مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، وقبل ذلك في فصل الربيع ، يكثر خروج الأسر إلى مجموعة من المناطق من أجل التنزه، سواء تعلق الأمر بمناطق شاطئية/ساحلية أو جبلية، حيث يكثر الركض والعدو في كل الاتجاهات ويفضل الأطفال السباحة واللعب، إلا أنه بين الفينة والأخرى، تقع بعض الأشياء التي قد تفسد متعة الخرجة، نتيجة للإصابة بانتكاسة خاصة بالنسبة لمن يعانون من ضيق في التنفس أو ما يعرف بمرض الربو. والربو هو مرض صدري مزمن تصاب به الرئتان، حيث تصاب مجاري الهواء التي تحمل الهواء من وإلى الرئة بالضيق، مما يصعب من عملية التنفس. وتكون مجاري الهواء عند الشخص المصاب بالربو شديدة الحساسية، وذلك بفعل عوامل معينة، تسمى المهيجات التي وعند إثارتها تلتهب مجاري الهواء وتنتفخ، ويزيد إفرازها للمخاط وتنقبض عضلاتها، ويؤدي ذلك إلى إعاقة التدفق العادي للهواء، وهذا ما يسمى بنوبة الربو. وقد تتسبب في هذه النوبات عدة عوامل ككثرة الحركة، الضحك المبالغ فيه، «الضبابة»، الإجهاد، الانفعال، التدخين السلبي، التلوث ....، وأعراض الربو تتمثل في ضيق و صعوبة في التنفس، و التعثر في الكلام وتعذره، الشعور بالقلق و الخوف، الازرقاق و خاصّة في الوجه، ظهور عرق، هيجان وسعال شديد، وأحيانا بخروج قشع مخاطي من انف المريض، الزفير أطول من الشهيق مع صعوبة أثناء الزفير، حدوث امتلاء في الأوردة العنقية، ويكون صوت الزفير مسموعا مع سماع خرخرة قصبية أثناء الزفير، كما تشترك جميع العضلات التنفسية بعملية التنفس، فضلا عن سرعة في النبض، وحدوث ارتفاع في التوتر الشرياني. على أنه تجدر الإشارة إلى أنه ليس هنالك علاج لمرض الربو، لكن من الممكن السيطرة على أعراضه، فالسيطرة على مرض الربو تشمل تجنب العوامل المحفزة له ومراقبة الأعراض، وأحيانا قد تكون هناك حاجة لتناول أدوية على المدى طويل، وبشكل ثابت، لمنع نوبات الربو، إضافة إلى أدوية لمدى قصير من اجل علاج الربو في الحالات الطارئة، وقت ظهورها. وتتغير حدة الربو مع الوقت لدى معظم الناس، لهذا من الضروري الخضوع للمراقبة والمتابعة الصحية الدائمة، ومراقبة المؤشرات والأعراض وملاءمة علاج الربو حسب الحاجة. الإسعاف الأولي لمرضى الربو عند حدوث أزمة للربو، يجب العمل على التخفيف عن المصاب حدة مايعانيه وتهدئته، وذلك بالتحدث معه، ومحاولة إبعاده عن الحالة وتداعياتها، العمل على أن يجلس المريض في وضعية مريحة مع مدّ رجليه و استناد الجزء العلوي من الجسم على يديه خلف جسمه، خلع الملابس الضيقة لتسهيل عملية التنفس، ويسلم للمصاب البخاخ Ventolin قصد استعماله، وقد يتطلب الأمر منحه الأوكسجين في حالة أزمة حادة، مع تقديم السوائل له على الدوام، كما يجب فحص الحالة العامة للمريض، ومراقبة تنفسه و نبضه و ضغطه بشكل مستمر، وفي حال عدم تسجيل أي انفراج تنفسي ينقل المصاب إلى المستشفى بشكل مستعجل لإنقاذه من تداعيات الأزمة التي تكون صعبة في بعض الأحيان ، وقد تترتب عنها مضاعفات غير محمودة. ممرض متخصص في الإنعاش والتخدير