جلس عبد الله القادري، المشهور بصاحب حزب الوبر على كرسي الاعتراف، وكنت أنتظر بفارغ الصبر أن يعترف بالشيء الوحيد الذي يمكن أن يسبب له الندم، أي محاولة الذكاء انتظرت أيضا أن يعترف بالذنب الوحيد الذي نعرفه له، محاولة تقديم نفسه كزعيم سياسي جدي، له بالفعل خرجة بالحقل السياسي لكن خاب ظني، حيث اعتقدت القادري، فعلا، أنه يملك شيئا ما يعترف به، ونصب نفسه مؤرخا سياسيا وصاحب علبة سوداء.. وهكذا أعلمنا الكولونيل المربوط في الشجرة، وهو يعرف ماذا نقصد، أن «البصري هو الذي ساعد الاتحاديين على تأسيس حزبهم الجديد، الاتحاد الاشتراكي، سنة 1975، ومنذ ذلك الحين، بقيت علاقته بالاتحاديين متينة، يقول عبد الله القادري في مذكراته في يومية «المساء» وبهذا المعنى, فإن عمر بنجلون ، الشهيد رحمه الله، الذي يعرف كل الاتحاديين أنه كان وراء التقرير الايديولوجي قد يكون .. مجرد رجل في سرية لوزير الداخلية السابق. وأعتقد ، مادام هذا الافتراض مجنونا ومخبولا و.. تشتم منه رائحة الوبر، فإن القادري سمع التقرير ، فاعتبر أن الأمر يتعلق بتقرير بوليسي.. واستنتج ، مباشرة وبعقل وبري فريد، أن الأمر يتعلق بحزب بوليسي .. لا أجد غضاضة في أن تمنح اليونسكو للزميل الذي أجرى معه الحوار جائزة الأركيولوجيا، مادام قد حقق إنجازا مهما, حيث أعاد عبد الله القادري من بين ترسبات التاريخ واستخرجه من ثنايا النسيان، الى جانب الكائنات التي انقرضت. ولو كنت بن كيران, فلن أتردد في وصفه بالعفريت ووصف القادري بالديناصورات ( السياسية طبعا طبعا طبعا ). لست أدري لماذا كلما رأيت القادري تذكرت قصة ذلك الرجل الذي مرت فوقه حمامة وزقت ( نعم زقت بالعربية الفصحى ) عليه. فجاء الى صديقه ، وأحنى رأسه وقال له : عفاك اخاي السي احمد اش كا يبانليك في راسي؟ فقال السي احمد على نيته: كايبلي الزق ديال الطير فقال الرجل: اودي ما رانيش نتكلم معاك على راسي من داخل.!! فهو يدري ما به ولا شك. ولماذا اختار القادري أن يجلس فوق كرسي الاعتراف، أليس من الأفضل أن يجلس على... سرير التحليل النفسي، ويتمدد مع راسو، ويفكر بصوت مسموع، كما يحلو له وليقول لنا وقتها ما إذا كانت حركة الفهود السود قد أسسها المرحوم سيدنا بلال رحمه الله ورضي الله عنه. وربما كان تأسيس منظمة إلى الامام من طرف ...الباشا الكلاوي. فها هو الاعتراف الذي يليق بصاحبنا ،.. وعلى كل من يأخذ السيد عبد الله القادري مأخذ الجد, أن يتذكر أن الرجل خلق حزبا . وهو يعاني من أعراض الأعضاء المبتورة. مسكين هاذ الاتحاد ، عليه أن يتقبل جنون كل المرضى الذي «ورثناهم» عن عهد الاستبداد، وعلينا أن نعيش ونسمع يوميا ترهات كولونيل متقاعد صنعوا له حزبا وصدق أنه جزء من صناعة القرار. وكولو باز السي..! معجزة مغربية : القادري مول الوبر ، يعرف الحديث ويفكر..ويستطيع حتي أن يتجرأ على .. ادريس البصري بعد موته! أليست هذه معجزة :التجرؤ على ادريس البصري بعد وفاته. وأنا سأفاجئكم أنني أصدق الكونينير القا دري، لأنني سبق وأن صدقت أن بغلة ولدت في ابن احمد. وأن الأرض سحلها ثور فوق قرنيه.و أن أبانا آدم عليه صلوات الله وسلامه نزل.. عندما نزل من الجنة في مطار سلاالرباط ! أما الاتحاد فإنه حي يرزق ، ومن سوء حظ «الكنينير» أنه شهداءه يروعنه بدمائهم و أرواحهم.