تمكن أمن مراكش من كشف ملابسات اختفاء شابة منذ ثمانية أيام، وذلك ساعات قليلة من الاحتجاج الذي نظمته أسرتها ليلة الجمعة 13 شتنبر 2013 مدعومة بحوالي مائة شخص من سكان دوار كنون وبعض المنتخبين ، متهمين السلطات الأمنية بالتقصير في تخليص ابنتهم من مختطفيها، ومؤكدين أنهم تلقوا مكالمة هاتفية منها تخبرهم فيها بأنها محتجزة رفقة ثلاث فتيات أخريات من قبل مجهولين . المفاجأة تمثلت في عثور الشرطة على الشابة المفترض أنها مختطفة حسب مزاعم عائلتها ، صباح السبت 14 شتنبر الجاري وهي تتجول قرب المحطة الطرقية بباب دكالة. وبعد الاستماع إليها نفت قطعا خبر اختطافها، مؤكدة أنها قامت بمرافقة « خليلها « المتزوج والبالغ من العمر 51 سنة ، على متن سيارته الخاصة ، في رحلة عبر مجموعة من المدن بغرب المملكة وشمالها . مثلما نفت أن تكون اتصلت هاتفيا بعائلتها لتخبرها بأنها محتجزة من قبل مجهولين بضواحي مراكش. وكان والد الشابة المعنية التي تبلغ من العمر 28 سنة وتشتغل بفندق شهير بمنطقة النخيل ، قد ظهر في فيديو بُث ببعض المواقع الإلكترونية وهو يبكي حزنا على مصير ابنته « المختطفة «، مشتكيا من تعامل مصالح الأمن مع قضيتها ومطالبا بالإسراع في الكشف عن المختطفين وتخليصها منهم . بل قاد تجمهرا ليلة الجمعة الماضية يضم أزيد من مائة شخص للاحتجاج على ولاية الأمن وبرودة موظفيها في التفاعل مع محنة الأسرة ، الشيء الذي أحرج كثيرا المصالح الأمنية بمراكش، ودفع والي الأمن للتعهد بالكشف عن لغز هذه القضية في أسرع وقت وبالكشف عن مكان تواجد المختفية . وفي نفس الوقت صرحت إحدى قريبات المختفية، أن هذه الأخيرة غادرت بيت الأسرة يوم السبت السابع من شتنبر الجاري ، في حدود السادسة صباحا على متن دراجتها. لتعود بذلك بدعوى تعطل وسيلة نقلها، حيث نادت على إحدى صديقاتها لمرافقتها. فاعتقد الجميع أنها ذهبت إلى مقر عملها على متن سيارة أجرة، لكنها اختفت عن الأنظار وانقطعت أخبارها، مما دفع والدها للتصريح باختفائها لدى الشرطة. وبعد ذلك زعمت قريبتها أنها تلقت يوم الجمعة الماضي مكالمة هاتفية من المختفية ، تخبرها فيها بأنها محتجزة بمكان مجهول في ضواحي المدينة بمعية ثلاث فتيات . وقال مصدر أمني إن هذا الملف يكتنفه بعض الغموض سيفضي إجلاؤه إلى المزيد من المفاجآت. ومن جملة النقط التي سيكشفها التحقيق، الجهات التي كانت لها مصلحة في دفع الأسرة للتصريح بجناية لم تُرتكب، وبالتبليغ عن وقائع مزيفة، وعن سر المكالمة التي زُعم أن المختفية أنجزتها لتخبر عائلتها بأنها مختطفة ، والجهات التي عملت على استغلال هذه الوقائع لدفع الساكنة نحو الاحتجاج على السلطات الأمنية، واتهامها بالتقصير.