أبرز أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك ورئيس مؤسسة «آنا ليند»، يوم الاربعاء بشنغهاي «الخطوة الرائدة والوضوح والإرادة التي تميز السياسة التي ينهجها جلالة الملك محمد السادس، الذي اختار ترسيخ المشروع المجتمعي الذي يعمل المغرب على بنائه انسجاما مع عراقة ومع العبر المستخلصة من حضارتنا التي تعود لثلاثة ألف سنة ، وفي إطار مشروعية توافق وطني أضفى قوة على ريادة المملكة على المستوى الروحي والثقافي في الفضاء المتوسطي والمنتظم الدولي. وأوضح أزولاي، الذي كان يتحدث خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للمنتدى الثقافي العالمي في تايهو (الصين) والذي شارك فيه بالخصوص نائبة الوزير الأول الصيني ليو ياندونغ، والرئيس الكونغولي ساسو نغيسو، وممثلون سامون عن الحزب الشيوعي الصيني، أنه «منذ أزيد من خمسة قرون، عاش ابن ميمون كمواطن عربي ومتوسطي واستعمل اللغة الإغريقية لبلورة فكره فيما كان يؤدي صلواته بالعبرية، هذا الإرث النموذجي للحداثة الاجتماعية وللكونية الفلسفية وللتنوع الثقافي المؤسس لحضاراتنا هو ذاته الذي اختاره بلدي المغرب ومنحه الأولوية». ودعا أزولاي المشاركين في هذا المنتدى وكذا الوفود الاجنبية الحاضرة لأن تتخذ الإجراء المناسب على غرار المغرب والمتمثل في الطابع الشمولي والتنسيق في الخيارات السياسية والاقتصادية والثقافية، مذكرا من هذا المنظور ب»الخطوة التاريخية التي خطاها المغرب في يوليوز 2011 والمتمثلة في إقرار دستور جديد قطع مع الماضي وشكل استثناء لتنوعنا الثقافي والروحي والاجتماعي». وتابع أن الرسالة التي يبعث بها المغرب للمجتمع الدولي أيضا تعتبر أكثر وضوحا بالنظر لكونها تندرج في سياق وفي فضاء يطبعهما عموما التراجع والانكسار وأحيانا المواجهة ، مشيرا إلى ما يسود المغرب من قراءة تعد أكثر إلحاحا للإسلام، سمتها الوسطية والاعتدال. وبعد أن جدد امتنانه للحكومة الصينية وللمسؤولين عن تنظيم المنتدى لإشراكهم المؤسسة في تنظيمه منذ تأسيسها وإدراجها ضمن مؤسسي المنتدى، أشاد أزولاي بحرص الصين على أن تجعل من الآن فصاعدا الدبلوماسية الثقافية والحوار بين الحضارات رافعة مستمرة في استراتيجيتها الوطنية والدولية. وقال في هذا الصدد إن «الصين التي تعتبر فاعلا محوريا في الاقتصاد العالمي وقوة عظمى في المشهد الدولي ، والحضارة العريقة التي تعود ل 5 ألف سنة خلت، والغنية بتنوعها الإثني وبمدارسها الفكرية الرائدة من الكونفوشيوسية إلى الطاوية، بإمكانها، بل يتعين عليها أن تصبح بلدا رائدا في تدبير النزاعات عبر الوساطة الثقافية وتشجيع وتحفيز الحوار بين الحضارات» مستعرضا حصيلة عمل السنوات الأخيرة للمؤسسة الأورومتوسطية «أنا ليند» التي يترأسها منذ سنة 2008 . وقد تميزت الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي عرفت حضور ألفي مشارك، أيضا بمداخلات كل من ناصر عبد العزيز ناصر الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات والوزير الأول الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان، ورئيس الوزراء الإيرلاندي السابق بيرتي أهيرن وعدد من الشخصيات من عالم السياسة والثقافة ومن الأكاديميين من آسيا وأوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط.