تستهل الكلمة، التي تصدر من لندن ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، عددها الجديد، العدد 123 لشهر يوليو/ تموز 2017 بدراسة مهمة عن هايديجر، الفيلسوف الألماني الذي انحدرت من إهاب فلسفته أكثر فلسفات القرن العشرين تأثيرا، فتموضع رؤاه في سياق التحولات الاجتماعية الكبيرة التي صدر عنها، وتحللها بمنطق جدلي تفكيكي. وبمقالة رصينة عن تيران وصنافير تكشف عما وراء التخلي عن مصريتهما، برغم أحكام القضاء، والغضب الشعبي العارم، من مخططات مشبوهة. وبتحليل نقدي لأحدث روايات الكاتب المصري الشهير إبراهيم عيسى تكشف عن أن جذور «رحلة الدم» والقتل والدمار تعود إلى صدر الإسلام، وليست أمرا جديدا عليه. وأخرى عن السرديات المصطنعة في الرواية العراقية المعاصرة ترد عن لجوء الروائي لتلك السرديات إلى رغبته في إرهاف قدرة النص على التعامل مع تعقيدات الوضع العراقي الرديء. وبعرض لموقف الكاتب الألماني الأشهر من الشرق والإسلام، وبشهادة عما يتعرض له العرب في الغرب من تمييز وتوترات تفضى إلى تلك النزعات الانتحارية والإرهابية المقيتة، أو بالتوقف عن مهرج الملك الذي يفضح سوءات المخزن وتناقضات عصره. وبعدد آخر من الدراسات التي تكشف عن تمترس العقل الأدبي في مواجهة ما يعاني منه عالمنا العربي من تردي ودمار. ويهتم العدد كذلك بإبراز إنجازات النص الأدبي العربي المعاصر، في الكشف عما ينطوي عليه الواقع من رفض لهذا التردي والدمار، سواء تعلق الأمر بشعرية الرفض المراوغة في ديوان شعري جديد، أو بإعادة النظر في إنجاز أبي العلاء المعري المبصر في جوقة العميان، أو في موقف المثقف من الثورة المغدورة في رواية جديدة، أو في تجديدات المسرح التونسي التي ترد للإبداع المسرحي العربي كرامته، أو في الرجوع إلى الذاكرة الشعبية والميراث الأدبي العربي العريق، وغيرها من المقالات التنظيرية والتحليلية. فضلا عن احتفاء العدد كالعادة بالنصوص الإبداعية ومراجعات الكتب، حيث قدمت فيه رواية جديدة من المغرب، مع قصص من مختلف البلدان العربية. وباب شعر الذي قدم ديوان شعر من فلسطين، وقصائد لشعراء من مختلف البلدان العربية. كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي؛ مع أبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص ونقد وكتب ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.