رغم الوعود التي أعطاها القائمون على تسيير الشأن المحلي الحالي بمدينة أكادير للناخبين قبيل فترة الاقتراع وأثناء الحملات الانتخابية من أجل مدينة نظيفة بشوارعها وأزقتها وحدائقها من مختلف النفايات إلا أن تلك الوعود صارت حبرا على ورق، خاصة أن المدينة تعرف منذ سنتين تقريبا تراجعا خطيرا من حيث النظافة. ولعل أي زائر أو متجول في أحيائها الكبرى سيلمس هذا التراجع من حيث تراكم الأزبال ببعض المناطق كما هو الحال خلف ثانوية ابن تاشفين التأهيلية بحي السويسري بأكَادير، حيث تحول المكان إلى ما يشبه مطرحا عشوائيا خلف ثانوية تاريخية وبحي يعتبر من أرقى أحياء المدينة. ونفس الشيء يقال بصدد حديقة حي الشرف التي تقتنص من خلالها عين الناظر إليها للوهلة كميات من الأزبال متراكمة هنا وهناك، زيادة على المنظر المشوه لحديقة ساحة الود بحي الداخلة خلف المركب الثقافي محمد جمال الدرة، وأيضا الأزبال والنفايات المنتشرة خلف الثانوية الفرنسية بحي فونتي، ناهيك عن الأزبال التي يلمحها السياح يوميا على طول شارع محمد الخامس بأكادير، وخاصة بالمنطقة المحاذية لملعب الانبعاث ولمسرح الهواء الطلق والنادي الملكي للتنس، وأيضا بالممرات المؤدية إلى المنطقة السياحية، وعلى الخصوص بالممر الموجود بين فندق مدينا وفندق تكَاديرت . هذا دون الحديث عن نفايات منتشرة هنا وهناك بمختلف أحياء المدينة وأوديتها، مما يتطلب إرادة جماعية قوية لجعل المدينة نظيفة، من خلال تجنيد كل طواقم النظافة بالبلدية وإشراك مختلف الجمعيات البيئية وغيرها التي تتلقى الدعم من المجلس البلدي سنويا، من أجل المساهمة في تحسيس السكان وتوعيتهم بأهمية الحرص على نظافة الشوارع والأزقة والأحياء وتنظيم حملات نظافة بكل الأحياء، وتنظيم حملات توعوية وإعلامية واسعة من أجل إشراك الجميع من سلطات ومنتخبين ومجتمع مدني وسكان الأحياء بهدف ترسيخ تربية بيئية لدى الجميع، كبارا وصغارا، لأن ظاهرة رمي القمامة بمختلف أنواعها في الشارع العام لا تقتصر على الصغار فقط بل حتى الكبار. وهذه الظاهرة تتكرر للأسف يوميا، ولعل كورنيش وممر «توادا» يشهدان على بشاعة المنظر بالرغم من المعاناة التي يتكبدها عمال النظافة يوميا في كنس وتنظيف ما تم رميه من بقايا أكل وغيره، مع أن حاويات الأزبال موجودة على طول الكورنيش. لهذا فالمشكل كامن أساسا في التربية البيئية التي تتطلب ترسيخها سلوكا وثقافة، ومجهودا مضاعفا من الجميع من أجل جعلها سلوكا يوميا لدى الجميع لأن هذه التربية تبقى أولا وأخيرا مقياسا حقيقيا ومحكا واضحا لدرجات التمدن والتحضر.