تحولت أغلب المواقع العمومية بالمحمدية الى فضاءات محتلة من قبل الباعة المتجولين للخضر والفواكه والأسماك ومختلف السلع ذات الاستعمال المنزلي، وخاصة شارع الحرية والساحات المجاورة للسوق البلدي حيث لم تفلح العديد من الرسائل الاحتجاجية التي وجهها السكان المجاورون الى السلطات المحلية والمصالح البلدية، ولا البيانات الاستنكارية للتجار والحرفيين للحد من معاناتهم اليومية مع هؤلاء الباعة الذين يحتلون أبرز المواقع المحيطة بالسوق البلدي. ويتجمع على طول شارع الحرية والأزقة المتفرعة عنه وأمام مسجد مالي ، العشرات من الباعة المتجولين طوال النهار ولجزء من الليل، حيث تمتد عربات يدوية وطاولات وصناديق وأفرشة على شكل سلسلة متواصلة لعرض مختلف السلع وسط الطريق وفوق جنباتها، حاجبين الرؤية عن المحلات التجارية والمنازل التي يظل أصحابها يتفرجون على هذا الوضع الذي يؤرق راحتهم دون أن يجدوا له حلا. وقد عبر مجموعة من السكان المتضررين لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» عن بالغ تذمرهم من الأضرار المادية والمعنوية التي يلحقها الباعة المتجولون بالمحيط وبصحتهم من جراء أكوام الأزبال التي يتركونها مساء كل يوم، والقلق والمشاجرات اليومية التي تندلع في ما بينهم وأكدوا أن شارع الحرية أصبح بمثابة منطقة شبه محتلة ونقطة سوداء مع ما ينتج عن ذلك من فوضى يترتب عنها النشل ووقوع سرقات واعتراض سبيل المارة والزبناء ما يحدث اضطرابا وفوضى في حركة المرور والتنقل.أما التجار القارون بهذا الشارع فمنهم من أعلن إفلاسه وأغلق محله، ومنهم من اضطر الى تغيير نشاطه نظرا للنقص والركود المتزايد في الرواج التجاري بسبب المضايقات والمنافسة غير المشروعة وغير الشريفة من جراء هذا الانتشار غير القانوني للباعة المتجولين، ليس فقط في شارع الحرية بل في مختلف الاماكن الاستراتيجية بالمدينة ، إضافة الى المصاريف والضرائب التي تثقل كاهلهم، الشيء الذي يتطلب تدخلا عاجلا للسلطات المحلية والمصالح البلدية لإرجاع الأمور الى نصابها عن طريق تطبيق القانون بإخلاء وتنقية شارع الحرية والأزقة المجاورة له من التجارة العشوائية التي تساهم في تدني التنمية المحلية ، لرد الاعتبار الى ساكنة هذه المنطقة من جهة ولإنقاذ أصحاب المحلات التجارية من الافلاس والضياع من جهة ثانية.