أصدر كمال داوود، أول كتاب له بعنوان «مورسو، تحقيق مضاد» منشورات «برزخ»، 2013، وتصدر الطبعة الثانية بفرنسا بمنشورات «آكت سود»، 2014. إنها قصة هارون أخو إحدى أهم شخصيات رواية ألبير كامو، الذي كان يلقبه ب«العربي». عن نشأة فكرة هذا التحقيق المضاد وتبلورها في كتاب، يستذكر كمال داوود حين استضافه محمد قاسي، منشط برنامج «مغرب أوريون إكسبرس»، أنه قرر تأليف هذا الكتاب، لأنه تأثر، بل صُدم بالتهميش التام الذي طال الشخصية الرئيسة لرواية «الغريب»، بطل القصة الذي سيموت في النهاية، ويكون الضحية. ويضيف الكاتب أنه منذ حوالي سنة، وقع الاحتفال بالذكرى المئوية لألبير كامو، وقد تم تخليد ذكرى العديد من شخصياته، وتم بشكل عام التحضير والتفكير في كل شيء، لكن دون الحديث عن شخصية «العربي» في رواية «الغريب». ويؤكد أن ذلك كان بمثابة محفز له لاستثمار ذلك المؤلَّف العجيب والأوسع خيالا، الذي طبع تاريخ الأدب الفرنسي بشكل كبير. وقد أعاد داوود الحكاية من جديد، لكن من وجهة نظر أخ البطل الذي عاش المعاناة، والذي كان يعيش دوما تحت ظل أخيه، وعند وفاته سببت له الفاجعة شبه صحوة ذهنية، وراح يبحث عن محاولة ليفهم ما جرى. إنه بهذا الصنيع يتوق لرد الاعتبار لروح أخيه، وليعطيه اسما. في الواقع، كأنه يجري محاكمة حول جريمة قتل، بحثا عن العدالة، وليثبت للجميع أن أخاه كان موجودا هناك بالجزائر، ويجسد الحضور الجزائري. إنه مؤلَّف في شكل تحقيق مضاد، ينطلق من الحيثيات التي أوردها كامو، لكنه لا يجعلها أساسية من حيث المبدأ.