عاش "جبل باموسى" المطل على مدينة خنيفرة، بعد زوال يوم الأحد 16 يونيو 2013، ولأزيد من ثلاث ساعات، لحظات عصيبة جدا أمام مشهد شاب معلق على رأس عمود كهربائي من خطوط الضغط العالي، حيث عمد المعني بالأمر (ج. يونس -28 سنة) إلى تسلق هذا العمود، وفي تحد مثير دخل المجال الكهرومغناطيسي ليصير جسدا جامدا إلا من يده التي كانت تتمايل بفعل الرياح، وقد ظل بمكانه في مشهد رهيب كان طبيعيا أن يتابعه المتجمهرون بأنفاس وقلوب مشدودة، وبعدسات الهواتف النقالة. وبعين المكان توافدت حشود كبيرة من المواطنات والمواطنين حتى كان كاد الوضع أن يعيق عملية التدخل، ما جعل عناصر الأمن والقوات المساعدة تناشد الحشود بالابتعاد عن موقع الحادث، قبل حلول عامل الإقليم بعين المكان، وإلى جانبه باشا المدينة ومدير المكتب الوطني للكهرباء وأفراد الوقاية المدنية، وعناصر الأمن بمختلف تلاوينها السرية منها والعلنية، والقوات المساعدة وأعوان السلطة، حيث وقعت حالة استنفار واسعة واتصالات مكثفة من أجل الترتيب مع المناطق المعنية بالخطوط الكهربائية لقطع التيار إلى حين معالجة الوضع. وارتباطا بالحادث، بادر فرد من الكهربائيين إلى التقدم بالصعود إلى رأس العمود الكهربائي، وكم كانت دهشة الجميع كبيرة عندما صاح العامل الكهربائي أن المعني بالأمر لا يزال على قيد الحياة، النبأ الذي لم يصدقه أي أحد أول وهلة، بعد أن اعتقد الجميع أن الشخص فارق الحياة نظرا لبلوغه مجال الخطر والزمن الطويل الذي قضاه دون حراك، إلا أن العناية الإلهية كانت لها الكلمة الفصل في نجاة الشاب من "تفحم محقق" بأعجوبة شديدة لم تتوقف أوساط الرأي العام عن الحديث حولها. وقد بذلت عناصر مصالح الكهرباء والوقاية المدنية جهدا كبيرا في إنزال الشخص، في حين وجدت هذه الوقاية صعوبة كبيرة في اختراق الحشود لوضع المعني بالأمر في سيارة الإسعاف التي انطلقت به نحو المستشفى الإقليمي من أجل الكشف الطبي والنفسي عليه. وبينما رجحت مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، إقدام الشخص على وضع حد لحياته، تحدثت روايات أخرى عن تعرضه في الآونة الأخيرة لضغط نفسي جراء خلاف مهني عاشه بمدينة الناظور حيث يعمل، في حين قامت مصالح الأمن بفتح تحقيق في الموضوع من أجل تحديد ملابسات وحيثيات النازلة التي هزت أرجاء المدينة. وتفيد مصادر متطابقة أن الأسباب الحقيقية وراء الفعل لا تزال مجهولة وأن حالة الشخص الحرجة لم تسمح باستجوابه. ومن مكر الصدف أن تزامن الحادث مع احتضان خنيفرة، في نفس الزمان والمكان، لتظاهرة رياضية في سباق الدراجات الجبلية، بمشاركة العديد من الأنديةالمنضوية تحت لواء الجامعة الملكية للدراجات، ما أجبر المنظمين على تأخير انطلاق التظاهرة إلى حين نهاية المأساة.