يتناول هذا الكتاب البلاغة بين مرحلتين: مرحلة البلاغة الكلاسيكية ومرحلة البلاغة الجديدة. وإذا كانت البلاغة التقليدية بلاغة معيارية تعليمية تربط فن البلاغة بالخطابة والإقناع والإمتاع والبيان، فإن البلاغة الجديدة قد تعاملت مع الخطابات النصية المختلفة، منذ منتصف القرن العشرين، تعاملا علميا وصفيا جديدا، ضمن مجموعة من الاتجاهات: لسانية، وأسلوبية، وحجاجية، وتداولية، وسيميائية. وأكثر من هذا، أصبحت للبلاغة اليوم إمبراطورية واسعة، وامتدادات شاسعة. ومن جهة أخرى، يتناول الكتاب مجموعة من النظريات الحجاجية القديمة والمعاصرة من بينها: نظرية الحجاج الجدلي، والنظرية الكلاسيكية في الحجاج البلاغي مع أرسطو، والنظرية الجديدة في الحجاج البلاغي مع الأرسطيين الجدد كشايم بيرلمان وأولبريخت تيتيكا، ونظرية الحجاج اللغوي مع أنسكومبر و أوزوالد دوكرو، ونظرية الحجاج الخطابي مع روث أموسي وميشيل مايير وغيرهما، ونظرية الحجاج المنطقي الطبيعي مع جان بليز غرايس، ونظرية الحجاج التداولي المرتبطة بأفعال الكلام والاستلزام الحواري. وبعد ذلك، يستعرض الكتاب كذلك أهم مبادئ المقاربة الحجاجية على مستوى التحليل والتطبيق والإجراء.