أصبح بإمكان السياح في فيينا المبيت في قصر شونبرون لينضموا إلى قائمة نزلائه التي تضم ماري أنطوانيت وموزارت ونابليون وآخرين، ليعيشوا في أروقة وغرف شهدت أحداثا تاريخية وفنية كبيرة. واعتبارا من 30 أبريل الجاري، سيصبح هذا القصر مقصدا سياحيا في العاصمة النمساوية، حيث يمكن للزوار أن يقيموا في جناح مطل على حدائق القصر، وأن يعيشوا في أروقته. وقالت بيرجيت ريتبوير من مجموعة »فيركيرهرسبورو« الفندقية صاحبة الفكرة »إنه مشروع فريد من نوعه في أوروبا«. ويقع الجناح المخصص للزوار فوق غرفة نوم الإمبراطور فرنسوا جوزيف والمكتب حيث كانت زوجته إليزابيث التي اغتيلت عام 1898، تكتب أشعارها ومذكراتها. وبلغت تكاليف تجهيز الجناح 400 ألف أورو، وهو عبارة عن غرفتين وحمامين وغرفة طعام ومطبخ صغير. وأدرج قصر شونبرون بحدائقه الغناء وحديقة الحيوان الموجودة فيه، وهي الأقدم في أوروبا، على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وهو يجذب 8 ملايين سائح سنويا. وتسمى إحدى قاعاته قاعة نابليون، لأنها استضافت الإمبراطور الفرنسي الذي تخلى عن زوجته الأولى جوزفين ليتزوج بأميرة من عائلة هابزبورج عندما احتل فيينا بين العامين 1805 و1809. وشهدت قاعات أخرى على حفلات موسيقية أحياها موزار فيما كان لا يزال طفلا عام 1760 بحضور الإمبراطورة ماري تيريز. وأرخت إحدى القاعات لحدث توقيع الإمبراطور تشارلز الأول في العام 1918 تنازله عن العرش واضعا حدا لحكم عائلته الذي استمر 640 عاما. وشهدت أروقة القصر وغرفه كذلك أحداثا تاريخية أحدث زمنا، منها اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي جون كينيدي والزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف. وقد جرى هذا الاجتماع في قاعة الباليه في القصر. ويبدو أن الجناح الذي سيخصص للزوار، كانت تستخدمه حفيدة فرانسوا جوزيف، الأميرة إليزابيث ماري الملقبة بالأميرة الحمراء، لأنها انتسبت إلى حزب يساري اشتراكي. لكن هذه التجربة التي تتيح الاستيقاظ في قصر منيف قوامه 1441 غرفة، وسط معاملة امبراطورية للنزلاء، ليست في متناول كل الناس. فكلفة الليلة الواحدة تبدأ ب699 أورو عن كل شخص، دون أن يتضمن هذا السعر فطور الصباح. وتبلغ تعرفة »ليلة شهر العسل« للمتزوجين حديثا 2700 أورو، أما أعلى عرض كلفة فمقابل 4900 دولار عن الليلة الواحدة للشخص الواحد، ويتضمن الإقامة والفطور، وغداء يعده طباخ خاص، وجولة في القصر.