منذ أن وجد الإنسان على كوكب الأرض و هو يصارع من أجل البقاء والإستمرار و لم الخلود، فكانت مسيرته سلسلة من الانتصارات والهزائم، من النجاحات و الإخفاقات، تارة يتمرد ضد الأقوى و تارة يمارس بطشه و وحشيته ضد الضعفاء ، لقد كان و لا زال همه الوحيد هو السيطرة و الاستبداد و بأي ثمن. بعد آلاف السنين، عرف الإنسان الاستقرار و خاصة بعد اكتشافه للنار و الزراعة و المواد المعدنية و الكتابة و اقتحامه لمختلف المعارف و فنون العيش، كما لعبت الأديان التوحيدية و الوضعية دورا أساسيا في إعادة الإنسان إلى طبيعته الإنسانية و بعدها الأخلاقي. لكن رغم هذا التطور في مساره ظل وفيا لتناقضاته، يظهر إنسانيته و طيبوبته أحيانا، و يتحول في رمشة عين إلى وحش قاتل بدون رحمة ولا شفقة. مع مرور الزمن ظهرت المجتمعات المنظمة والأنظمة السياسية بمدنها و حكامها وساستها و شعوبها و طبقاتها المختلفة. بعد هذه التراكمات أصبح الإنسان واع بضرورة البحث عن آليات و بدائل لإعادة النظر في علاقته الإنسانية برمتها انطلاقا من حق الإنسان في الحرية كمعطى طبيعي مقابل حريته في استعمال الحقوق كمعطى قانوني و إجرائي، ففتح نقاش واسع يؤسس لجدلية من عيار ثقيل تلامس حرية الفرد و حق الجماعة فبدأ التأسيس للنواة الأولى لمفهوم الديمقراطية. بدأت هذه الحركية الفكرية بشكل منظم في عهد حضارات مختلفة من بينها الحضارة اليونانية و ذلك من خلال مجموعة من المفكرين و الفلاسفة و الباحثين. يرى أفلاطون بأن الديمقراطية هي انتقال السلطة و الحكم من يد الأفراد و الأقلية إلى حكم الأغلبية، فتصبح أغلبية شعب المدينة هي التي تتحكم و تتصرف بواسطة حكومة خاضعة لدستور متوافق عليه و مقيدة بهيئة نيابية تكفل التوازن بين السلطات. و في نفس السياق يرى أرسطو بضرورة انبثاق الحكومة من الطبقة الوسطى التي تجمع بين ارستقراطية المال و ديمقراطية الشعب وفق دستور وجب صيانته. لكن بذرة الديمقراطية التي زرعها اليونان لن يتمكن الإنسان من جني ثمارها حتى بزغ فجر حضارات أخرى و من بينها الحضارة الإسلامية، خلال هذه اللحظة التاريخية عندما كان الغرب يعيش في ظل الأزمات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، كانت الأمة الإسلامية تعيش في أوجها الحضاري. لذلك لايمكن أن نتحدث عن التطور الديمقراطي في تاريخ العالم وفي المجتمعات الإنسانية دون استحضار الديمقراطية التي أتت بها الحضارة الإسلامية سواء نظريا أو تطبيقيا، فظهر مفكرون و ساسة من عيار ثقيل ك»ابن سيناء» و «الخواريزمي» و «ابن خلدون» و «ابن رشد» و غيرهم. و من أهم المفاهيم الديمقراطية التي أصلت لهذه المرحلة: مفهوم سيادة الأمة الإسلامية و البيعة و الشورى و الإجماع و المال مال الجماعة و موارد الدولة من الضرائب و التامين الاجتماعي و غيرها. فكان هذا بمثابة تحول جدري في فن الحكم و الحكامة. إضافة إلى الحضارة الإسلامية، كان لحضارات أخرى دور مهم في هذه الحركية الفكرية كما هو الشأن بالنسبة للحضارة الفرعونية و الإغريقية و الرومانية و الفارسية. بعدها انتقلت الحضارة الإنسانية إلى بلدان أوروبا من خلال عصر النهضة، كان ذالك ابتداء من القرن الرابع عشر بعد ظهور أفكار جديدة كانت قد راودت كبار الملاكين والتجار و هو ما يعرف بالطبقة البرجوازية، خاصة في بعض مدن ايطاليا للتخلص من نفوذ النبلاء و الأمراء القاسي و قد كان ذالك بداية الإعلان عن التمرد ضد الحكم المطلق. بعدها و في القرن السادس عشر ظهرت حركات دينية ذات بعد سياسي ترمي إلى التخفيف من حدة السلطة الدينية وكانت تلك بمثابة بذور جديدة تزرع في حقل الديمقراطية. تطورت هذه الحركة الدينية و السياسية الجديدة و أصبحت تنتقد بشدة الحكم المطلق، كل هذه التحولات مهدت للحركة الفكرية و العلمية التي ظهرت في القرن السابع عشر و الثامن عشر. ابتداءا من القرن السابع عشر بدأ عهد التمرد الحقيقي و خاصة في إنجلترا من خلال بعد إطاحته بالعرش و الإعلان عن التأسيس «كرومويل» الثورة الجمهورية التي تزعمهالجمهورية جديدة ، هذه الثورة كانت دافعا لبعض المفكرين الانجليز لإبداع أفكار فلسفية و سياسية تهدف إلى إبراز قيمة الشعب كعنصر أساسي في تكوين الدولة. و هكذا نجد نظرية ي على يد الفيلسوف الانجليزي العقد الاجتماعي التي تولدت في هذا الجو الفكري و الثور.1679-1588هوبز « ما بين « جاء في نظريته هاته، أن الحكم ليس ملكا يمكن أن يغتصب بثورة مثلا و إنما هو نتيجة عقد تم بين الناس الذين كانوا من طبيعتهم النزاع و الخلاف و الحروب و الفتن، فتعاقدوا على أن يتنازل كل واحد منهم عن نصيب من حريته لمصلحة الآخرين حتى يتمكنوا من العيش في سلام. لكن لابد أن يكون هناك احد يختارونه ليكون هو الحاكم عليهم فكان هو الملك، لدلك لا يمكن اغتصاب السلطة منه إلا بإرادة المتعاقدين الذين اختاروه. عن الملكية بمنطق جديد، و ظهر مفهوم الدولة . هوبزو هكذا دافع الفيلسوف 1704 -1632 جون لوك»هذا فتحت الشهية لفلاسفة آخرين و منهم « و بعدالانجليزي الذي رأى أن الدولة عقد تم بين الأفراد لحماية أمتاعهم وأملاكهم و هو عقد الذي جعل العقد من طرف جهة واحدة. لهوبزمتبادل بين الحاكم و الشعب خلافا و السلطة عند» جون لوك» ليست مطلقة و لا فردية و تتضمن كل من السلطة التشريعية و هي السلطة العليا في الدولة تمثل من طرف الشعب عن طريق الانتخاب أو الوراثة و السلطة التنفيذية بفرعيها الإداري و القضائي، فهي من حق الحكومة و على رأسها الملك ،لكن الملك لا يمكن أن يتدخل في السلطة القضائية إلا في حدود مقيدة. إذا ف»جون لوك» يشترط لنظام الحكم أن يكون الملك مقيدا بإرادة الشعب. و جاء بعد ذلك وفي نفس النهج للفيلسوف الفرنسي «جون جاك روسو» 1714-1772 الذي يعتبربحق فيلسوف العقد الاجتماعي واحد الكبار الذين مهدوا للثورة الفرنسية. حيث ظهر مفهوم السيادة و هي ممارسة الإرادة العامة أو إرادة الجماعة التي لايمكن إن تنتقل إلى الغير، لذلك فالمجتمع هو صاحب السلطة المطلقة و السيادة و كل ذلك يتجسد في الدولة. ولم تبقى هذه الأفكار حبرا على ورق بل تجسدت في مجموعة من الوقائع التاريخية كما هو الشأن بالنسبة ل: *الثورة الأمريكية لسنة 1775 واستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 1776. *الثورة الفرنسية و الإعلان عن مبادئ حقوق الإنسان والمواطن سنة 1789 *التطور الديمقراطي لأوروبا منذ القرن الثالث عشر، ثم ظهور الحركة العمالية سنة 1832 التي تطالب بحق العمال في الانتخاب. *الثورة البلشفية المستمدة من النظرية الماركسية، و التي تنبني على تقسيم المجتمع إلى طبقتين: الطبقة البرجوازية والطبقة البروليثارية. لقد قطع الإنسان مسارات طويلة توجت بظهور مفاهيم جديدة تعتبر وعاء سيكولوجيا للحكام و الشعوب ينظم فن الحكم و الحكامة و هو أرقى ما وصل إليه الإنسان لحد الساعة، إنه مفهوم «الدولة الوطنية و الدولة الأمة» و إلى يومنا هذا لا زال الإنسان يبحث عن طرق و آليا ت جديدة لتطوير فنون الحكم و الحكامة. نترك هاته الأحداث التاريخية ونعود للحظة الدرامية الآنية التي تعيشها الإنسانية خاصة ما وقع في بعض المدن الكبرى لأوروبا في العقود الأخيرة من أحداث وعمليات إرهابية ذهب ضحيتها مجموعة من المواطنات والمواطنين الأوروبيين وغيرهم ذووا الأصول والمعتقدات المختلفة. من بين العمليات الإرهابية الأخيرة التي عرفتها دول أوروبا: -العملية الإرهابية التي وقعت بلندن خلال شهر مارس لسنة 2017 -العملية الإرهابية التي وقعت بباريس خلال شهر مارس لسنة 2017 -عملية برلين خلال شهر دجنبر من سنة 2016 -عملية نيس خلال شهر يوليوز لسنة 2016 -عملية بروكسيل لشهر مارس لسنة 2016 -عملية اسطنبول لشهر يناير لسنة 2016 -عملية باريس لشهر نونبر لسنة 2015 -عملية كوبنهاكن لشهر فبراير لسنة 2015 -عملية باريس لشهر يناير لسنة 2015 -عملية بروكسيل لشهر ماي لسنة 2014 -عملية لندن لشهر يونيو لسنة 2005 -عملية مدريد لشهر مارس لسنة 2004 بعد التضامن الغير مسبوق مع ضحايا مجازر أوروبا التي ذهب ضحيتها مئات المواطنين الأوروبيين و باقي مختلف الجنسيات ذووا الأصول المختلفة، و التي تبناها مجموعة من الشباب الأوروبيين المتطرفين ذووا الأصول الإسلامية، و بعد أن تهدأ العواطف الصادقة منها و الكاذبة وتظهر الحقائق علينا الانكباب على تشخيص و تحليل ما وقع انطلاقا من الأسباب الحقيقية للواقعة ثم الوصول إلى مقترحات حقيقية تحول دون تكرار هذه الفاجعة. في ظل الأزمة القيمية و الفوضى العارمة التي يعرفها العالم اليوم من حقنا طرح مجموعة من الأسئلة : كيف ينبغي للمرء أن يحيا ؟ و كيف نحيا معا ؟ و يسوقنا هذا السؤال إلى مجموعة عديدة من الاستفهامات. ليس «من أنا ؟ « بل «من نحن ؟ « و ليس «ما الذي ينبغي أن نعمله بشكل عام» ؟ « بل «كيف نترابط و نتآزر مع بعضنا البعض ؟ «، و ليس «ما الذي كان ينبغي عمله ؟ « بل «ما الذي حدث ؟ «. تستلزم هذه الأسئلة و غيرها أن نتأمل أنفسنا كأفراد و جماعات انطلاقا من ذواتنا ، من تاريخنا و جغرافيتنا، من محيطنا الثقافي و ذاكرتنا الجماعية و كذالك من خلال تفاعلنا وانفتاحنا على الثقافات والحضارات المتعددة و المتنوعة، تأملا عميقا، وأن نعمل من أجل التخلص من هم الوهم و الخلط و التيه والأنانية وأن نعود إلى حقيقة ذواتنا، أن نتصالح معها و أن نعيدها إلى وعيها، كل هذا من أجل إعادة الإنسان إلى إنسانيته و التعرية عن حقيقته . كل هذه الأسئلة و الاستفهامات و التأملات الحارقة سنتطرق إليها من خلال حوار و نقاش فكري هادئ عبر الرحيل و السفر إلى الماضي البعيد و القريب بالرجوع إلى اللحظات التأسيسية للحضارة الإسلامية و الحضارة الغربية انطلاقا من نجاحاتهما و إخفاقاتهما لمعرفة ما حدث، و لملامسة الحاضر بكل ثقة وأمان بعيدا عن حماقات الوحش الذي يسكننا والتنبؤ بالمستقبل الجميل الذي ينتظرنا. خلال سفرنا النقدي والمعرفي هذا علينا الحذر ثم الحذر من خطورة الفكر الإنتمائي المرتبط بالدين، و الهوية و الطائفية و الإثنية و القدسية و العنصرية و غيرها، و الذي يحول الإنسان إلى مجرم قاتل و يحول الحياة إلى جحيم و يقودنا إلى المجهول. في أوائل القرن السابع الميلادي ظهرت حركة دينية على حواشي الإمبراطورية البزنطية و الساسانية بمكة تبشر بدين الإسلام الجديديتزعمها النبي محمد (ص) وأسست بذلك اللبنات الأولى لبناء الحضارة الإسلامية. بعد وفاة النبي (ص) اشتد النزاع حول الخلافة و السلطة فانقسم المسلمون إلى مذاهب وطوائف وهي في العمق صراعات بين أهل البيت من جهة والأمويين من جهة أخرى، حيث طعنت الشيعة في شرعية انتقال الخلافة إلى الأمويين السنيين و اعتبرته اغتصابا للحق، فاشتد الصراع و بادر الجميع نحو تأويل النصوص الدينية تأويلا يخدم مصالحه ويدعم حججه، إنها الفتنة الكبرى. كما عرفت هذه المرحلة من التاريخ الإسلامي أحداثا دامية لم تتمكن الشعوب العربية و الإسلامية من التخلص من جراحها و آثارها إلى يومنا هذا، اغتيل الخليفة عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب وابنيه الحسن و الحسين. بعد آخر الخلفاء الراشدون «علي بن أبي طالب» تأسست الدولة الأموية عاصمتها دمشق ثم بعدها الدولة العباسية و عاصمتها بغداد، فكانت هذه الفترة الممتدة بين القرنين السابع و العاشر الميلادي من أرقى الفترات التي عرفتها الحضارة الإسلامية، في المقابل انقسم المسلمون و لحد اليوم إلى تيارات و طوائف و مذاهب أسست لمجموعتين فكريتين متناقضتين : – المجموعة الأولى و التي أسست لعصر التنوير الأول قبل أن يعرفه الغرب و ذلك ابتداء من القرن الثامن، و كانت تتزعمها فرقة المعتزلة حيث كانوا يعتقدون أن بالإمكان بلوغ الحقيقة باستعمال العقل على ما جاء في القرآن و كانوا قد تأثروا بالفكر اليوناني، لكن تلاشت أهميتهم داخل الفكر السني الناشئ و في المقابل استمر تأثيرهم بشكل قوي في مدارس أخرى كما هو الشأن بالنسبة لمدارس الفكر الشيعي و لحد اليوم، و من أمثال هؤلاء العقلانيون و المتنورون الذين شهدهم العالم الإسلامي و العربي : بن خلدون، بن رشد، الفرابي إضافة إلى الخليفة العباسي المامون و الخليفة المعتصم اللذان احتضنا فكرهم. – المجموعة الثانية و من روادها بن حنبل و الغزالي و بن تيمية الذين ارتأوا في تفكيرهم لضرورة تفسير القرآن تفسيرا حرفيا و لا وجود للعقل و لا للمنطق، فظهرت أشكال تفكيرية مختلفة و غريبة عن الإسلام و مرتبطة بالخرافة و الشعوذة و الأسطورة، بعيدا عن منطق العقل و الاجتهاد. و بعد سنين و قرون مضت على هذه الفتنة لازال الصراع قائما بين المجموعتين الفكريتين إلى يومنا هذا من خلال ما يقع في بلدان سوريا و العراق و اليمن و مصر و حتى في البلدان الغربية و بقية دول العالم، و من خلال هذا تأثرت الشعوب العربية و الإسلامية في نمط حياتها و فكرها و أصبحت مرتبطة بنزعتين متناقظتين : – نزعة أصولية و ارتيادية و انغلاقية تحن إلى الماضي السلفي – نزعة تحررية منفتحة محورها وأساسها العقل و المنطق كل فرد في هذه المجتمعات يحمل هاتين النزعتين منذ القرن السابع، يظهران و يختفيان في أي لحظة، وبالتالي تعيش الشعوب العربية والإسلامية في ازدواجية مرضية أي سكيزوفرينيا اجتماعية أو ما يعرف بالنفاق الاجتماعي. ومن أجل الخروج من هذه الازدواجية المرضية على الشعوب العربية الإسلامية القيام بحركتين اثنتين: و جهودا كبيرة لأن العقل استدراك ما فات و هذه عملية ضخمة تتطلب وقتا،أولاالكلاسيكي الغربي قام بعمل ضخم في وقته، فقد تجرأ على مواجهة العقل الديني المسيحي و فتح معه معركة حقيقية و هذه خطوة لابد منها من أجل التحرير و استرجاع الذات التائهة و المعزولة. و هذا ما لم يحصل لحد الآن في البلدان العربية و الإسلامية، و لكن على هذه الشعوب أن تواجه هذه المشكلة بنوع من التدرج و هضم المراحل و عدم الانتقال إلى المرحلة الجديدة قبل استيعاب المرحلة السابقة، و ذلك من خلال المرجعية الإنسانية و المرجعية الإسلامية المتنورة و روح الصحوة الفكرية و الثقافية التي عرفتها المنطقة العربية الإسلامية ابتدءا من القرن الثامن الميلادي و التي تكلمنا عنها سابقا، إضافة إلى الأخذ بالحركة الفكرية التي عرفتها الشعوب العربية و الإسلامية ابتداءا من نهاية القرن التاسع عشر إلى الثلاثينات من القرن العشرين و كان هدفها تحقيق النهضة العربية و الإسلامية و موضوعها الأساسي مرتبط بالتطور التعليمي و تجديد الخطاب الديني، و محاولة تخليص المجتمع من سيطرة الطوائف الدينية و لاهوتها، اشتد النقاش حينها و بعد مد و جزر، مرة أخرى انتصرت قوى اللاهوت و هيمن فكرها المضوي و خاصة بعد انشغال القوى الحية من أفراد المجتمع بالمقاومة المشروعة لإجلاء المستعمر، و كان من بين رواد هذه الحركة الفكرية : طه حسين، عبد الرحمان الكواكبي، محمد عبده، المختار السوسي، جمال الدين الأفغاني، ابن شعيب الدكالي، علال الفاسي، عمر الساحلي و غيرهم. يقودنا هذا إلى تسليط الأضواء على جزء من النقاشات الفكرية التي كان يعرفها العالم الإسلامي ابتدءا من القرن الأول الهجري، صدقوني، كم نحن محتاجون إليها في هذه اللحظات العصيبة خاصة في ظل الأزمات المختلفة التي تعيشها منطقتنا. نأخذ على سبيل المثال ما جاء به المفكر «ابن رشد» الذي احتل الجانب النقدي من فكره مكانة هامة في الأمور المتصلة بالشريعة سعيا وراء تخليصها بمعية الفلسفة من شوائب الكلام و التصور و ذالك من خلال كتبه النقدية الثلاثة :» فصل المقال, الكشف عن مناهج الأدلة, و تهافت التهافت». يتبع