تم الأسبوع الماضي بمعهد العالم العربي، افتتاح أكبر مكتبة عن العالم العربي بباريس، والتي تطلب ترميمها 3 سنوات من العمل بتمويل كويتي، يقول رئيس المعهد (جاك لونغ)، وحضر افتتاحها رئيس الوزراء الفرنسي (بيرنار كازانوف) الذي رحب هو الآخر بهذه المبادرة، واعتبر المعهد «مركزا للمعرفة والتبادل»،وأضاف أن «الكتابة،المعرفة والفضول توحد الحضارات»، كما قدم شكر فرنسا لوزير الإعلام الكويتي الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح الذي حضر هذا الافتتاح، مما يشهد « على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين». هذه المكتبة التي فتحت أبوابها أمام العموم يوم الجمعة الماضي، تضم 100 ألف عمل ووثيقة بلغات عدة، مما يجعل منها أكبر مكتبة عن العالم العربي بفرنسا، حسب مديرتها (جليلة بوحلفاية) التي شكرت السلطات الكويتية التي قامت بتجديد الموقع «بالمضمون والشكل»، بالإضافة إلى احتواء المكتبة على عدد من النسخ النادرة لكتاب «ألف ليلة وليلة» و»مصحف نادر» كان يملكه الشاعر (ارتير رامبو). وبالمناسبة، أشاد رئيس وزراء فرنسا (بيرنار كازنوف) بالعمل الذي يقوم به (جاك لونغ) والذي لا يتردد في مراسلة الحكومة باستمرار من أجل طلب التمويل وإيصال نسبة الزوار إلى مليون زائر سنويا. وقد تم تحديث هذه المكتبة بشكل شامل، وأصبحت تتوفر على وسائل رقمية للبحث في مضمونها، وكذا وسائل سمعية، كما أن برج الكتب الذي تتوفر عليه المكتبة بطول 32 مترا تمت إعادة ترميمه هو الآخر، وتضم المكتبة جناحا يمكن القارئ من الحصول على الصحف والمجلات العربية التي تصل إلى باريس أو الاطلاع عليها من خلال الاشتراك الرقمي الذي يتوفر عليه المعهد والذي يمكن من تصفح أغلب جرائد العالم العربي أوالناطقة بالعربية. ويرجع نجاح هذه الأوراش الكبيرة وتجديد هذا المعهد الذي كان مهددا بالإفلاس في عهد الرئيس السابق (نيكولا ساركوزي)، إلى الحيوية والدينامية التي أصبح يعرفها منذ وصول (جاك لونغ) إلى رئاسته، هذا الأخير الذي استقبل الرئيس الفرنسي خلال ولايته الحالية، خمس مرات لافتتاح معارض، بمعدل زيارة كل سنة، واستقباله أيضا رئيس وزراء فرنسا عدة مرات، كانت آخرها عند افتتاح المكتبة، وهذه الزيارات المتعددة لكبار المسوؤلين الفرنسيين مكنت من إعادة الاهتمام بالمعهد الذي أصبح صلة وصل حضارية بين فرنسا والعالم العربي، وخاصة المغرب الذي نظم ومول عدة معارض به، أهمها «معرض المغرب المعاصر» وروائع الكتابة بالمغرب». ويحتفل معهد العالم العربي بمرور 30 سنة على تأسيسه، ويشهد ورشة شاملة للتجديد يقوم بها الرئيس الحالي (جاك لونغ)، هذه العملية التي كلفت 17 مليون أورو، ويقوم بتمويلها عدد من البلدان العربية، خاصة إعادة ترميم واجهة المشربية التي تكسو وجه المعهد والتي تعتبر عملا نادرا يجمع ما بين الأصالة والمعاصرة، حيث إن هذه المشربية يتغير شكلها حسب الإضاءة الطبيعية كل يوم، حيث تنغلق عيونها عندما يكون ضوء الشمس قويا وتنفتح عندما يكون الضوء ضعيفا، وهي عمل معماري متميز.