طالب قاضي المحكمة الوطنية في مدريد، بابلو روث بمثول أربعة من قادة البوليساريو ومسؤولين جزائريين المثول أمام المحكمة في القضية التي رفعها صحراويون ضد قادة انفصاليين وضباط جزائريين متهمين ب»الإبادة والاغتيال والجرح والاعتقال غير القانوني والإرهاب والتعذيب والخطف» وبارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري منذ سنة 1979 . وحسب مصادر إسبانية، فإن من بين الذين طالبت المحكمة الوطنية بمثولهم أمامها المدير العام السابق للأمن بالبوليساريو والمسؤول عن العلاقات مع الأممالمتحدة في نيويورك محمد خداد، و نبيل قدور وهو ضابط جزائري كان ملحقا عسكريا للسفارة الجزائرية في موريتانيا، ولم تشر المصادر الإسبانية إلى هوية الاثنين المتبقين. ومعلوم أن القضية التي رفعها نشطاء صحراويون ضد قادة البوليساريو وضباط جزائريين أمام المحكمة الوطنية الإسبانية التي تعتبر أعلى هيئة جنائية إسبانية، تتضمن أسماء 28 مسؤولا متهمين بجرائم الإبادة والتعذيب والخطف، ويوجد على رأس المتهمين، إبراهيم غالي الممثل السابق للبوليساريو في إسبانيا ، والذي تم تنقيله إلى الجزائر العاصمة مباشرة بعد رفع هذه الدعوى بمدريد، كما يوجد على لائحة المتهمين وزراء في الجمهورية الصحراوية الوهمية منهم سيدي أحمد بطل وزير الإعلام وبشير مصطفى السيد وزير التربية وخليل سيدي محمد وزير المخيمات، بالإضافة إلى ضباط جزائريين من بينهم نبيل بناصر وشخص آخر يسمى محفوظ. وحسب دفاع المشتكين، فإن هناك أدلة دامغة من شأنها إدانة المتهمين عن هذه الجرائم المروعة وكشف الوجه الحقيقي لانفصاليي البوليساريو وما ارتكبوه في حق المواطنين الصحراويين بمساعدة ضباط جزائريين. وكان ثلاثة من الضحايا كشفوا يوم الاثنين أمام المحكمة الوطنية، الفظائع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها ميليشيات «البوليساريو» بمخيمات تندوف. وروى كل من الكبش محمد نافع والخرشي الحبيب والشويعر محمد مولود، الذين خضعوا، بعد الإدلاء بشهاداتهم أمام قاضي المحكمة الوطنية، لخبرة طبية للوقوف على ما تعرضوا له من تعذيب، بالتفصيل ما عانوه طيلة سنوات الاعتقال بسجن الرشيد (جنوب شرق الجزائر). وقال الكبش محمد نافع إنه وصف لقاضي المحكمة الوطنية «حقيقة الأمور والجرائم الخطيرة التي ارتكبتها البوليساريو والجزائر» ضد الضحايا، مضيفا إنه «سعيد» بتمكينه من تقديم شهادته أمام القاضي وفضح الممارسات اللا إنسانية ل»البوليساريو» ضد السكان المحتجزين بمخيمات تندوف. وأضاف محمد نافع، الذي أمضى 15 سنة بسجون «البوليساريو» (1977 - 1992 ) «نحن ضحايا البوليساريو نحمل دائما آثار التعذيب الذي مارسته علينا مليشيات الانفصاليين»، مشيرا إلى أن القضاء الإسباني يولي «اهتماما كبيرا وخاصا» لهذه القضية. وذكر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد أنه كان، أيضا، شاهدا على وفاة عدد من الأشخاص جراء التعذيب الذي مارسته ميليشيات البوليساريو على المحتجزين، وأنه قدم للقاضي أسماء الضحايا، وكذا الجلادين المسؤولين عن هذه المذابح. وفي السياق ذاته، قال الخرشي لحبيب إنه كشف أمام القاضي بابلو روث عن الانتهاكات الجسيمة والتعذيب اللذين تعرض لهما الضحايا على أيدي جلادي «البوليساريو»، مشيرا إلى أن القاضي استمع ب»اهتمام كبير» لشهادات الضحايا قبل أن يأمر بعرضهم على الخبرة الطبية. وأضاف لحبيب أنه قاسى الأمرين طول 17 سنة من السجن في معتقلات «البوليساريو» (1977 - 1994) حيث تعرض للتعذيب بكل أشكاله وألوانه والممارسات اللاإنسانية.