قامت نيابة التعليم بمراكش بداية السنة الجديدة الحالية بفسخ عقدة توفير حراس الأمن والمنظفين مع إحدى الشركتين اللتين تقومان بهذه المهمة بعدد من المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية التأهيلية التي يفوق عددها ((150 مؤسسة بمراكش والإقليم ، ليضاف ما يقارب هذا العدد إلى ما يفوق ((185 مؤسسة أخرى عملت النيابة على إقصائها من الاستفادة من هذه الخدمة طيلة مدة إسناد هذا الاختصاص إلى النيابة من طرف الوزارة الوصية، قرار اتخذه مسؤولو هذه النيابة بداية سنة 2014 في انتظار إلغاء نفس العقدة مع الشركة الأخرى حسب ما توصلت به جريدة الاتحاد الاشتراكي من أخبار من داخل نيابة مراكش ، ضاربين مدبري شأنها عرض الحائط بمطالب المكاتب الإقليمية للنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية والجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي التأهيلي بمراكش الذين طالما طالبوا من هذه النيابة في العديد من المناسبات العمل على ضمان أمن وحماية نساء ورجال التعليم وكذا حرمة ونظافة المؤسسات التعليمية العمومية ، وهكذا فقد تفاقمت و تنامت بشكل مثير ظاهرة تخريب بنايات مرافق المؤسسات وسرقة تجهيزاتها واتخاذها ملاذا ليليا وخلال العطل للمتعاطين لمختلف أنواع الموبقات والعصابات الإجرامية دون حسيب ولا رقيب، ناهيك عن تشجيع هذا الوضع على تعنيف نساء ورجال التعليم سواء بمؤسسات الوسط الحضري أو القروي، حيث أصبح يسمع كل يوم خبر اعتداء على أستاذة أو أستاذ أثناء مزاولتهما عملهما من طرف أم أو أب تلميذ أو غرباء عن المؤسسة بعدما يقومون باقتحامها على غفلة من موظفي الإدارة الذين أسقطت عليهم أيضا مهمتا الحراسة والتنظيف ، حيث صار على حد قول أحد المديرين ينطبق عليهم وهم يكابدون الأمرين من هذا الوضع صحة المثل الدارجي القائل : «ما گادو فيل، زادوه فيلة»، فشاع تسيب لا حد له ممن يعتقدون أنفسهم بأنهم فوق القانون وتعددت حالات تعنيف نساء ورجال التعليم بمؤسسات مراكش والإقليم، حيث كان من ضمن هذه الحالات تعرض أستاذتين تعملان بمدرسة النسيم بمراكش من طرف غرباء عن المؤسسة إلى اعتداء شنيع أثناء مزاولتهما العمل خلال الأسبوع ما قبل الأخير من شهر دجنبر 2013، تلاها بأيام قليلة تعرض الأخ العمراوي أستاذ مادة الرياضيات بثانوية ابن تومرت التأهيلية يوم الأربعاء 08 يناير 2014 إلى اعتداء مشين من طرف أب وأم أحد التلميذين اللذين أمطراه بوابل من السب والشتم والتهديد والوعيد، بعدما اقتحما عليه فجأة قاعة الدرس وهو منهمك في عمله مع تلاميذه مستغلة الأم وزوجها انعدام توفر المؤسسة على حارس أمن، حيث شرعت مباشرة بعد ذلك في تحريض التلميذات والتلاميذ دافعة إياهم للاحتجاج ضد الأستاذ وإثارة الفوضى بين صفوفهم، مما جعل المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل وهو يتابع بقلق شديد تنامي ظاهرة الاعتداء على نساء ورجال التعليم من طرف بعض الأمهات والآباء و أشخاص غرباء على المؤسسات التعليمية يبادر والحالة هذه بإصدار بيان ، أدان فيه بشدة هذه الاعتداءات الوحشية الهمجية التي يتعرض لها نساء ورجال التعليم داخل مقرات عملهم بمراكش والإقليم، مبديا استنكاره نتيجة لامبالاة النيابة الإقليمية بالأزمة الخطيرة التي يتخبط فيها الأمن المدرسي بعد إقدامها على إخلاء العديد من المؤسسات التعليمية من حراس الأمن حيث عملت على رفع أعداد تواجدهم بمقر النيابة محللة ما حرمته على غيرها، كما دعا المكتب الإقليمي من جديد كافة الجهات المسؤولة إلى التدخل العاجل لتوفير الحماية لنساء ورجال التعليم محملا النيابة الإقليمية والأكاديمية الجهوية والوزارة كامل المسؤولية في حماية أمن وحرمة المؤسسات العمومية للتعليم بمدينة مراكش والإقليم.