من بعده الجهوي والعالمي، و دور التثقيفي و الاقتصادي المحلي، لم يغفل الجانب التأطيري والتكويني خلال فعالياته، ودمج ما هو ثقافي بما هو اجتماعي وسياسي إذ برمجت ورشات كتابة خاصة بالسيناريو، وأخرى حول الإخراج، سيتم تأطيرها من قبل سينمائيين مغاربة وأجانب لصالح طلبة السينما، بالإضافة إلى ندوة حول تسيير الشأن الديني في الهند سيساهم فيها سياسيون وديبلوماسيون وجمعويون وحقوقيون ومثقفون، وماستر كلاس حول تأثير الثقافة بشكل عام والسينما خاصة في المسار الديموقراطي. ومن جهة أخرى، سيتم تنظيم معرض لوحات طيلة أيام المهرجان، بالإضافة إلى أمسية شعرية يحييها شعراء من دول إفريقية وأخرى أجنبية، كما ستنظم زيارة لمستشفى الأطفال بالناظور وأيضا لدور رعاية الأطفال اليتامى والمتخلى عنهم، وسيستفيد نزلاء المؤسسة السجنية بالناظور من عروض سينمائية خاصة.و من المنتظر يضيف البلاغ أن تنعقد فعاليات هذه الدورة في خيمة/ سينما ستنصب على ضفاف بحيرة "مار تشيكا" وسط المدينة، حيث ستنشط فرق فلكلورية هندية و مغربية وأخرى قادمة من جزر الكناري المدينة طيلة مدة المهرجان، وقبل بدايته ستعرض أفلام هندية قديمة.