اللون... الألوان، التلون والتلوين مظهر كل شئ، فن كل شئ... اللون الواحد وضوح فوق اللازم، تسطيح دون اللازم... لونان لا بأس؛ وأكثر لا بأس أيضاً؛ وأكثر... تعدد اللون محمود في كل الأحوال، قل مطلوب، هو المطلوب؛ لكن التعدد اللوني في ذاته ليس هو المطلوب بالذات والصفات... يعني... مطلوب هكذا والسلام... وعلى أي نحو كان، لا؛ وإلا: تصور هذا بجوار ذاك: أصفر، أحمر، أسود... على أنحاء موازاة أو تجاور أو حتى تقاطع، هو الأمر الأول نفسه إذن، اللون الواحد تماماً، مادام كل لون يبقى واضحاً فوق اللازم، مسطحاً تسطيحاً فوق اللازم أو دونه، سيان هنا زيادة ونقصان، وإنما اللون المقصود تداخل، لنقل تذاوب، بحيث لا يبقى معه أثر للون واحد على حدة، بل ولا لمرجعية واضحة للون ما ضمن هذا التذاوب؛ نقول هنا، نحن أمام خلق لون جديد، من خلط ألوان، مزيج ألوان وجماع... نعم؟ لا؟ نعم و لا... لا، معناها هنا أن الأمر لا يعني تركيب عطارة: حصة من هذا، حصتان من ذاك...أقل من هنا... زيادة من هناك... لا ليس ما تفعله عطارة، ليس وصْفة مكتملة محددة الأركان، صناعة ذات قواعد، وإلا تصبح ملك أي كان ليستوعب الوصفة بكيفية ما، أو حتى باقتناء... إن لم يكن سرقة واغتصاباً... لا لا لا... أما نعم، فهي لتعدد لوني غير منتقص أبداً غير مكتمل أبداً، غير محدد أبداً، ولا متوقع أبداً... هكذا، ذوبان لوني، تذاوب بلا مقادير، تغيب معه المرجعية الواحدية وحتى التعددية، عديم أي مقارنة أو شبيه، هنا المشهد اللوني وليد ظرفه... مرة أخرى لا بمعنى أن الظرف المحدد يخلق اللون المحدد، مما يؤول إلى معنى أننا نتوقع اللون بمجرد تحقق الظرف، إذ نعود مرة أخرى إلى المربع الأول ونقطة الانطلاق، بل وإلى النتيجة نفسها: إمكان اكتمال وصفة على نحو من: ... إذا كان كذا... يكون اللون كذا... التعدد اللوني يعني الوجود وعدم التحديد، تستشعر اللون وتعجز عن تحديده، لأنه كل الألوان ولا لون في الآن نفسه... لا تتحدث عن تلوين ذاتي وحتى تلون، إنها قدرة لونية، إمكان ذاتي، كمون لوني... استعداد... وعي لون لوني متجدد؟ بل قل فيض هو إذا شئت... ممن من ولمن؟ من البعض، من الناس، من الذات طبعاً وللكل، من الناس للناس للظرف حسب الظرف، للغاية حسب الغاية، لمن يهمه الأمر إذا شئت، ولمن لا يهمه أيضاً إذا شئت... جاهزية لونية عند البعض، لكل حال وسياق، فقط لا غير... أتُسأل عن لونها حرباء؟ لا تسألني، وإسألها هي أي منها لونها وأي اللون هو، والمرجعية والوصفة والمقدار؟ *** العريف العجوز يهيئ القاعة، يلمّع ما لا يحتاج إلى تلميع، يضع مزودات الهواء على أقصى حوافي الطاولات يمين القاعد عندما يقعد، حريصاً على مراجعة توصيلاتها بالكمّامات، وتجريب حسن الاشتغال على نفسه، وهو هكذا على وضع الواقف وشبه انحناء، دون أن يضطر إلى الجلوس مكان صاحب المقعد والمقام. لا بأس من اجتهاد، العجوز مجد ومجتهد؛ لذلك ما يفتأ يضع علبة هواء إضافية غير منظورة، شبه سرية أسفل الطاولة جوار موقع قدم الجالس... لماذا؟ ربما... وعسى... يقول دائماً في نفسه العجوز، إذا ما أحد أنهى علبة هواء، فأخرى جاهزة للتعويض، يمكنه بنفسه وصلها مكان الأولى بحركة بسيطة، دون حاجة لتدخل العجوز في حركة من شأنها مسبقاً أن تخل أو تشوش، كما يقدر العجوز ... ولو أن ذلك لم يحدث أبداً ... هو الاجتهاد إذن، أم تريد أن يُترك وشأنه صاحبُ موقع ومقام، لمطلق هواء... مثل أي كان، كالعريف العجوز مثلا...؟ يلمّع العريف العجوز ويتفقد ما يحتاج أو لا يحتاج إلى ذلك، متنقلا من مقعد ومقام إلى آخر، يرتب مكيّفات الصوت في مواقعها المضبوطة، في مركز الطاولة على مبعدة محددة من شفتي المتحدث، يضبط أزرارها بمهارة عارف، لتكون حيث يجب من أداء ما هي له من سحب أصوات، ومن إخراجها آليا على نحو معدل مقبول، بتمريرها عبر مصفياتها وإعادة صياغة ذبذباتها، بإدماج ما يلزم من تنغيم وترخيم، يمنحها حسن التقبل ويسر إسماع الكون المتابع على الحي المباشر... لا داعي ليجرب العريف العجوز مكيفات الصوت هذه على نفسه متحدثاً عبرها لنفسه وللفراغ من حوله، فهو لا يسمعها، لا يمكنه ولا يستطيع، وإن كان يسمع نفسه حتى وهو صامت، هكذا يتحسس جاهزيتها بمعرفته الخاصة، يدرك منها قابلية الأداء فيها بمجرد تحريك ولمس، ذاك حسّه الخاص وخبرتة المؤهلة لوظيفته الأبدية، وإلا ما كان ليكون حيث هو... *** الميزان لم يصنعوه ويصطنعوه عبثاً، كفتاه فاضحتان ويقولون عنه وجه من نحاس، كناية عن أنه لا يجامل لا يعرف الخحل ولا الخوف... ولا أياً من علائم القوة والضعف، لذلك لا يوسم بقوة ولا بضعف، وتلك أيضاً قوة، فمن أين هي قوته؟ من أين له قوة الاحتكام والحكمية؟ من أين القوة إن لم تكن أصلا من ضعف أو من قوة، قوة بعد ضعف أو قوة بعد قوة؟ فلتنظر في حكمة الصفصافة الشامخة أو الدوحة العاتية، مقابل واهن النبت من أعواد قصب وسنابل، انظر ذلك أمام هوجائية عصف وعنف ريح، حين تهتز من جذورها قوة، وينحني من أعطافه ضعف، وينجلي المشهد عن انكسار الشامخ وانتصاب الواهن، أين القوة والشموخ، أين الوهن والضعف؟ مقابل من وماذا، ذاك أو هذا؟ لا يختلف الأمر عن ذلك فيك وفي غيرك و في بني آدم عامة، معناه ضعفك الظاهر قوة مضمرة لمن يعرف، والقوة المستعرضة ضعف مؤكد لمن يحسن؛ القوة والضعف كلاهما كفتا وجه من نحاس، لمن يفهم ويحسن ويفوز. *** يلمّع العريف العجوز، يلمس ويمسح بآلية معهودة وإيقاع مضبوط، متنقلا من موقع ومقام، إلى آخر مجاور، على طول القاعة الباذخة وعرضها، تليها المنصة بمواقع ومقامات ثلاث، قد تزيد عن ذلك أو تنقص أحياناً وقلما يحدث، لكنه عندما يحدث بزيادة أو نقصان، بالنادر والاستثناء الذي يبقى اسثناء لا حكم له أو عليه، حينئذ يكون العريف العجوز قد هيأ لكل شئ عدته مسبقاً، يكون قد أدرك ذلك قبل حدوثه بمعرفته الخاصة وحسه، مؤهله الوحيد لوظيفته الأبدية، وإلا ما كان ليكون حيث هو... وتتباطأ حركته عن إيقاعها المتئد أصلا، يتجمد برهة، يتحسس وإن كان لا يسمع شيئاً... إنها هنا حوله، يدور بعينه إلى كل جانب في الجهات الأربع من حوله، وإلى أعلى وأسفل أكثر من مرة، إنها هنا تلك الذبابة العنيدة، لا يسمع حركة أجنحتها ولا ذبذبة أزيزها، لكنه يلمح غامض ظلها حول نظرته حيثما يتابعها ببصره الكليل وهي تتحرك بإلحاحها الصامت، يتبينها على القرب، ويتذكر جيدأ ذلك اليوم الذي اكتشفها تحوم حول ناظره، لم يكن ليفهم ذلك أو يقبله، وهو الحريص عند ولوج القاعة على ألا يفرج المدخل إلا بقدر ما يتيح لشخصه الضئيل التسرب، حريصاً كل الحرص على ألا يلج معه دخيل مهما كان حجمه ونوعه، حرصه المؤهل لوظيفته الأبدية وإلا ما كان ليكون حيث هو... لكنها مع ذلك تفاجئه، لا يسمع أبداً أزيزها، وإنما ظلها الثقيل الغائم وحده يطارد نظرته، طبعاً يضطر إلى التهيؤ والتزود بما يجب، ذلك المبيد الذي يختار أقواه وأشده فاعلية، وإن كان يعتقد أن ذبابته تلك في حضورها الملح، تبدو وكأنها تتغذى من مبيدات سابقة أو تتلقح ضد فاعليتها...لا بأس، لا يأس، وإن لم يقض عليها المبيد، فقد تدفعها موجات رذاذه كالعادة إلى غياب، إلى حين، على الأقل حتى تفرغ القاعة، وتنتهي بعد التئامها أشغالُ ذوي مواقع ومقامات... يطارد ذبابته العجيبة بالنفاث المبيد، حتى يبدو أنها تختفي تماماً، ويكاد بدوره يختفي في غمامات الرذاذ المبيد... *** الحركة هي الحياة، هكذا تبدو... أم يمكن لحياة أن تكون نقيض حركة، سليلة همود وموات؟ كل حي يتحرك، كل ما في الحي يتحرك وانظر نفسك، حولك، في نفسك، كل شئ صغر أو كبر، علا أو سفل، خف أو ثقل؛ لا تقل لي عن جماد، إذ ماذا نعرف عن جماد وحركة جماد؟ أقل شئ أنه في كوكب يتحرك، في كون يتحرك على الأقل... وإلا ماذا نعرف عن جماد وحركة جماد؟ كل شئ يتحرك لا لأننا نعلم ذلك أو نجهل، نحب أو نكره ... إذن نتحرك، تحركْ إذن... لكنْ أيةُ حركة هذه تأتي منك أو مطلوب أن تأتي منك؟ ليست أية حركة وإنما انظر مثلا كيف يفعلها اللسان، أحد أصغري المرء، المرء بأصغريه، أحدهما أولهما ثانيهما اللسان. يبدو الأمر غاية في المعتاد والمألوفية أن يتحرك اللسان، إنما أية حركة هي؟ بين حدي قاطع، بل حدود قاطعة هي؛ يتحرك، ما ينفك يتحرك، إن لم يكن يرقص بين الحدود القاطعة، يتحرك وليس بالبهلوان ولا بالساحر، لا وإنما الدربة والمرونة والرطوبة... قيل للجمل بم تأكل الأشواك؟ برطب اللسان قال. تلك هي الحركة؛ وأن تأكل الأشواك بحركة لسان، ليس معناه بالضرورة أن تمضغ، وأن تبلع، كما في مأثور ما تقوله حكمة الجمل؛ وأن يكون ما تأكله أشواكاً ليس معناه بالضرورة، أن يكون نباتاً من هذا النوع أو ذاك أو حتى جماداً أو غير جماد... حركة اللسان أيضاً صوت ولفظ يأتي معناه نغماً طرباً، نعيباً نحيباً، نباحاً عواء، أي المعانى تريد، أيها تستطيع، أيها الملائم ولأي مقام؟ هذا هو الأمر. والأشواك؟ الأشواك نوايا ومقاصد، فخاخ خوازيق وأخاديد، كيف برطب لسان مرن، نهاية الأمر، تسلك... تعبر... تبلغ ما تريد سالماً غانماً؟ *** يخرج العريف العجوز من غمامة الرذاذ أقرب إلى المختنق، يمد يده إلى أقرب مقعد وموقع ومقام، يتناول كمامة هواء ما يلبث أن يتحسس منعشها يتسرب في ذاته موسعاً مسامه، يفرغ على كامل كيانه راحة انتعاش، يتساءل في سره لم لا تكون لكل واحد فرد في حياته معلقة إلى جنبه، زوادةُ هواء، محشوراً وجهه في كمامتها باستمرار، كما الأمر هنا لمواقع ومقامات، بمجرد اتخاذهم سمت الموقع والمقام... وتحضره صورة العندليب الصغير ذات يوم، ذلك المتسلل وراءه إلى القاعة كلمح البرق، لعله كان مطارداً من كاسر ليلج معه بتلك الصورة البرقية الخاطفة، يستشعر ترديده الغنائي ارتعابياً حزيناً، رغم خفي سحر تغريدي لا يخفى، يتحسسه العجوز على البعد مرتجفاً، وهو يبحث في حيرة عن موقع أو منفذ لنجاة الطائر في أركان القاعة أعالي وأسافل؛ يترك العريف العجوز الباب مفتحاً بما يشي التماعه بوجود مخرج، يظل العندليب الصغير يغرد في إيقاع قلق، يلمع منقاره البرتقالي ضمن غمة هيكله الفاحم المكتنز، يعمل العريف العجوز بكل وسيلة يملكها، لجذب انتباه الطائر الشريد نحو المخرج، يصفق، يصفر، يصيح... وفي ذهنه أن الطائر حاذق النغم والإيقاع، لا بد أن يدرك بحسه الطيري الخاص، معنى الفارق ما بين تغريد شجي وتصفيق طارد أو صياح منفر... يستعين العريف العجوز بعصى منفضة، حريصاً على أن يتخلص من وجود الطائر الجميل في فضاء القاعة قبل حضور المواقع والمقامات، وإلا ما كان له أن يبقى حيث هو في وظيفته الأبدية... وأمام فشل مهمته وفشل الطائر في إدراك لا معنى انحشاره ومعنى مداهمة الوقت، يضطر العريف العجوز إلى إغلاق المدخل، مؤملا أن يدرك الطائر يأسٌ أو طمأنينةٌ تهدئ من روعه وتخرس من قلقه، مقدراً أن انطلاق الأصوات عند حضور المواقع والمقامات، وبخاصة لمن تصعق سمعه تلك الأصوات مباشرة لا عبر مكيفات الصوت ومصفياته، من شأنها أن تغطي على أي حركة أو صوت دونها، وإلا لن يكون بعد ذلك لوجوده هو حيث هو أي معنى... يبدو كل شئ في موضعه حيث يجب، لولا الطائر الدخيل... يدلف العريف العجوز إلى علبة مخدعه في ركن منزو بالقاعة، يغلق عليه حيث الأزرار والكمامة وسماعة غطاء الرأس، يجرب التحكم من موقعه كالمعتاد في كل شئ بالقاعة، يدرك ذلك بالحس والدربة لمن في مثل وظيفته الأبدية، يسره إذ ذاك أن يلمح من خلال الزجاج ملامح هدأة الطائر، ويسره أكثر والحضور يتوافدون متتابعين واحداًّ وراء الآخر كسرب بط، أن الطائر يستكين ويلتحم بزاوية مخدعه الخارجية، لدرجة أن العريف العجوز ربما لو هم بفتح بويبة المخدع بأقل مقدار، لولج الطائر لو أراد بدون تردد، ومعناه نسيج مواءمة ووئام يمتد بين العجوز وطائره المنكتم المنصرّ على ذاته، وربما المغرد في سره وعلى قرب منه، طمأنينة وأمناً... *** لا الحركة مجرد حركة هنا، لا مصطنع حكمة وموازين قال، لا أمساح تلاوين... ولا أي شئ هنا هو مجرد شئ... *** يذكر العريف العجوز وقائع يومه ذاك، إذ تعلم منذ ذلك اليوم، العناية والاحتراس من أي متطفل يتخذ ولوجه القاعة أو خروجه منها، ذريعة وفرصة سانحة للتسلل، مهما كان النوع والحجم، لينجح في ذلك كل النجاح لولا هذه الذبابة العنيدة، وعديمة الصوت في سمعه، ولعلها كذلك في أسماع المواقع والمقامات، إذ لم يلتقط العريف العجوز أي إشارة تنهي وظيفته الأبدية حيث هو، ومعناه أن الذبابة العنيدة حريصة على ألا يسمعوها بدورهم، وربما لا يرون ظلها الشبح المراود لنظرته هو باستمرار وحتى في الإغماض أحياناً، ربما لشدة انشغال المواقع والمقامات عن ملاحظة أمر كهذا، يبدو في غاية الحيوية ومنتهى التفاهة والبساطة، وربما أيضاً وعلى العكس من ذلك بالنسبة للعريف العجوز، لمجرد انشغاله بموضوع كهذا في غاية التفاهة والبساطة كذلك... إنما بخصوص الطائر ذلك اليوم، فرغم استكانته وانكتام صوته، فإن موقع ومقام المنصة، ما يلبث أن يدرك وجود الجسم الغريب الدخيل، وربما أيضاً الصوت المنكتم للمخلوق الصغير، قرب المخدع المرتكن وعند زاوية بويبته بالذات. يلحظ العريف العجوز نظرة موقع ومقام المنصة، وهي تتسمر على زاوية بويبة مخدعه المنزوي، ومعالم تذمر تخلق حشرجة صوتية ترتبك لها مكيفات الصوت والمصفيات، سرعان ما يعمد العريف العجوز بغاية دربته، يدير أزرار التحكم، يعيق الحشرجة مشغلا مصفيات التبْطيئ المقطعي، مضيفاً ذبذبات مصفيات استثنائية تعيد الأمور إلى نصابها، تصب الحديث في أسماع الكون المتابع على الحي المباشر، إيقاعاً سائغاً، سلسبيلا موائماً متوائماً... لحظة كالبارقة تلمع إذ ذاك بخبرة العريف العجوز، وهو يعول على مغامرة خاطفة، ينتهز فيها فرصة انصراف نظرة موقع ومقام المنصة عن جسم الطائر المستكين زاوية المخدع الخارجية، لينزع العجوز عنه غطاء الرأس واقي السمع، ويفتح بغاية حذر وحذق بويبة المخدع، يمط جسده والذراع يلتقط كيان الطائر الصغير... حركة سرعان ما ينصعق لها صماخ أذني العريف العجوز، تخرقه بدون واق صدمة الأصوات المباشرة، تذهب بسمعيته إلى الأبد، مخلفة فيه موات الصمت والسكينة، بينما يبدو العندليب الصغير هامداً في كف العريف العجوز، فاقد الحركة، مجمد الكيان، مختنقاً بصوته...