قال رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبد الواحد الراضي، يوم الخميس بسلا، إن البرلمانات أضحت اليوم تضطلع بدور أساسي في تعزيز الدبلوماسية وفي توطيد العلاقات الدولية، وذلك بفضل تقوية اختصاصاتها وتطور الديمقراطية في مختلف المجالات. وأوضح الراضي، خلال محاضرة ألقاها حول «تاريخ وتطور الدبلوماسية في العالم» أن الأهمية التي تكتسيها البرلمانات على المستوى الدبلوماسي تكمن في قيامها بتقريب وجهات النظر بين الأطراف وفي فتح نقاش دولي حول قضايا داخلية وأخرى دولية ، وذلك خلال الاجتماعات البرلمانية. كما يتجلى دورها الأساسي، يضيف الراضي، في المصادقة على الاتفاقيات الدولية ما يعزز العلاقات بين الدول وفي التصويت على القوانين، وفي ضبط وتوجيه سياسة الحكومات، فضلا عن دورها كوسيط في حل بعض المشاكل وتسوية النزاعات الدولية . وحسب الراضي فإن ما يعكس بجلاء قوة تأثير البرلمان في توجيه السياسات الدولية عبر الضغط على الحكومات، هو رفض البرلمان البريطاني التصويت لفائدة التدخل العسكري في سوريا. وبخصوص الفاعلين في المجال الدبلوماسي، أبرز رئيس مجلس النواب الأسبق، أن الدبلوماسية لم تعد حكرا على رؤساء الدول والحكومات بل اتسع نطاقها لتشمل منظمات المجتمع المدني والمنظمات النقابية والأحزاب السياسية التي أصبحت منظمة على الصعيد الدولي، وتساهم بشكل فعال في اتخاذ القرارات الدولية وفي الحفاظ على مصالح بلدانها والقارة التي تنتمي إليها. وذكر أن كل بلد يحتاج إلى دبلوماسيين محنكين وحاضرين بقوة من أجل الدفاع عن مصالحه في المحافل الدولية والمساهمة في حل المشاكل الداخلية والدولية ، لذلك تحرص جميع الدول على جعل ممثليها في أجهزة التسيير بالمنظمات الدولية ليكون لهم تأثير في اتخاذ قرارات وطنية ودولية. وقدم الراضي لمحة عن أهداف الدبلوماسية وما تقتضيه من إنصاف وعدالة لتسوية النزاعات بشكل سلمي مع مراعاة مصالح جميع الأطراف، وأبرز دورها في تحقيق التوازن والتعايش بين الأمم والشعوب، مشيرا إلى أن الدبلوماسية تنقسم إلى نوعين: دبلوماسية ثنائية بين الدول وأخرى متعددة الأطراف تكون بين المنظمات الدولية على رأسها منظمة الأممالمتحدة . يشار إلى أن هذا اللقاء الذي، نظمه ماستر الدبلوماسية المغربية التابع لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية- سلا، يندرج في إطار الأنشطة العلمية التي تنظمها هذه الكلية.