في حروب الإسبان في المغرب ضد قبائل الريف خلف إلقاء القنابل من الطائرات نهاية حرب سريعة، وذلك عبر محاولة تفجير القرى، شبه الواحات في المنحدرات الصخرية الجافة والمناطق الجبلية. الدكتور هوكو شتولتسنبرك على العكس من ذلك لم تحصل اسبانيا على الاسلحة الكيماوية و اسلحة اخرى و آليات فقط : بل يجوز لها ادخال الالمانيين الى فيلقها الاجنبي ، و هذا فوق التراب الالماني ، في همبورك . كان هذا خرق اخر لمعاهدة السلام ولقانون الرايخ. بين 700 ( معلومات الحكومة) و 1700 رجل كان عليهم من سنة 1922 الى بداية سنة 1925 التعهد للفيلق الاجنبي الاسباني . المرتزقة الالمانيين كما جميع عناصر الفيلق الاجنبي تم تقديمهم بوضعهم في الخطوط الامامية ، حيث كانت بالمقابل الخسائر مرتفعة. في صيف سنة 1925 أولا تحولت الحرب بجلاء الى فائدة اسبانيا ، جاء رد فعل برلين على الاحتجاجات الرأي العام ضد الادخال و الاوضاع المزرية في الفيلق . وزارة الخارجية وافقت على المفاوضة مع مدريد. فالنجاح الوحيد في ذلك كان هو قول ، ان القاصرين ، و كانوا قليلين ، يمكنهم مغادرة الفيلق الانجنبي . (119 ) ضغائن قوية ضد الجميع ، بدت اتجاه المغاربة ، كان عليها ان تلعب دورا في موقف الالمان . هذه المشاعر وجدت على الاقل منذ نهاية الحرب ، عندما حطت باريس الوحدات المغربية و غيرها من الوحدات الاستعمارية في راينلند المحتلة. فالسياسة المحكمة لم تخطئ تأثيرها. فقد جلبت الاستياء لدى الالمانيين و جعلتهم في نفس الوقت بجلاء دون حول ولا قوة. فشر الاحتلال اصبح في وعي الالمانيين متساويا مع المغاربة . ففرق السكان الاصليين فوق التراب الالماني كانوا مصدرا دائما للصراعات. كمشكل صعب بصفة خاصة اصبح بالنسبة الى العدد الهائل من اطفال المستعمرين المختلطين الاجناس فقد صنفوا على ، انهم أباء (ولاية) راينلند غير الشرعيين. لاحقا تبناهم النظام النازي على طريقته الخاصة: فقد تم تعقيمهم قسرا. (120) اعادة اكتساب مكانة المانيا في بلدان أبائهم ، في المغرب بشكل قوي ، هذا الهدف الحربي كان يقف ( كيف كان من الممكن ان يكون غير ذلك) في قمة اولويات قائمة رغبات هتلر. فقد اهتمت الاركان العامة جاهدة بمخططات احتلال دول الحماية الفرنسية. في منتصف سنة 1942 قدمت بيانات جغرافية عسكرية واسعة كقاعدة للمشروع ، (121 ) لكن ثم كان عليها التخلي عنها. لم تتلائم ايضا في مشروع المغرب الالماني اثناء حرب الريف الكثير من الاصداء ، ان الفضل في انتصار عبد الكريم يعود الى (صادرات) الاسلحة الالمانية و على الخصوص المستشارين الالمانيين ايضا. فقد سجلت السفارة الالمانية بارتياح في مدريد بتاريخ أكتوبر 1921، ان اسبانيا لم تصدق الاتهامات. فقد تم الاتفاق على، ان باريس كانت من وراء هذه الاصداء: بذلك ارادت فرنسا جليا صرف الانظار عن دعمها بالاسلحة للثوار. (122) حين تحرك الفرنسيون ايضا ضد عبد الكريم ، تغير جو العداء المغربي في المانيا: توسعت اللطافة إتجاه القبائل الريفية ، فقد كان فعلا نفس العدو. شعب لا يهزم ، هكذا تحمست الجريدة الرسمية الالمانية في اكتوبر 1925 ، لقتال القبائل الريفية في ذروة الصراع . من هذا الموقف استفادت كذلك ايضا سنة 1927 مذكرات عبد الكريم ، التي فور نشرها ترجمت الى الالمانية ، و قد قام بذلك ليس اقل من ارتور روزنبرك ، احد اهم مؤرخي خزانة جمهورية فايمر و الذي التحق بعد بضع سنوات كعضو برلماني للحزب المانيا الشيوعي في حكومة. الرايخ والاشتراكيين الديموقراطيين كيف تغير الاحوال ، يظهر ذلك ايضا مثالا احد الجنود الالمانيين في الفيلق الاجنبي ، الذي قاتل لفترة طويلة ضد القبائل الريفية ضمن الفيلق الاسباني ثم هرب. في نهاية تقرير حادثته ، المنشور سنة 1925 تحت اسم لورنس و عنوان المقاتلون الالمانيون في المغرب ، اعلن لنفسه ولزميله تغيير الجبهة: هكذا إذا اجتذبنا الى اسفل الى الجماعات الحديدية لعبد الكريم . هناك اردنا القيام ايضا بمساهمة متواضعة ، مساعدة سيوف العدو اللدود الباطشة على معركة منطقة شارن جديدة ، حتى الان حتى توقض ذات يوم دقات الطبول ايضا وطننا من العبودية و نحن نمر على العدو في صفوف عبر المانيا الحرة ( 123) . المقاتلان معا بالكاد استطاعا ان يقبلا عند عبد الكريم و إذا حدث ، فالمسألة فيها شك ، إن كانا قبلا في المجموعة الريفية. اقصاه حسب بيانات عبد الكريم خمسون من الاجانب كانوا في خدمة جمهورية الريف ، من بينهم بعض الالمانيين علي سبيل المثال كمستشارين في المدفعية. (124) لكن حتى بدون الجنود القدامى في الفيلق الاجنبي كان الثوار قادرين على ، انزال ضربات متوقعة في جيش المغرب الفرنسي . فالذي كانت جمهورية الريف في حاجة اليه إبتداء من سنة 1924 ، ليس كثير من المقاتلين في خطوط القتال : فالريفيون لم يهزموا في ساحة المعارك ، ولكن في النهاية في الجبهات الداخلية . كما اوضح عبد الكريم في رسالة الي الحكومة البريطانية في ابريل سنة 1924، التي طبعت على الاقل جزئيا في الديلي ميل اللندنية : الجيش الإسباني لم يصينا الا باضرار جد يسيرة ، باستثناء اذا ما قصف قرى بنساء و اطفال عزل( 125) و الامر هنا يتعلق كذلك بالقنابل المعهودة. هوامش: 119 فيرت ، الصراع من اجل المغرب ، الصفحة 189 وما بعدها. 120 داتسو بومرين ، تعقيم ابناء راينلند غير الشرعيين. 121 تصميم اشارات الخريطة العسكرية ( كما في ملاحظة 36) 122 تقرير سفارة مدريد ليوم 10 10.. 1921 التقرير السنوي، السياسي . القسم الثاني ، القضايا السياسة 2 ، السياسة. علاقة اسبانيابالمانيا. المجلد الاول. 123 لورنس ، المقاتلون الالمانيون في المغرب، ص . 88 . 124 مذكرات عبد الكريم ، ص. 96، الدعم المفترض لعبد الكريم عن طريق الالمان كان بطبيعة الحال هو نقطة انطلاق هامة بالنسبة لحملة الدعاية الفرنسية. توجد ثانية في السيرة الذاتية العلمية الشائعة ليارشيل ، عبد الكريم ، و التي تستند على مذكرات هذا الاخير. لاحقا: شعب لا يهزم، ص. 307 وما بعدها. 125 فولمان ، ثوار في الريف، ص. 159