الطاهر جيمي مطرب وملحن، ابن مدينة وجدة من مواليد سنة 1941، تعلم حرفة ساعاتي بمسقط رأسه حتى صار يجيدها، كان له طابع خاص عميق الإحساس والتعبير وخجول، يعشق الغناء، ويحلم بأن يصبح فنانا في الغناء، لقي صعوبات في بداية حياته..، تأثر كثيرا بألوان الموسيقى المغربية والمشرقية، بالإضافة إلى تشبعه بالتراث الصوفي الذي تعرف عليه في صباه من خلال ارتياده لضريح سيدي يحيى بن يونس. سافر سنة 1957 إلى مصر على متن الباخرة، وعمره لا يتجاوز السادسة عشرة، وأثناء سفره وجد صعوبة في الحصول على التأشيرة من السفارة المصرية بالرباط. التحق بالمعهد الموسيقي هناك، وتعلم أبجديات الموسيقى على يد إبراهيم شفيق، والموشحات والعزف على آلة «العود»، وهناك تعرف على الشاعر الغنائي حسن المفتي الذي كان يتابع دراسته في السينما، هذا الأخير كان أول من تعامل غنائيا مع الطهر جيمي حيث كتب له أولى أغنياته المسماة «أهلي وأحبابي وجيراني» التي لحنها بنفسه وقدمها إلى إذاعة القاهرة أواخر سنة 1959 . الطاهر جيمي بالموازاة مع نشاطه الفني، اشتغل حرفة ساعاتي، حتى يتسنى له تغطية مصاريفه اليومية، قضى بمصر حوالي ثماني سنوات، وتخرج من معهد اتحاد الموسيقى العربية. كان الطاهر يقطن ببيت الطلبة العرب وكان يرتاد النادي، الذي كان يتمرن فيه عبد الحليم حافظ. سجل عدة أغان بإذاعة صوت العرب منها: «أنشودة الجزائر» و«نشيد النصر» للثورة الجزائرية، رفقة فرقة عبد الحليم صبرا. وجل أغانيه من نظم حسن المفتي، منها «نشيد النصر» و«كانحبك وأنت بعيد» إضافة إلى قصيدة «ألا تذكرين» التي كانت بداية جيمي في عالم الغناء، وأول عمل من توقيع ومن كلمات المفتي.. عاد الطاهر جيمي إلى المغرب واختار التفرغ للأغنية المغربية. من أجل المساهمة في بناء صرح الأغنية المغربية العصرية، استقر في البداية بمدينة الدارالبيضاء، وقصد الإذاعة المركزية بالرباط لتسجيل أغاني جديدة، فنصحه الإعلامي أحمد ريان، الذي كان عضوا بلجنة الموسيقى بالإذاعة الوطنية، بأن يسجل أغانيه مع جوق فاس، الذي كان يرأسه الفنان أحمد الشجعي، ومن أشهر الأغاني التي اشتهر بها في الستينات، أغنية «السالف» التي كتبها حسن المفتي إضافة إلى أغنية «العنبة المسكينة» وهي من كلمات الزجال الطاهر سباطة.