في إطار جسور العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي أخذت غرفة التجارة والصناعة والخدمات بخنيفرة تقيمها مع سفراء الدول الأوروبية ببلادنا من أجل دعم وتشجيع فرص الاستثمار والشراكة بينها وبين رجال الأعمال والكفاءات بهذه الدول، وبعد استقبالها لسفيري النرويج وفينلندا، عادت الغرفة المذكورة فاستقبلت وفدا رومانيا برئاسة السفيرة الرومانية في الرباط، ويضم مسؤولين بالقسمين السياسي والاقتصادي بالسفارة. من جهته، عبر رئيس الغرفة، محمد أوعزى، عن بالغ تقديره للسفيرة الرومانية على التزامها بتلبية الدعوة، واهتمامها الملموس بأهداف الغرفة وحياة إقليميخنيفرة وميدلت، ما اعتبره رئيس الغرفة دليلا قويا على عمق العلاقة المشتركة التي تربط بلادنا بالديار الرومانية، منذ عشرات السنين، ولم يفته استعراض ما يزخر به إقليماخنيفرة وميدلت من مؤهلات طبيعية وسياحية واقتصادية، ومدى حاجتها للاستفادة من الخبرات الرومانية، والعمل على تطويرها واستغلالها بشكل أمثل، داعيا إلى اعتبار الزيارة خطوة نحو أفق أوسع للشراكة والتعاون المثمر بين الغرفة وسفارة رومانيا، بدءا من تبادل زيارات للفاعلين الاقتصاديين من الجانبين قصد التعرف ميدانيا على مختلف مجالات التعاون المشترك، وشدد رئيس الغرفة على استعداد غرفته لخلق شراكة مع إحدى الغرف الرومانية بهدف تبادل التجارب والخبرات والرؤى. أما السفيرة الرومانية فعبرت في كلمتها بالمناسبة عن عميق امتنانها لحفاوة الاستقبال الذي حظيت به، والوفد المرافق لها، من طرف مكونات الغرفة، مؤكدة على أن زيارتها للإقليم لن تعتبر إلا انطلاقة حقيقية نحو ترسيخ فعل تعاوني مشترك، كما نوهت بما عاينته واطلعت عليه من إمكانيات ومؤهلات تتوفر عليها مدينة خنيفرة، رغم الوقت القصير الذي كان مقيدا للزيارة، مؤكدة على وجود أرضية خصبة وبنية تحتية لوجستية لقيام العديد من الآليات التي يمكنها تعزيز المناخات الكفيلة بزيادة حجم التعاون المشترك. ولم يفت السفيرة الإشارة إلى تاريخ العلاقات المغربية الرومانية، والذي يعود إلى سنوات الثلاثينات عندما افتتحت مملكة رومانيا قنصلية لها بالمغرب آنذاك، ما يبرز بجلاء مدى جذور الصداقة التي تجمع البلدين، مضيفة أن المرحلة الاشتراكية التي مرت بها رومانيا وإعادة ترتيب أولوياتها السياسية لم تمنع من الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع المغرب، سيما على مستوى التعليم حيث أن أجيال السبعينات والثمانينات من المغاربة، تضيف السفيرة، لازالت تحتفظ بذكريات جيدة عن أساتذة رومانيين درسوهم مواد الفيزياء والكيمياء والرياضيات، وفي ختام كلمتها عبرت السفيرة عن استعداد سفارتها القوي لتقديم كل ما يلزم من الإمكانيات والمبادرات لغاية دعم الاستثمار بالإقليمين وتطوير المشاريع الريادية. ومن خلال ذات اللقاء، تقدم المسؤول السياسي بالسفارة الرومانية بكلمة مؤثرة حيا فيها مكونات الغرفة، وأكد على أن حرارة الاستقبال المخصص للوفد الروماني زاد فصقل لديه الصورة الطيبة التي كونها عن المغرب والمغاربة، كأرض للتسامح والسلم والاحترام وكرم الضيافة، وفي كل هذا ما جعله يستبعد مغادرته لهذا البلد رغم اقتراب موعد نهاية مهمته الدبلوماسية الممتدة لأربع سنوات، وفي ذات الوقت أشار إلى التشجيعات الملموسة التي تقدمها سفارته للطلبة الراغبين في متابعة دراستهم برومانيا، ودعمهم بالمنح الدراسية، إلى جانب التسهيلات الممنهجة على مستوى إجراءات التسجيل والمساطر الإدارية. منظمو اللقاء المغربي الروماني في ضيافة خنيفرة لم يدعوا الفرصة تمر دون القيام بعرض شريط من إعداد الغرفة المضيفة،على شكل روبورتاج مصور، تم من خلاله تسليط الضوء على ما يزخر به إقليمخنيفرةوإقليم ميدلت من مؤهلات طبيعية واقتصادية وبشرية ومعدنية وفلاحية وسياحية، كما لم يفت المنظمين مصاحبة الوفد الروماني لمعاينة رواق يضم عددا من المنتوجات المحلية التي تشتهر بها المنطقة الغنية بصناعتها التقليدية المتنوعة والأكثر جذبا للسياح الأجانب وغير الأجانب، وقبل توديع الوفد تناول الجانبان عدة قضايا أخرى ذات الصلة بالخطوات المستقبلية. وتجدر الإشارة إلى أن غرفة التجارة والصناعة والخدمات بخنيفرة سبق لها، قبل أسابيع قليلة، أن استقبلت بمقرها سفيرا دولتي النرويج وفينلندا، وهي الزيارة الهامة التي جاءت أيضا فرصة لاطلاع الضيفين على ما تقوم به الغرفة من أنشطة وأدوار وشراكات على المستوى الاقتصادي، التجاري والاستثماري، وعلى ما يزخر به إقليمخنيفرة من مؤهلات وإمكانات وفرص الاستثمار التي تستدعي من المستثمرين استغلالها، وذلك في إطار تعزيز وتقوية العلاقات وأواصر التعاون في المجال الاقتصادي بين دولتي النرويج وفينلندا والمملكة المغربية من خلال تبادل الزيارات، وتشجيع وفود رجال الأعمال على زيارة المنطقة.