خلال رمضان، يتغير نمط حياة المواطنين، نظرا لطبيعة هذا الشهر الفضيل. وعادة النوم هي أبرز ما يطالها هذا التغيير، إذ يصير الليل نهارا و النهار ليلا، عند أغلب المواطنين، سواء عند العمال والموظفين، أو عند باقي مكونات المجتمع من تجار وطلبة وعاطلين. فمواعيد نوم واستيقاظ الناس خلال رمضان، ترتبط أساسا بالعبادات الدينية و العادات الاجتماعية، التي تحفزهم على السهر حتى وقت السحور أو بعد أذان الفجر، ومن ثم الاستيقاظ في وقت متأخر من النهار بالنسبة لمن لا يشتغلون. وهذا الأمر عادة ما ينتهي بتغير نمط النوم، كما هو حال فاطمة الزهراء، طالبة بالأقسام التحضيرية، تقضي ليلها سابحة في عالم الأنترنيت إلى غاية الخامسة صباحا، وقتها فقط تتوجه صوب فراشها لتستيقظ متأخرة ، ورغم ذلك، فهي تشعر طول اليوم، بنعاس وخمول شديدين. أما نادية، ربة بيت، فتخالفها في ما يخص سبب الاهتمام، وإن كانت هي الأخرى توافقها في السهر مطولا، إذ تبقى ساهرة حتى منتصف الليل ، تتناول سحورها وتنام، ثم تستيقظ لأداء صلاة الفجر لتنام بعدها إلى غاية التاسعة صباحا، ثم تقوم من فراشها من أجل إعداد الفطور لطفليها الصغيرين وتنكب بعدها على أعمال بيتها كعادتها في باقي أيام السنة. أما الموظفون والعاملون، فهم أول من يتأثر بتغير عادة النوم، حيث يسهر البعض حتى وقت السحور ويكونون مطالبين بالاستيقاظ صباحا و التوجه صوب مقرات عملهم طيلة أيام هذا الشهر. وهم في هذه الحالة لا يحصلون على وقتهم الكافي من ساعات النوم، الأمر الذي يؤثر سلبا على أدائهم العملي وعلى مزاجهم السلوكي، خاصة وأنهم يقضون ساعات طوال في العمل، لا تتلاءم و ساعات النوم التي حظوا بها ليلا. فمحمد عامل محطة بنزين، لا ينام أكثر من ساعتين يوميا خلال هذا الشهر. فبعد أدائه لصلاتي العشاء والتراويح ، يبقى مستيقظا حتى تناول السحور وأداء صلاة الفجر، ليتوجه بعدها مباشرة صوب عمله، الذي لا تنقضي ساعات دوامه إلا قُبيل المغرب بدقائق معدودات. وشأنه في ذلك شأن سائق سيارة أجرة، فهو الآخر ينام متأخرا ويستيقظ مبكرا نظرا لطبيعة عمله. ويرجع الدكتور سعيد رزق (الطب العام)، الأسباب المؤدية إلى قلة النوم إلى قصر الليل مقارنة مع طول النهار، إضافة إلى السهر حتى وقت متأخر، فضلا عن النظام الغذائي، حيث يؤخر أغلب الناس وجبة السحور ما يؤدي إلى سوء الهضم ، وبالتالي عدم الحصول على نوم مريح. حين تقل ساعات النوم، فإن ذلك يجعل الشخص، كما قال الدكتوررزق، عرضة لتشتت الذهن وضعف التركيز و النسيان، نتيجة تأثر الجهاز العصبي واختلال التوازن النفسي والجسدي. ولتفادي الوقوع في اضطرابات النوم، ينصح محاورنا، المواطنين بالنوم المبكر، فنوم الليل لا يعوضه نوم النهار، ولذلك، يجب أن ينالوا قسطا وافرا من النوم يتمثل في ثماني ساعات، من أجل إراحة الجهاز العصبي، فضلا عن تناول الأكل مبكرا كي لا يؤثر ذلك على الجهاز الهضمي.