احتضن الفضاء التربوي لجمعية النجد صباح يوم الأحد 7 ماي 2017. فعاليات اللقاء الدراسي المنظم من طرف فيدرالية جمعيات الأحياء السكنية بالجديدة،وذلك تحت عنوان «جمعيات الأحياء السكنية قوة اقتراحية وترافعية من أجل تدبير أحسن للشأن المحلي» . في بداية اللقاء تناول الكلمة رئيس الفيدرالية محمد فتحي عقروش الذي رحب بالضيوف والحضور على حد سواء، و استعرض السياق العام الذي يتم فيه هذا اللقاء والذي يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة الإشعاعية والتكوينية التي سطرها المكتب المسير للفيدرالية،وذلك بالموازاة مع عدد من المبادرات التنظيمية والتواصلية التي أقدم عليها المكتب مؤخرا، خاصة مايتعلق بالشروع في هيكلة الأقطاب الثلاثة المكونة لجسم الفيدرالية : الجمعيات السكنية، سانديك العمارات والإقامات، التعاونيات، هذا بالإضافة إلى سلسلة الاجتماعات المقرر عقدها مع عدد من المسؤولين المحليين والمنتخبين بالمدينة،ليختم مداخلته بإعلان أسفه بسبب رفض المجلس البلدي تمكين الفيدرالية من عقد لقائها الدراسي بقاعة البلدية. بعد ذلك أعطيت الكلمة لرئيس جمعية النجد عبدالكريم غالم ، الذي رحب بدوره بالحاضرين ، مؤكدا على إصرار الجمعية على الاستمرار في وضع الفضاء التربوي رهن إشارة الفيدرالية وجمعياتها العضوة، باعتباره متنفسا وإطارا للتضامن والتعاون بين مكونات المجتمع المدني بالمدينة. من جانبه تقدم عضو المكتب المسير للفيدرالية بوشعيب حرشي بورقة مختصرة للتعريف بأهداف ومرامي الفيدرالية التي تأسست سنة 2000، مشيرا إلى أبرز المحطات والأنشطة التي نظمتها وبادرت إليها الفيدرالية خلال 17 سنة من الوجود، سواء تعلق الأمر بتتبع قضايا وانشغالات السكان، وإنجاز ملف مطلبي واقتراحي يتميز بالشمولية والدقة،تنظيم دورات تكوينية ولقاءات إشعاعية…الخ، مؤكدا حرص الفيدرالية على الحفاظ على استقلالية قرارها وانفتاحها في نفس الوقت على كل الأطراف المعنية بالشأن المحلي. عبدالعالي مستور رئيس «منتدى المواطنة» استهل مداخلته بأهمية الحي السكني ودوره المحوري في اختبار مدى نجاعة السياسات العمومية الموجهة لعموم المواطنين،معتبرا إياه مجالا لبناء الشرعيات وامتحان لكل مجهود انساني يروم تجويد شروط العيش المشترك وصيانة كرامة المواطنين، داعيا في نفس الوقت إلى ضرورة توفير نوع من الحد الأدنى للشروط الواجب توفرها في كل حي او تجمع سكني، سواء على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات او على مستوى توفير الخدمات الأساسية الأخرى من صحة وتعليم ومرافق ثقافية ورياضية ومجال بيئي ملائم، كما توقف في مداخلته عند التجارب المتميزة في مجال العمل داخل الاحياء السكنية بكل من افريقيا وامريكا اللاتينية حيث النخب المثقفة مندمجة بشكل كبير في محيطها الاجتماعي والسكني ومتفاعلة مع مطالبه وانتظاراته،مذكرا الحضور بتجربة الحركة الوطنية التي كانت مندمجة في صلب الأحياء السكنية وتمكنت بذلك من تأطير وتوجيه المواطنين نحو الاستقلال والتحديث.ليختم مداخلته بالتأكيد على الأدوار الحيوية التي ينبغي أن يضطلع بها الحي السكني لكي يكون رافعة للمشاركة المدنية والسياسية بمفهومها العام والنبيل: -التوعية والتثقيف عن طريق الحوار والتواصل – التعبئة والتنظيم في اتجاه ايجاد حلول – المواكبة والمرافقة والتأطير -تتبع وتقييم مختلف السياسات العمومية – الترافع والدفاع عن مصالح السكان – الشراكة مع مختلف المتدخلين العموميين والخواص. نادية دايز منسقة حركة نساء جمعيات الأحياء بالدارالبيضاء ، ركزت في تدخلها على إعطاء نبذة موجزة حول أهداف وبرامج هذا الإطار الجمعوي النسائي الذي تأسس سنة 2006، والذي يستهدف بالأساس تقوية وتعزيز الحضور النسوي في مختلف المجالات والميادين، وفقا لمقاربة النوع، وطبقا لمبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان كما هو متعارف عليها عالميا، وغيرها من القوانين والتشريعات الوطنية والدولية التي تمنح المرأة المكانة اللائقة بها في إطار دولة الحق والقانون، وتراهن الجمعية في الوصول إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال تنظيم حملات الترافع، خلق نخب نسائية داخل الأحياء، دعم النساء الحاملات لمشاريع اقتصادية، تنظيم أنشطة متنوعة للتوعية والتحسيس والتكوين…الخ. من جانبه تطرق حسن ضافر ممثل معهد تكوين الأطر الجمعوية IFA إلى تجربة أعضاء المعهد في تأطير ومواكبة جمعيات الأحياء السكنية ،انطلاقا من عمليات التشخيص والتخطيط والتنفيذ والتشبيك..الخ،مستعرضا في نفس الآن بعضا من التجارب التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء على صعيد الجمعيات السكنية،خاصة على صعيد تنظيم وتوجيه تدخلات ومبادرات الجمعيات في اتجاه التكامل والتنسيق وتفادي التضارب والمنافسة المضرة،أيضا توقف ضافر عند بعض التجارب التضامنية التي تم تشجيعها في اوساط الاحياء الشعبية لتجاوز بعض المشاكل المادية والاجتماعية التي قد تعترض بعض السكان المعوزين، مشيرا إلى تجربة التعاضديات التي أنشأتها ساكنة التجمعات السكنية بدول امريكا اللاتينية لمواجهة العجز عن تغطية مصاريف العلاجات الطبية. آخر متدخل كان الفاعل الجمعوي عبدالله زعزاع الذي ذكر الجميع -كما جاء في كلمة عبدالعالي مستور – بإقدامه سنة 97 على تأسيس جمعية درب الميتر بمنطقة بوشنتوف بمدينة الدارالبيضاء ، وجدير بالذكر، وكما جاء في تدخل عبدالصمد العقاني الكاتب العام للفيدرالية ،بأن تجربة جمعية درب الميتر التي ارتبطت بعودة مناضل سياسي إلى وسطه السكني، كانت هي السبب والمحفز الذي دفع عددا من مؤسسي وأعضاء الفيدرالية نهاية التسعينات إلى تأسيس جمعيات مماثلة بمدينة الجديدة وتتويجها بتأسيس الفيدرالية. عبدالله زعزاع نوه في مستهل مداخلته بالدعوة الموجهة إليه كما نوه بمسؤولي الفيدرالية على أسلوبهم التشاوري في التنظيم، مشيرا إلى أصوله الدكالية من بني هلال وذلك في معرض تعقيبه على تدخل لإحدى المشاركات في اللقاء حول مسألة المناصفة…بعد ذلك عاد للحديث عن أهمية العمل الجمعوي داخل الحي السكني في ترسيخ الممارسة الديمقراطية وإشراك المواطن في تدبير الشأن المحلي والعام، وذلك على اعتبار أن الاهتمام بمشاكل الحي وقضاياه المختلفة هو المؤشر أو الدليل على تشبع المواطن بقيم الديمقراطية والحرية، كما أنه مقدمة لانخراطه في تدبير الشأن العام …أيضا اعتبر أن جمعية الحي هي بمثابة مدرسة يتعلم المواطن من خلالها مبادئ الحوار والقبول بالاختلاف وغيرها من القواعد الأولية للديمقراطية… من جانب آخر استعاد مؤسس جمعية الميتر والرئيس السابق لشبكة جمعيات الأحياء بالدارالبيضاء، تجربة جمعية درب الميتر في الحفاظ على حديقة لارميطاج ودفع المسؤولين إلى إعادة تهيئتها وإصلاحها ،في الوقت الذي كانت تتربص بها لوبيات العقار، معلنا للحضور أنه وبالرغم من الإمكانيات المتواضعة المتوفرة للجمعية ، استطاعت هذه الأخيرة تحقيق ومراكمة العديد من المكتسبات .