نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأزمة التي اندلعت بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوريا الشمالية، التي قد تصل إلى حد المواجهة العسكرية؛ نظرا لتصاعد وتيرة الاستفزازات بين الطرفين على حد السواء خلال الفترة الأخيرة. وقالت الصحيفة، في تقريرها إن الحرب بين القوتين العالميتين قد تكون مكلفة للغاية. عموما، دخلت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوريا الشمالية في دوامة من التهديدات، لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات بين البلدين. وفي هذا السياق، شهدت السياسة الخارجية الأمريكية تجاه كوريا الشمالية، تحولا من اتباع نهج دبلوماسي إلى توجيه تحذيرات نارية، خلال هذا الأسبوع. فهل نحن أمام احتمال نشوب مواجهة مسلحة بين القوتين النوويتين؟ وأوضحت الصحيفة أنه في حال أخذنا بعين الاعتبار الإفادات الصادرة عن كلا الطرفين، فسندرك أننا على شفا صراع ستكون نتائجه كارثية. لكن، وبالعودة إلى الحرب الباردة، غالبا ما تكون الأسلحة النووية وسيلة مجدية لتجنب الصراعات، أو على الأقل، تحول هذه الترسانة دون اندلاع حرب مباشرة بين مختلف القوى النووية. ومن المثير للاهتمام أن كلا البلدين يخضعان لحكم شخصين لا يمكن التنبؤ بمخططاتهما المستقبلية. وعلى الرغم من العداوة بين كيم جونغ أون ودونالد ترامب، إلا أنهما يتشابهان إلى حد كبير فيما يتعلق بميولاتهما. في المقابل، يصعب، نوعا ما، تصديق أن أيا من الرئيسين، الأمريكي والكوري الشمالي، لن يخاطر بالتسبب في إبادة نووية تنهي حياة ملايين الأشخاص، في ظل العداوة الشديدة بينهما. وأوضحت الصحيفة أن هذه الحرب المحتملة، قد يترتب عنها خسائر فادحة تتعدى المكاسب التي يطمح ترامب وجونغ أون إلى تحقيقها. في المقابل، سيستفيد كلاهما على حد السواء في حال استمرت وتيرة الخلاف القائم بينهما، على هذا الشكل. والجدير بالذكر أن ترامب عمد مؤخرا إلى توظيف حيلة سياسية نموذجية تتركز على تحويل اهتمام المراقبين عن الفوضى التي تشهدها الإدارة الأمريكية في ظل حكمه. فضلا عن ذلك، يرغب ترامب في تشتيت أنظار العالم عن مؤشر شعبيته، الذي يعد الأقل نسبة في تاريخ البلاد، علاوة على التحقيق القضائي الذي من المحتمل أن يثبت تورط الكرملين في الانتخابات وتواطؤه معه. ونقلت الصحيفة على لسان الخبير في الوضع في آسيا والمحيط الهادي، أوريول فاريس، الذي يعمل لدى مركز برشلونة للشؤون الدولية، أنه «على الرغم من أنه يصعب التنبؤ بتحركات ترامب المستقبلية، مما يجعل أغلب المتابعين لتطورات الأزمة يعتقدون أن الرئيس الأمريكي أقرب إلى الالتزام بالتصعيد العسكري؛ إلا أن واشنطن ترغب في تبني موقف مخالف تماما». وأضاف فاريس أن «الولاياتالمتحدةالأمريكية تعي جيدا أنه في حال أقدمت على شن هجوم ضد كوريا الشمالية، فستتحرك كوريا الشمالية بدورها وترد على هذا الاعتداء». وأوردت الصحيفة أن دخول هاتين القوتين العالميتين، في مواجهة عسكرية أمر معقد أكثر مما يبدو عليه. وفي هذا الصدد، قال فاريس إنه «يجب الأخذ بعين الاعتبار الضوابط والموازين الدولية التي من شأنها أن تتولد على إثر اتخاذ قرار بالدخول في نزاع عسكري مع كوريا الشمالية». فضلا عن ذلك، ونظرا لأنها القوة العالمية الأولى، تربط الولاياتالمتحدةالأمريكية العديد من المسؤوليات تجاه المجتمع الدولي، الأمر الذي من شأنه أن يعرقل بشكل كبير اتخاذ قرار من هذا النوع من قبل البيت الأبيض. وذكرت الصحيفة أنه بالنسبة لبيونغ يانغ، يعد وجود عدو خارجي (وهمي أو حقيقي)، بصدد تهديد مواطنيها بمحوهم من الخريطة، إستراتيجية نموذجية أخرى، تلجأ لتوظيفها الأنظمة السلطوية من أجل إضفاء الشرعية عليها. وتبعا لذلك، وفي الوقت الذي يتراجع فيه الدعم للنظام الكوري الخانق، يرى المحللون أن الكراهية الكورية الشمالية للولايات المتحدةالأمريكية لا زالت على حالها (بفضل هذه الإستراتيجية). من جانبه، أكد الخبير فاريس أن «كوريا الشمالية في وضع معقد للغاية. وكما بينته الكثير من عناوين الصحف، تكتسب هذه البلاد المزيد من القوة على نحو متزايد قبيل أن تقرر الجلوس لطاولة الحوار والتفاوض». وذكرت الصحيفة أنه من المستبعد جدا أن يتسبب أحد الطرفين في اندلاع معركة يمكن أن تضع نهاية للعالم. ففي وقت سابق، كان الصراع مع كوريا الشمالية ينذر باندلاع حرب شاملة، إلا أن كل التوقعات لم تتحقق. فعلى سبيل المثال، وخلال سنة 2010، شهد العالم أزمة حادة عندما بلغ الخلاف بين الكوريتين، الشمالية والجنوبية، أوجه. وأوردت الصحيفة تصريحات الخبير أوريول فاريس، الذي شدد على أنه «بالنسبة لواشنطن، نشبت هذه الأزمة مع بيونغ يانغ في الوقت الذي يناقش فيه البيت الأبيض الإستراتيجية الملائمة التي يجب اتباعها مع نظام كيم جونغ أون بعد أن فشلت العقوبات في الإطاحة به». وأضاف فاريس أنه «من الواضح أن الدبلوماسية لم تحقق أي نجاح يذكر إلى حد الآن» فيما ما يتعلق بكوريا الشمالية. حرب نووية نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى التصعيد الكوري الشمالي، ردا على التهديدات التي صدرت عن الرئيس الأمريكية دونالد ترامب، والعقوبات الجديدة التي تم فرضها على بيونغ يانغ. وكشفت كوريا الشمالية عن خطة مفصلة حول عزمها على إطلاق صواريخ على القواعد الأمريكية في جزيرة غوام. وقالت الصحيفة، في تقريرها إن ترامب، وفي إطار استمرار التصعيد الكلامي الخطير ضد كوريا الشمالية، لم يتوان عن التباهي بالترسانة النووية الأمريكية. وفي هذا الإطار، أكد ترامب من خلال تغريدة على تويتر أن أول قرار له على اعتباره رئيسا للولايات المتحدة، كان بشأن تجديد وتحديث هذه الترسانة. ولم تزد تغريدات ترامب سوى الطين بلّة، حيث ما فتئ النظام في بيونغ يانغ يؤكد أن البلاد مُعرّضة لهجوم من قبل الولاياتالمتحدة، مما يستدعي تكثيف الجهود لتطوير قوة ردع نووية. من جانب آخر، ساهم ردّ الرئيس الأمريكي شخصيا على بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية في إرضاء غرور بيونغ يانغ، التي لطالما رغبت في أن تُعامل على قدم المساواة مع واشنطن. ونقلت الصحيفة عن «وكالة الأنباء المركزية الكورية»، تصريحات الجنرال كيمراك غيوم، قائد القوة الإستراتيجية للجيش الشعبي الكوري، الذي قال إن «إجراء حوار بناء يعتبر أمرا غير وارد مع رجل فقد صوابه»، وذلك في إشارة إلى ترامب. وأضاف الجنرال غيوم أن الجيش الكوري الشمالي بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مشروعه المُوجّه ضد جزيرة غوام، الذي من المقرر الانتهاء منه بحلول منتصف شهر غشت والذي سيخضع لتقييم الزعيم الكوري الشمالي الشاب. وأوردت الصحيفة على لسان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في أعقاب الزيارة التي قام بها إلى جزيرة غوام يوم الأربعاء الماضي، أنه «من المستبعد أن نتعرض إلى تهديد وشيك. لا شيء مما شاهدته أو أعرفه يشير إلى تطور في الوضع بطريقة دراماتيكية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية». والوتيرة السريعة التي ينتهجها النظام الكوري الشمالي في إطار تطوير ترسانته النووية، خاصة منذ وصول كيم جونغ أون إلى سدّة الحكم، قد ساهمت في إثارة مخاوف البيت الأبيض. وإن دلّ ذلك على شيء فهو يدل على أن واشنطن غير مستعدة، في الوقت الراهن، للتورط في نزاع نووي مع بيونغ يانغ. كما أثار وقوف بكين وموسكو في صف واشنطن حفيظة بيونغ يانغ تجاه البلدين الصديقين؛ حيث هدّدتهما أيضا بتحمل عواقب مواقفهما. وأضافت الصحيفة أن العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية ستحول دون السماح لها بتصدير العديد من المنتجات لمدة شهر، من قبيل الحديد والرصاص والأسماك، التي كانت تُرسل أساسا إلى الصين، بما تقدّر قيمته بنحو مليار دولار، أي ما يعادل ثلث الصادرات الكورية الشمالية. لكن تحوم الشكوك حول العديد من الثغرات التي تشوب هذه العقوبات، وهو ما أكدته الباحثة يون سون في مركز ستيمسون بواشنطن. وقالت يون سون: «يبقى السؤال المطروح حول مدى جدية بكين في تنفيذ العقوبات، نظرا إلى أن الجارة الصينية لن تتوان عن مدّ كوريا الشمالية بالنفط والوقود والمواد الغذائية الأساسية، وهو ما كان سيحدث الفارق على صعيد العقوبات». وأشارت الصحيفة إلى أن «الأموال السرية» التي تمتلكها كوريا الشمالية، يعود مصدرها بالأساس إلى الأعمال التي تديرها في الخفاء في الصين. فضلا عن ذلك، تمتلك بيونغ يانغ احتياطيا هاما من العملة الصعبة الذي يأتى جزئيا من بعض الأعمال التجارية غير المشروعة، على غرار شبكات تجارة المخدرات. وفي هذا السياق، أكد الباحث الأمريكي في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، جون بارك، أن بيونغ يانغ نجحت في التهرب من العقوبات المفروضة عليها على امتداد عقود طويلة. وتستمر هذه «الأموال السرية في تأمين موارد ضخمة للنظام الكوري الشمالي، بغية تمويل حاجياته من المعدات والمستلزمات المستخدمة ضمن برامجه البالستية والنووية»، وذلك وفقا لبارك. وأكد بارك أن البرنامج الكوري الشمالي لن يتأثر بالعقوبات والاتفاقيات الدبلوماسية على حد سواء. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان الخيار العسكري المطروح من قبل دونالد ترامب، سيغير من طبيعة الوضع الحالي مع كوريا الشمالية. وفي هذا الصدد، قد تؤدي أي ضربات وقائية أمريكية إلى تأجيج خطر التعرض إلى انتقام شامل من قبل كوريا الشمالية على القوات الأمريكية، فضلا عن حليفتيها الكورية الجنوبية واليابانية. والهدف من العقوبات، وفقا لتيلرسون، يتمثل في ممارسة جملة من الضغوط بغية فتح الطريق أمام المفاوضات، إلا أن ذلك يبدو أمرا صعب المنال. ويعزى ذلك إلى أن المطالب الأمريكية، سواء المتعلقة بنزع السلاح النووي أو بتجميد نسبيّ للأنشطة البالستية والنووية، غالبا ما تواجه بالرفض القاطع من قبل بيونغ يانغ. وقالت الصحيفة إن العقوبات والشتائم التي يتسلح بها ترامب في مواجهة كوريا الشمالية، لن تجدي نفعا في ردع بيونغ يانغ عن مواصلة السعي وراء طموحها النووي والبالستي. ففي الواقع، توشك كوريا الشمالية على تحقيق هدفها المتمثل في امتلاك قوة ردع معترف بها دوليا. في السياق نفسه، ظهرت مخاوف في الكونغرس الأمريكي، بعد تصريحات للرئيس دونالد ترامب، يهدد فيها كوريا الشمالية، بالذهاب للحل العسكري. وتوعد ترامب مجددا باستخدام القوة ضد كوريا الشمالية، مؤكدا أن الخيار العسكري «جاهز للتنفيذ». ولم تشهد الأزمة بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة تصاعدا مثل الذي يحدث مؤخرا من حرب كلامية غير مسبوقة ظهرت في عهد ترامب. وتدرس إدارة ترامب أيضا تشديد العقوبات على بيونغ يانغ. من جهته، تحرك البرلماني الديمقراطي الأمريكي، ديفيد سيسيليان، برسالة عاجلة إلى رئيس مجلس النواب، بول ريان، يطالبه فيها بالدعوة الفورية لعقد جلسة طارئة للمجلس، لمناقشة مشروع قانون ضد ترامب. ويريد البرلماني الأمريكي تطبيق حظر على ترامب، بتوجيه ضربة نووية وقائية ضد كوريا الشمالية، دون موافقة الكونغرس. وقال في رسالته العاجلة: «في ظل التصريحات غير المسؤولة من جانب الرئيس ترامب، أسألكم توجيه الدعوة مباشرة إلى مجلس النواب لمناقشة مشروع قانون يحظر قيام الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربة نووية وقائية دون موافقة الكونغرس». ووصف تصريحات ترامب بأنها «تفاقم الوضع» في شبه الجزيرة الكورية، حيث يعيش حوالي 20 ألف أمريكي، عدا عن «ملايين الأمريكيين الذين يعيشون في نطاق وصول صواريخ كوريا الشمالية العابرة للقارات». وكان ترامب كتب على «تويتر»: «الحلول العسكرية وضعت بالكامل حاليا، وهي جاهزة للتنفيذ إذا تصرفت كوريا الشمالية بلا حكمة. نأمل أن يجد كيم جونغ أون مسارا آخر!». وردت عليه وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، ووصفته بأنه شخص «بغيض مهووس بالحرب النووية». وقالت: «ترامب، يقود الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى شفير حرب نووية». ونشرت صحيفة «نوفال أوبسرفاتور» الفرنسية، السبت، تقريرا سلطت من خلاله الضوء على خمس سيناريوهات من الممكن أن تُجنب الولاياتالمتحدةالأمريكية الوقوع في حرب مباشرة ومواجهة عسكرية مع كوريا الشمالية. وقالت الصحيفة، في تقريرها إن التوتر بين البلدين لازال مستمرا، خاصة مع تنامي حدة الاستفزازات العنيفة بين الجهتين، حيث يبدو أن التصعيد الكلامي بين كيم جونغ أون ودونالد ترامب لن يتوقف. فبعد أن توعد الرئيس الأمريكي، الأربعاء الماضي، بالرد «بالنار والغضب» على استفزازات كوريا الشمالية، لم يتوان رئيس هذه الدولة الآسيوية بدوره على توجيه تصريحات نارية لنظيره. وذكرت أن كيم جونغ أون كان قد أعلن، الخميس الماضي، وضع خطة لإطلاق أربعة صواريخ متوسطة المدى، بشكل متزامن، على مسافة تتراوح بين 30 و40 كلم قبالة ساحل جزيرة غوام، خارج المياه الإقليمية الأمريكية. من جانبه، صرح الجنرال كيم راك-غيوم، قائد القوات الباليستية الكورية الشمالية، لصالح وكالة الأنباء المركزية الكورية أن «إجراء حوار بناء يعتبر أمرا غير وارد مع شخص فقد صوابه»، في إشارة لترامب. السيناريو الأول وأفادت الصحيفة بأنه، بغية تجنب وقوع حرب مباشرة بين الطرفين، يمكن اللجوء إلى حل إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، خاصة وأنه في ظل التوتر الراهن قد يتحول التصعيد الكلامي إلى مواجهة عسكرية. وفي هذا الإطار، يعتقد أنطوان بونداز، أستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس ومتخصص في شؤون الكوريتين، أن استئناف الحوار بين واشنطن وبيونغ يانغ بات أمرا ضروريا في الوقت الراهن. محذرا من أن ذلك «لا يعني بالضرورة استئناف المفاوضات، وإنما مناقشة مواقف الطرفين وتجنب الوقوع في فخ سوء الفهم والتقدير». وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام والحكومة الأمريكية لم تذكر تفصيلا بالغ الأهمية. ففي حين ورد في تصريحات كيم جونغ أون لصالح وكالة الأنباء المركزية الكورية أنه «يدرس خطة عملية لإطلاق النار على المناطق «المحيطة» بغوام عن طريق صاروخ باليستي»، فقد أوردت وسائل الإعلام الأمريكية أن كوريا الشمالية ستستهدف جزيرة غوام تحديدا. ونتيجة لذلك، انطلقت موجة التصعيد الكلامي بين البلدين. ففي الواقع، سهو وسائل الإعلام الأمريكية عن ذكر تفصيل مماثل «يُمكن أن يتسبب في سوء فهم، من شأنه أن يقود إلى تصعيد عسكري»، وذلك وفقا لما بينه أنطوان بونداز. وفي الأثناء، يمكن تجنب هذه الأخطاء على مستوى التواصل بين الجانبين في حال عادت الدولتان إلى طاولة الحوار. السيناريو الثاني وعلى صعيد السيناريو الثاني للابتعاد عن الحرب، فقد أفادت الصحيفة بأنه يتمثل في إتباع حل عسكري، من المحتمل أن يرتكز على توجيه ضربات عسكرية من قبل واشنطن للمنشآت العسكرية الكورية الشمالية. في المقابل، لا تمتلك المخابرات الأمريكية المعلومات الكافية بشأن مواقع المختبرات والصواريخ، التي تعمًد النظام الكوري الشمالي إخفائها وحمايتها. وفي الأثناء، سيؤدي هذا الحل إلى سقوط خسائر بشرية كبيرة. وفي نهاية المطاف، سيترتب عن الضربات الاستباقية الأمريكية، التي من المرجح أنها ستستهدف مدينة سيول، التي يتجاوز عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، الإطاحة المؤكدة بالنظام الكوري الشمالي. وفي الوقت ذاته، لن تمنع هذه الخطوة الجانب الكوري من الرد بقوة. ولكن، لا يجب أن تجاهل أن التكلفة الاقتصادية والسياسية ستكون ضخمة وخيالية بالنسبة للأميركيين. السيناريو الثالث وعن السيناريو الثالث، فقد ذكرت الصحيفة بأنه يتمثل في اعتماد «نظرية الرجل المجنون». في الحقيقة، فشل البيت الأبيض في الوصول إلى اتفاق بشأن إستراتيجية واضحة، حيث يتبع الرئيس دونالد ترامب، بشكل واضح سياسة قائمة على قرارات مندفعة. في حين يفضل وزير خارجيته، ريكس تيلرسون اللجوء إلى حل العودة إلى طاولة الحوار. فهل يميل هذان السياسيان إلى اعتماد «نظرية الرجل المجنون» التي تبنتها إدارة نيكسون خلال السبعينات؟ للتذكير، تهدف هذه الإستراتيجية إلى دفع قادة الكتلة الشيوعية للاعتقاد أن الرئيس غير عقلاني، وقادر على شن هجوم مباغت. السيناريو الرابع وعرجت الصحيفة على الحل الرابع الذي يقتضي تدخل الصين لتهدئة الطرفين. ففي تغريدة له على حسابه «تويتر»، أعرب دونالد ترامب عن «خيبة أمله» على خلفية تقاعس الصين في إيجاد حل للحرب الكلامية مع كوريا الشمالية. في الواقع، لطالما لعبت بكين دورا غامضا في صلب هذا الملف. فعلى الرغم من أن الصين قد صوتت على العقوبات المسلطة على كوريا الشمالية، إلا أن تقارير الأممالمتحدة لم تفتأ تشير إلى أن الصين تفتقر إلى الصرامة الكافية بشأن تنفيذ العقوبات الاقتصادية. والأسوأ من ذلك، ومنذ سنة 2006، تاريخ صدور أولى العقوبات الاقتصادية، تضاعفت المبادلات التجارية بين البلدين حوالي عشر مرات، مما يجعل الصين الشريك التجاري الحصري لكوريا الشمالية. السيناريو الخامس وتطرقت الصحيفة إلى أن الحل الخامس والأخير لتجنب نشوب حرب بين البلدين يتمثل في نزع السلاح النووي. من جهته، أفاد المختص في شؤون الكوريتين أنطوان بونداز بأن حلولا طويلة المدى كهذه ستمر عبر الوسيط الصيني حتما. وعلى الرغم من أن هذا الطرف غير محايد، إلا أنه يعمل على تعزيز الحوار بين الطرفين. وأردف بونداز أن «بكين هي جزء من الحل، الذي سيُراعي من دون شك المصالح الأمريكية. وفي الختام، شددت الصحيفة على ضرورة التوصل بسرعة إلى حلول فعلية لهذه الأزمة، نظرا لأن كوريا الشمالية ليست البلد الوحيد الذي تأثرت صورته، على الصعيد العالمي، على خلفية هذا الصراع. ففي أوروبا، مثلا، دعت أنجيلا ميركل، الأربعاء الماضي، الطرفين إلى ضبط النفس، مما يعني أن رئيس الولاياتالمتحدة معني بهذا الأمر أيضا.