أكد مصدر ديبلوماسي مغربي أن السفارة المغربية في ليبيا تعمل في ظروف عادية. وأشار المصدر إلى أن اتصالات على مستويات عليا بوزارة الخارجية قبل أيام مع السلطات الليبية أفضت إلى تعزيز الرقابة الأمنية، كما أوضح المصدر أن المصالح المغربية لم تتلق أي تهديد من أية جهة، وكذلك المواطنين المغاربة المقيمين هناك. كما أوضح المصدر أن المغرب يتابع الوضع عن كثب، ويساير التطورات ولا يتدخل في شوؤن ليبيا. ودخلت ليبيا منذة فجر الجمعة وضعا صعبا على المستوى الأمني بعد دخول مئات العربات مدعمة بالطائرات مدينة بنغازي، التي مهدت لانطلاق التمرد ضد النضام السابق وإلى الإطاحة به، فيما أطلق عليه ثورة 17 فبراير، ومن تداعيات الهجوم على بنغازي الذي خلف مئات القتلى والجرحى في حصيلة تتضارب حسب المصادر الإعلامية وتصريحات الجهات المتصارعة. هذا، وقد أعلنت مصادر إعلامية ليبية أن الجزائر أعلنت حالة استنفار في جيشها، إذ جندت 40 ألف جندي لحماية حدودها الطويلة مع ليبيا عقب الأحداث الأخيرة التي تعرفها ليبيا منذ الجمعة الماضية. وحسب نفس المصادر فإن صحفا جزائرية أشارت إلى قيام فرقة عسكرية خاصة بإجلاء السفير الجزائري وطاقم السفارة إلى بلدهم عقب تلقيهم تهديدات جدية بالاختطاف. وفي نفس السياق أعلنت تونس بدورها نشر 5000 آلاف من جنودها على الحدود تحسبا لفرار مسلحين محسوبين على تنظيمات إرهابية إلى داخل تونس، بعد اشتداد معارك بنغازي الليبية بين من يطلقون على أنفسهم الجيش الوطني بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والمليشيات والكتائب التابعة للدولة والأخرى التابعة للجماعات الجهادية مثل «أنصار الشريعة» التي سبق للحكومة أن اعتبرتها مجموعات إرهابية، حيث عقدت الحكومة التونسية اجتماعاً أمنياً طارئاً دعي إليه رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي لبحث انعكاسات التطورات الليبية على الوضع الأمني الداخلي في تونس، فيما أعلنت الجزائر حالة استنفار عام على مناطقها الحدودية مع ليبيا خوفاً من امتداد الصراع إلى أراضيها. من جهتها قامت مصر بتشديدات أمنية على الحدود مخافة انسحاب مقاتلين من الخلايا الإرهابية إليها، خاصة في ظل تنظيم مسلح للإخوان المسلمين بليبيا يشكل امتدادا لجماعة الإخوان المحظورة في مصر والمصنفة « إرهابية».. وكانت جهات إعلامية اتهمت مصر بدعم المنشق حفتر، الذي نفى في ندوة صحفية» أية علاقة للجيش المصري « بما يسميه « معركة الكرامة». وخلفت المواجهات، حسب تصريح صحفي لحفتر أزيد من 70 قتيلا في الجانبين منهم أكثر من 60 في صفوف من وصفهم بالإرهابيين القادمين من مختلف بقاع العالم، مما يشي بأن ليبيا ستتحول تدريجيا إلى سوريا جديدة في الشمال الإفريقي، وانطلاق إندار حرب أهلية طاحنة في هذا البلد الكبير المساحة وقليل السكان. واعتبر خليفة أن ما يقوم به موجه ضد الإرهابيين وتقاعس الدولة عن حماية الثورة وأفراد الجيش والشعب من القتل اليومي الذي يتعرضون له يوميا من طرف الإرهابيين، ونفى عن نفسه صفة الانقلاب، مشيرا « نتحرك بطلب من الشعب، وهو صاحب القرار» واتهم الأجهزة الحكومية القائمة بفقدان الشرعية، مشيرا إلى أن الرئيس الحقيقي تمك طرده، في إشارة إلى علي زيدان، رئيس الوزراء المقال. من جهتها أعلنت رئاسة أركان الجيش الليبي السبت 17 ماي، أن وحداتها العسكرية والوحدات والتشكيلات التابعة لها ستستهدف أي طائرات عسكرية تحلق فوق مدينة بنغازي وضواحيها عقب فرضها حظرا للطيران في أجواء هذه المنطقة. يأتي ذلك بعد أن اشتركت طائرات حربية في القتال الجمعة 16 ماي إلى جانب قوات تابعة لرئيس أركان القوات البرية الأسبق خليفة حفتر، والذي اكتسح بنغازي ويلاقي دعما عسكريا من عدة جهات رسمية، وشكل مراكز قيادة وتحكم وأعلن ناطق عسكري باسمه نداء لساكنة أجزاء من بنغازي بالرحيل في إشارة إلى أن الحرب مستمرة ومفتوحة. ونشر حفتر في صفحته على الفايسبوك بيانا جاء فيه» اليوم بدأت معركة الوطنية الليبية، التي اضطرت طلائع أحرار الجيش الوطني الليبي إلى خوضها دفاعاً عن الوطن والشعب وعن حياة وأرواح ضباط وجنود الجيش الذين تم ويتم اغتيالهم بالمئات، وليست انقلاباً، ولا سعياً إلى السلطة، « وأضاف البيان». «ولم نكن نريد أن يحتكم الليبيون إلى السلاح، لكن الإرهاب وخدم الإرهاب أرادوها معركةً فلتكن معركة» ويسعى البرلمان الليبي والحكومة المؤقتة إلى احتواء الوضع واتهام جهات خارجية بالتآمر على البلاد دون ذكر أية جهة بالإسم، ويبقى الوضع غامضا!! .