حذر تنظيم «داعش» الولاياتالمتحدة من أن التنظيم، الذي استولى على مساحات واسعة من العراق ودفع أمريكا لتنفيذ أول ضربات جوية هناك منذ سحب قواتها عام 2011، سيهاجم الأمريكيين «في أي مكان» إذا أصابت الغارات مقاتليه. وهدد الولاياتالمتحدة ب«إغراقها في الدماء». هذا التنظيم المعروف اختصارا ب«داعش» هو «الدولة الإسلامية للعراق و الشام»، بدأ بتكوين «الدولة الإسلامية في العراق» في أكتوبر 2006 بقيادة أبو عمر البغدادي الذي لقي مصرعه في 19 أبريل 2010 حيث تولى أبو بكر البغدادي القيادة من بعده. وتوسع التنظيم ليقوم بعملياته في سوريا قبل أن ينقلب على حلفائه و يقوم بسحقهم إلى أن أعلن في 29 يونيه الماضي قيام «الخلافة الإسلامية» ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين، كما ألغى الإسم القديم للتنظيم ليصبح «الدولة الإسلامية» فقط بعد إزالة «صنم» الحدود. فكم يبلغ عديد قوات هذا التنظيم و ما هو هيكله التنظيمي، ومن أين يجلب موارده المالية التي تجعل منه أغنى تنظيم إرهابي في العالم؟ هذا التنظيم الذي يمتلك العديد من الدبابات والصواريخ والسيارات المصفحة والسيارات الرباعية الدفع والأسلحة المتنوعة التي حصلت عليها من الجيش العراقي والجيش السوري وغيرهم،لا أحد على وجه اليقين يعرف العديد الحقيقي لقوات الدولة الإسلامية للعراق والشام، المدعوة اختصارا "داعش"، بيد أن دراسة للصحفي الفرنسي المتخصص "كريستوف أياد" نشرها في صحيفة لوموند الفرنسية، قدرت قوات داعش بحوالي عشرة آلاف رجل في العراق وبما بين سبعة وثمانية آلاف في سوريا. وكان الباحث "تشارلس ليستر" العامل في مركز "بروكنز بالدوحة، قد قدر عديد جيش "داعش" في مستهل السنة الجارية بما بين خمسةآلاف وستة آلاف مقاتل في العراق وحوالي سبعة آلاف مقاتل في سوريا. أما "رومان كاييه" فيقدر عديد الحركة حاليا بما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف رجل بالعراق 90 بالمائة منهم عراقيون ، بينما تتشكل القوات في سوريا من 50 بالمائة من المقاتلين المحليين في حين تتوزع الخمسون بالمائة المتبقية بين المقاتلين الأجانب ومعظمهم ينحدر من المغاربيين والخليجيين والشيشانيين وبعضهم من الولاياتالمتحدة أو من أوربا. ومعظم الأوربيين المقاتلين في "داعش" جاؤوا من بلجيكا وفرنسا وبريطانيا وهم يشكلون وحدهم حوالي ألفي مقاتل. غير أن "رومان كاييه" أعاد النظر في تقديراته في شهر يوليوز الماضي، حيث قال بأن عديد "الدولة الإسلامية" قد وصل بعد استيلائها على الموصل إلى حوالي عشرين ألف مقاتل في سوريا و العراق. وبالنظر إلى تحريرها عددا من الأسرى وإجرائها تحالفات جديدة، فإن مقاتلي "داعش" قد يكونوا حاليا قرابة 25 ألف رجل. وفي بداية يوليوز المنصرم، أشارت صحيفة "دايلي تيليغراف" البريطانية استنادا إلى هشام الهاشمي وهو محلل عراقي اطلع على وثائق "داعش" التي تحصلت عليها قوات الأمن العراقية، إلى أن حوالي 25 ألف مقاتل في العراق وحدها قد أعلنوا ولاءهم للدولة الإسلامية «داعش». وقد مكنت هذه الوثائق التي سقطت تحت أيدي الأجهزة الأمنية العراقية من معرفة أفضل للتنظيم الداخلي للمجموعة . فحول أبو بكر البغدادي يحيط سبعة رجال يشكلون "الحكومة" في الدولة الإسلامية للعراق والشام وهم: -أبو عبد القادر (شوكت حازم الفرحات) المكلف بالتأطير -أبو محمد (بشار إسماعيل الحمداني) المكلف بالأسرى -أبو لؤي (عبد الواحد خوتناير أحمد) المكلف بالأمن -أبو صلاح (موفق مصطفى محمد الكرموش)المكلف بمالية المحافظاتالعراقية -أبو هاجر الآسفي (محمد حميد الدليمي) المكلف بالتنسيق بين المحافظات والبريد -أبو قاسم (عبد الله أحمد المشهداني) المكلف باستقبال المقاتلين العرب والأجانب وإسكانهم وتنقيل الانتحاريين. -أبو عبد الرحمان البيلاوي (عدنان إسماعيا نجم البيلاوي) نقيب سابق في الجيش العراقي في عهد صدام حسين، لقي مصرعه في 5 يونيو الماضي بالموصل. كما يتقاسم مساعدان الشؤون السورية والعراقية: -أبو علي الأنباري، جنرال سابق في جيش صدام حسين مكلف بالعمليات في سوريا -أبو مسلم التركماني (فاضل أحمد عبد الله الهيالي) المكلف بإدارة المحافظاتالعراقية، وتحت إمرته يوجد ستة من المحافظين. ولاستكمال الهيكل التنظيمي لابد من الإشارة إلى وجود مجلس عسكري مكون من ثلاثة أعضاء هم أبو شمة المكلف بالمخازن وأبو سوجة المكلف بشؤون الشهداء والنساء، وأبو كفاح المكلف بالعمليات بواسطة العبوات المتفجرة. أما تمويل الدولة الإسلامية «داعش» فقد كان إلى حدود سنة 2013، خلال الحرب الاهلية السورية، يتم من خلال السعودية وبعض الدول الخليجية، بيد أن هذا الدعم توقف في يناير 2014 حينما شنت «داعش» حربها ضد التنظيمات الأخرى المتمردة في سوريا مثل الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة والجيش السوري الحر التي تحظى بالتمويل أيضا من دول الخليج. منذ ذلك الحين لم تعد «داعش» تستفيد من أي دعم من دول المنطقة، واكتفت بالدعم المالي المتأتي من أفراد أثرياء معظمهم خليجيون كما قامت «الدولة» بتنظيم حملات لجمع الأموال والأتاوات، وهي تسيطر أيضا على أبار نفط في سوريا وتنظم عمليات كبرى لتهريب المحروقات، وهي بذلك تجمع ما مقداره 8 ملايين دولار في الشهر أي حوالي مائة مليون دولار سنويا، فيما يذكر موقع "كوارتز" الإلكتروني أن داعش تربح حوالي مليون دولار يوميا من خلال تهريبها للوقود وحده. ويتهم بعض الخبراء والباحثين تركيا بالتعامل مع «داعش» التي يوفرون لها الممرات الآمنة والمستشفيات لعلاج جرحاها حسب الصحفي الأمريكي "دانييل بايبس" ، وهو ما ينفيه رجب طيب أردوغان تماما. أما "ماثيوه غيدير" فيؤكد أنه لا وجود لأي دولة تساند «داعش» لا إيران ولا تركيا ولا سوريا. وفي 10 يونيو 2014 بعد استيلاء "داعش" على الموصل تحوزت الرصيد النقدي لأبناك المدينة وهو ما قدر حينها بحوالي 425 مليون دولار، كما جرى نهب عدة بنوك عراقية أخرى مما جعل «داعش» تتحوز على حوالي مليارين وثلاثمائة مليون دولار، و هو ما يجعلها أغنى تنظيم إرهابي في العالم، متجاوزا بكثير تنظيم "طالبان" الأفغاني (400 مليون دولار) وحزب الله اللبناني (ما بين 200 و500 مليون دولار).