نظمت الرابطة المغربية للدفاع عن التراب الوطني ندوة مغاربية تحت شعار «المغرب الكبير تنمية واحدة لمستقبل واحد» وذلك يوم السبت فاتح يونيو بفضاء ميرادور بالحسيمة. افتتحت الاستاذة جابة نزهة رئيسة الرابطة الندوة بعد ان رحبت بالحضور مؤكدة ان الاندماج المغاربي أضحى ضرورة إستراتيجية و أمنية ملحة وحتمية اقتصادية يفرضها عصر التكتلات القوية وكذا حجم التحديات المطروحة اقليميا و جهويا. كما أكدت ان الرابطة تهدف من خلال هده الندوة إلى التحسيس بأهمية الوحدة المغاربية و حث النخب و هيئات المجتمع المدني على العمل من اجل الدفع بقاطرة الاندماج المغاربي التي يجب ان تكون من اولويات العمل بالنسبة لحكام المغرب الكبير. وفي معرض حديثه أشار محمد بودرا رئيس الجهة، رئيس المجلس السياسي للجنة المتوسطية للمدن والحكومات المحلية المتحدة، الى ان الدول المغاربية تحكمها مجموعة من أواصر العلاقة فيها ما هو ديني ولغوي وثقافي، اضافة الى ما هو جغرافي مما يحول دون رسم حدود واضحة، كما ان هذه الدول عاشت نفس المصير من أجل محاربة المستعمر حيث تجلى خلال هذه الفترة بوضوح مدى التآزر والتلاحم اللذين يوجدان بين شعوب هاته البلدان. و قد تميز اللقاء الذي حضره بالإضافة الى والي الجهة ورئيس الجهة ومجموعة من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية بالإقليم ، العديد من الأساتذة الباحثين والفاعلين الجمعويين من المغرب و الجزائر و تونس و موريطانيا، الذي سيره الدكتور الهاشمي بنطاهر الى جانب الأستاذ نورالدين يحيا عضو الرابطة، بإلقاء مجموعة من المحاضرات يمكن تلخيصها في مايلي: المداخلة الاولى : والتي القاها الدكتور سعيد بحيرة الاستاذ بالمعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية بجامعة منوبة بتونس موضوعها « الاندماج المغاربي : الفرص الضائعة والإرهاصات الواعدة. وفي نفس الموضوع أكد الدكتور محمد البوصيري بوعبدلي رئيس الحزب الجمهوري المغاربي التونسي، ان التحديات الراهنة تحتم على جميع الدول التكتل وذلك من أجل الحفاظ على مصالحها، هذا التوجه راهنت عليه الدول القوية قبل ان تتجه نحوه الدول ذات التاريخ والمصير المشترك. المداخلة الثانية : وفي موضوع الجهوية والحكم الذاتي: الحل العادل لنزاع الصحراء والمشروع المؤسس لاتحاد مغاربي ديمقراطي، ألقى الدكتور سعيد الهادف من الجزائر محاضرة تناول فيها الحلول البديلة من أجل بنا وحدة مغاربية متكاملة ومنسجمة. المداخلة الثالثة: للدكتور شيات خالد استاذ بكلية الحقوق جامعة محمد الاول و منسق الدراسات المغاربية بمركز الدراسات والبحوث حول مستقبل الاندماج المغاربي من خلال قراءة في بيان لجنة تحرير المغرب العربي، تحدث فيه عن التوجيهات التي يمكن استخلاصها من هذا البيان لتعزيز التكامل المغاربي وليس الحديث عن البيان في حد ذاته. المداخلة الرابعة : ألقاها الدكتور عبد السلام ولد حرمة رئيس حزب الصواب الموريتاني في موضوع البناء المغاربي بين الواقع و الطموح، مستحضرا نقط القوى والضعف امام بناء الصرح المغاربي مرورا عبر التحديات الراهنة . وبعد فتح باب المناقشات امام الحاضرين من أجل اغناء الندوة عبر تدخلاتهم واستفساراتهم و الاجابة عنها من قبل المحاضرين ، تم الخروج بمجموعة من التوصيات من بينها: تشجيع الدبلوماسية الموازية من اجل خلق استراتيجية تنموية مغاربية، الدعوة الى تكثيف الجهود على المستوى المغاربي لزرع روح مغاربية متعاونة ومتكاملة ومنسجمة بين كل الهيئات و المنظمات المغاربية ، العمل على خلق ورشات مشتركة وتأسيس منتديات بين هيئات المجتمع المدني المغاربي وتبادل الزيارات والتنسيق بين مكوناتها لتحقيق الاندماج المغاربي المنشود، العمل على مد جسور التواصل و التقارب بين شعوب المنطقة والنظر الى المستقبل و تجاوز مشاكل المنطقة، رفع تأشيرة العبور بين دول الاتحاد المغاربي، الدعوة إلى فتح الحدود بين المغرب و الجزائر .