لفظ المهدي بوخالفة أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه بمستشفى محمد الخامس بمكناس، وذلك حوالي السادسة والنصف من مساء يوم الخميس 12 شتنبر 2013، أي بعد مرور أربع ساعات من وقوع حادثة السير المميتة التي تعرض لها رفقة والده بوشتى بوخالفة وأخيه علاء وإحدى مستخدمات المركز الاجتماعي «ابتسامة» التي شاركت إلى جانب مسؤولي ك.د.ش والمستخدمات الأخريات في الوقفة الاحتجاجية أمام وزارة بسيمة الحقاوي. والراحل المهدي مهندس من مواليد 1980 بمكناس، عاد إلى المغرب رفقة زوجته الألمانية منذ ستة أيام لإقامة حفل عقيقة ابنه وسط عائلته. واكترى لذات المناسبة قاعة للأفراح ووجه الدعوة لأفراد أسرته والأحباب والأصدقاء والرفاق لكن الأقدار الإلهية حالت دون بلوغ رغبته ( فلله ما أعطى ولله ما أخذ ). ولم يكن المهدي يدري ما تخبئه له الأقدار حين رافق والده وأخاه علاء وعمر الذين ودعوه بمطار محمد الخامس صباح يوم الخميس متجها إلى الديار الروسية لاستكمال دراسته. وحين رجوعهم عرجوا إلى الرباط لمشاركة مستخدمات المركز الاجتماعي ابتسامة في الوقفة التي نظمنها أمام مقر وزارة بسيمة الحقاوي، احتجاجا على عدم توصلهن بأجورهن منذ ما يزيد عن 10 أشهر، الأمر الذي أزم وضعيتهن الاجتماعية والاقتصادية والأسرية. وبعد مشاركتهم في الوقفة طلب بوشتى من المستخدمات اللائي يردن العودة إلى مكناس مرافقته، فامتطت السيارة رفقة أبنائه نادية أوديش التي أصيبت بدورها إصابات بليغة. وإذا كانت حالة بوشتى بوخالفة ( عضو المكتب التنفيذي ل ك.د.ش وكاتبها المحلي بمكناس وعضو المجلس الاقتصادي) الذي أصيب بكسر على مستوى الأضلع مستقرة ولا تدعو للقلق، فإن ابنه علاء الصيدلاني بجماعة ويسلان ضواحي مكناس ولاعب النادي المكناسي للكرة الطائرة يوجد في وضعية جد حرجة بقسم العناية المركزة والمراقبة الطبية الدقيقة. كما تبقى نادية أوديش بدورها تحت العناية المركزة والمراقبة الطبية. وفور ذيوع الخبر امتلأت ساحة مستشفى محمد الخامس بالعديد من أصدقاء بوشتى ورفاقه من الأحزاب السياسية والنقابية والجمعوية. كما زاره بالمستشفى وفد عن المكتب التنفيذي ل ك.د.ش يتقدمهم محمد الزايير وعلال بلعربي . كما علمت الجريدة أن وزير الصحة اتصل شخصيا للاطمئنان على حالته وأعطى تعليماته للقيام بالمتعين. يشار الى أن الحادثة وقعت في الطريق السيار الرباط - مكناس عند النقطة الكيلومترية 102 بتراب جماعة عين عرمة عمالة مكناس، ولم تحضر سيارة الإسعاف إلا بعد مرور ساعة لتنقل الضحية المهدي ونادية إلى إحدى مصحات المدينة التي وبعد نصف ساعة أمر « مسؤولوها « رجال الوقاية المدنية بنقل الجريحين إلى مستشفى محمد الخامس دون أي مبرر. فيما تم الاستنجاد بسيارة إسعاف أخرى لنقل باقي المصابين بوشتى وابنه علاء.