تحولت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية منذ يوم الثلاثاء الماضي وإلى غاية يومه الجمعة، إلى قبلة لباحثين جامعيين وأدباء ومفكرين من كافة مناطق المغرب ومختلف دول العالم، لبوا جميعا دعوة الكلية وعميدتها الأستاذة رشيدة نافع للمشاركة في لقاءين فكريين من الأهمية بمكان. في هذا السياق، نظمت الكلية يومي الثلاثاء - الأربعاء، بمعية مختبرها للغات والترجمة، ندوة دولية حول موضوع الأدب الاستعماري والكتابات الأدبية التي تناولت موضوع الاستعمار في استحضار للمؤلفات ولكل الإنتاج الذي صدر خلال القرن الماضي. كانت المناسبة إلقاء نظرة على مسار هذا الأدب المسمى أدبا استعماريا، وعلى رواده من الأدباء والكتاب، بعد عشرات السنين عن عهد الاستقلال وخفوت ذلك التباعد الفكري الذي كان طاعيا على علاقات الدول الاستعمارية بالدول المستعمرة، وتقارب كل تلك الدول وتجاوزها لتلك المرحلة العصيبة في حياة شعوبها. النظرة للأدب الاستعماري تبدو إذن حاليا أكثر رزانة وتعقلا خاصة على مستوى النظرة إلى الآخر والمقاربات النصية للأدب الاستعماري. الندوة شكلت محطة أساسية في عملية جرد أهم الأعمال الأدبية الصادرة خلال القرن الماضي، خاصة أن العملية كانت، طيلة يومي الندوة، من طرف متخصصين من جامعات مغربية وأوربية مشهود لهم بالكفاءة العلمية والأدبية. المشاركون في الندوة ناقشوا كل التقاطعات المحيطة بالتفكير في مآل ومصير الإنتاج الأدبي الصادر في حقبة الاستعمار وطرحوا العديد من الأسئلة لفهم منطلقات ذلك المنتوج الأدبي وللإجابة على نقط استفهام تتعلق بإشكاليات الهوية والكتابة بلغة الآخر والمنفى وإعادة رؤية واستكشاف ذلك الأدب الاستعماري بنظرات أخرى. الندوة التي استغرقت أعمالها ليومي الثلاثاء والأربعاء، أشرفت عليها لجنة علمية تتشكل من:ذ. رشيدة نافع، ذ. يحيى أبو الفرح ، ذ . عبدالله مدعري علوي ، ذ. جون أرووي ، ذ. جاك نواري ، ذ. بشير أدجيل ، ذ. مارك كاغربور ، ذ. سامية قصاب شرفي وأساتذة جامعيون. وتواصلت الأنشطة الفكرية بكلية الآداب بالمحمدية يومي الخميس والجمعة، من خلال تنظيم لقاء دولي حول موضوع الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة في مجال العلوم والتكنولوجيا . اللقاء الذي حضرته نساء من مختلف الجامعات المغربية والدولية، ومن القطاع الخاص وممثلات عن بعض القطاعات الحكومية، تميز بتقديم مجموعة من الإحصائيات حول تواجد المرأة في ميدان البحث العلمي، إذ تم عرض معطيات هامة تبرز الحضور القوي للمرأة في هذا الميدان، فمثلا تقول الإحصائيات أن 34 في المائة من الحاصلين على شهادة الذكتوراه سنة 2010 هم من النساء، والمرأة تمثل 37 من مجموع الأكاديميين، فيما تشير نفس الإحصائيات إلى أن نسبة المشتغلات في البحث العلمي لا يتجاوز 25 في المائة. ومما جاء في الجلسة الافتتاحية، أن هناك غياب للمعطيات حول تواجد المرأة في مجال العلوم والبحث العلمي في القطاع الخاص التجارة والتسيير والصناعة.