بقلم: ديفيد كلارك (أ.ف.ب) يبلغ الصحافي الامريكي جيمس فولي 40 عاما هذا الأسبوع، لكن عائلته لن تحتفل معه بعيد ميلاده ذلك ان المراسل المستقل اختطف في سوريا قبل حوالى عام. والصحافي المخضرم الذي كتب عدة تقارير لوكالة فرانس برس اختطفه مسلحون بحسب شهود في شمال غرب سوريا في 22 نونبر 2012 أثناء تغطيته وقائع النزاع الدامي الذي يمزق هذا البلد منذ مارس 2011 . مذاك انقطعت أخباره بالكامل. ونشر موقع «غلوبال بوست» الاخباري، وهو إحدى الجهات التي يعمل فولي لصالحها، فريق محققين يحاولون العثور على اثر الرجل. كما وجهت عائلته عدة نداءات للحصول على معلومات عنه. وتنفي حكومة الرئيس السوري بشار الاسد احتجازه لديها. وصرحت والدة فولي، دايان، لفرانس برس «يحاول الكثير من الناس الكرماء مساعدتنا...لكننا في الحقيقة لا نحرز الكثير من التقدم». أضافت «من الصعب جدا معرفة مكان جيم. المعلومات التي نملكها ضئيلة جدا». وأفادت منظمة «مراسلون بلاد حدود» ان 16 صحافيا اجنبيا على الاقل مفقودون حاليا في سوريا، من بينهم جيمس فولي وزميله الامريكي اوستن تايس المفقود منذ 13 غشت 2012 . لكن يبقى من الصعب تقدير العدد الدقيق للمراسلين الاجانب المختطفين, علما ان بعض العائلات والحكومات طلبت من وسائل الاعلام عدم الكشف عن فقدان هؤلاء الصحافيين. وتتفاقم تدريجيا خطورة الوضع الميداني في سوريا بالنسبة الى المراسلين مع تنوع الفصائل المعارضة التي تقاتل نظام دمشق. ففي السابق كان بامكان الصحافيين العمل في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلين معارضين للاسد يريدون تغطية اعلامية دولية لتحركاتهم. لكن عددا من تلك المناطق بات خاضعا لمعارضين موالين لجماعات اسلامية متشددة مناهضة للغرب. وتشدد عائلة فولي على انه كان صحافيا مستقلا يغطي الحرب بموضوعية. واكدت انها شهدت لحظات امل تلتها خيبات. ومع اقتراب الذكرى الاولى لاختفائه يحاول والداه، جون ودايان، عدم الاستسلام لليأس. وقالت دايان «لدينا إيمان بالله وفي مقاومة جيمس وقدرته على تحمل هذه الاوقات الصعبة». ومنذ اختطاف الصحافي تبدلت العلاقات بين القوى الكبرى وسوريا بشكل كبير. ففي غشت وبعد اتهام النظام السوري بتنفيذ هجوم بسلاح كيميائي على منطقة خاضعة للمعارضة قرب دمشق, هدد الرئيس الاميركي باراك اوباما حكومة الاسد بشن غارات جوية. لاحقا وبموجب اتفاق مع الروس، اختارت واشنطن السعي الى اتلاف الترسانة الكيميائية السورية سلميا باشراف خبراء دوليين. واليوم يمارس وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف ضغوطا من اجل عقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا. وصرحت دايان «نعتقد أن الأمر ايجابي.. نامل حقا في ان يتم العثور في هذا المناخ على بعض المخطوفين والافراج عنهم». في ماي أكد الاسد عدم حيازته اية معلومات عن صحافيين دوليين دخلوا «بشكل غير شرعي» الى سوريا عبر مناطق «معروفة بايوائها ارهابيين». وفي شتنبر صرح الصحافي الايطالي دومينيكو كويريكو والمدرس البلجيكي بيار بيكسينان انهما تعرضا للتجويع والضرب والايهام بالاعدام اثناء اختطافهما مدة خمسة اشهر. ودخل الرجلان الى البلاد في 6 ابريل بموافقة الجيش السوري الحر. وافاد كويريكو ان الجيش السوري الحر «باعهم» الى مقاتلين اسلاميين مرتبطين بالقاعدة. وبمناسبة ذكرى مولد فولي، كتب رئيس تحرير «غلوبال بوست» فيليب بالبوني مقالا اوضح فيه ان المحققين يبحثون عن معلومات جديدة من خلال علاقات في ليبيا والاردن وعلى الحدود السورية التركية. واوضح انه «لضمان سلامة جيمس فولي» قررت عائلته و«غلوبال بوست» عدم الافصاح عن معلومات اضافية. وصرح رئيس مجلس ادارة فرانس برس ايمانويل هوغ «اننا ننتظر اكثر من اي وقت مضى معلومات مطمئنة عن جيمس فولي الذي يجب الافراج عنه في اسرع وقت ممكن على غرار الصحافيين الاخرين المحتجزين في سوريا». وأضاف «ننتظر ردا وتعبئة من كل الذين يمكنهم ان يتحركوا من اجل الافراج عن جيمس والاخرين. ان احتجاز صحافيين مستقلين لا يخدم قضية اي من اطراف هذا النزاع الرهيب».