وكالات ظهر في العالم العربي في السنوات العشر الأخيرة زخم من برامج المواهب التي تدخل في فئة برامج تلفزيون الواقع والمسابقات الغنائية. برنامج «شباب توك» ناقش هذه الظاهرة مؤخرا مع مجموعة من الشباب الذين شاركوا في هذه البرامج. واعتبر زياد خوري المطرب اللبناني الذي احتل المرتبة الرابعة في برنامج «أراب آيدول»، خلال استضافته في برنامج «شباب توك» على «دوتشي ڤيلي» عربية، أن تجربته في البرنامج كانت رائعة ومفيدة ومنحته الشهرة، التي كان يحلم بها منذ أن كان طفلا. غير أن تجربة زياد خوري وغيره من الشباب الذين يصلون إلى نهائيات هذه البرامج، تختلف عن تجارب مواهب أخرى، التي تسببت لها هذه البرامج في مشاكل، كما هو الشأن بالنسبة للفنان المغربي شفيق نيبو، الذي أظهره البرنامج لدقائق في فقرة تجارب الصوت. الفيديو صور شفيق حسب قوله وكأنه «شخصية غير متزنة» في قالب ساخر، كان بناء على طلب من منتج البرنامج، «الأمر الذي أضر بصورة المتسابق المغربي». ويقول شفيق عن سبب مشاركته في البرنامج بالرغم من السلبيات التي ذكرها، إنه تحفز للمشاركة «بعد انتشار ظاهرة الفنانين المغاربة الذين يحققون النجاح والشهرة في هذه النوعية من البرامج منذ سنة 2007»، إذ يحظى هؤلاء بتغطية إعلامية كبيرة في المغرب. التجربة الألمانية وشارك في البرنامج الحواري أيضا أحمد موسى، وهو متسابق لبناني في كاستينغ «أراب آيدول» في برلين، ويصف أحمد التجربة بالجيدة، بالرغم من أنه لم يتم اختياره للمشاركة في البرنامج بسبب تخطيه سن الثلاثين بسنة واحدة، الأمر الذي فتح النقاش حول معايير اختيار المشاركين في هذه البرامج، وإن كان الصوت وحده هو الفيصل في الاختيار. وعن الاعتبارات المأخوذ بها في اختيار المشارك أكد منتج «أراب آيدول» حسين جابر لقناة «دوتشي ڤيلي» عربية أن «اختيار المشارك يخضع لاعتبارات كثيرة لا تتوقف على جمال الصوت وحده، وإنما على أشياء أخرى كالمظهر والحضور على المسرح، والكاريزما». وتابع قائلا: «المشارك في البرنامج يشاهده الجمهور على مدار أسابيع، وبالتالي لا يمكن أن يكون شخصا لا يتمتع بالقبول لدى الجمهور، حتى يتفاعل معه ويصوت له». من جانبها تصف المشاركة الألمانية نيليما شودوري والتي وصلت إلى ربع نهاية برنامج «ذا ڤويس» الألماني، تجربتها بالحلوة والمرة في الوقت ذاته. وتضيف نيليما: «هي تجربة جيدة لأني تعرفت على ما يحصل خلف الكواليس، لكني اكتشفت أنها عملية تجارية بين شركات الأسطوانات، وأن الأمر لا يتعلق بموهبة موسيقية أو غنائية». مقارنة مع الماضي تطرق حلقة «شباب توك» أيضا إلى برامج المواهب القديمة التي كانت في الكثير من الدول العربية كبرنامج استوديو الفن في لبنان أو برنامج «مواهب» في المغرب، إذ لم تكن تلك البرامج تخضع لمنطق الربح التجاري، وإنما تركز على القيمة الفنية للمشاركين. ولذلك ظلت الأسماء التي تخرجت من هذه البرامج حاضرة بقوة في المشهد الغنائي كنجوى كرم ووائل كفوري وماجدة الرومي من لبنان، أو عزيزة جلال ونعيمة سميح في المغرب. وهو ما قاد النقاش في الحلقة إلى مدى كفاءة لجان التحكيم في هذه البرامج، خاصة وأنها تركز على نجوم شهيرة في عالم الغناء، لا على متخصصين وخبراء في عالم الموسيقى. لكن الأمر في النهاية لا يتعلق بالموهبة وحدها، وإنما بطريقة إظهار هذه الموهبة للجمهور.