أجمع المشاركون في أشغال المؤتمر العام السادس عشر لمنظمة المدن العربية، الذي تتواصل فعالياته في العاصمة القطرية الدوحة، على أهمية المشاركة بقوة و كثافة في المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة المرتقب انعقاده مطلع اكتوبر المقبل في الرباط، وذلك بحكم الاهمية التي يكتسيها من خلال طرحه لقضايا راهنة تسلط الضوء على أسس الحكامة الناجعة، وكيفية بناء مستقبل زاهر للمدن والجهات. ودعا عبد العزيز يوسف العدساني، الأمين العام لمنظمة المدن العربية، الى المشاركة بقوة في هذا المؤتمر والاستفادة من حواراته ومناقشاته في ميادين الحكامة والديموقراطية المحلية، والإسهام في إيجاد شبكات ما بين الحكومات والمدن المحلية. بدوره شدد جوزيف روي أمين عام منظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية على أهمية المشاركة في المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة في الرباط، بحكم جدية المواضيع التي سيطرحها والمرتبطة اساسا بمستقبل المدن، مبرزا أن هذه الاخيرة يقع على عاتقها الكثير من التحديات التنموية لمواكبة التطورات العالمية حتى تتمكن من السير وفق الأجندة الدولية. وقال في هذا السياق ان المنظمة مطلوب منها وضع برامج وأهداف محددة حتى عام 2016، مسجلا أن هذه الفترة سيحدث فيها العديد من التوسعات والتعقيدات التي يجب أن تلقى الكثير من الاهتمام، ومبرزا أن المرحلة المقبلة تتطلب الكثير من التعاون بين منظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية لمواجهة التحديات ورفعها حتى تكون متحكمة في مصيرها وتحقق بالتالي الكرامة الإنسانية لسكانها. من جهته، قال فتح الله ولعلو رئيس مجلس مدينة الرباط إنه «من الضروري أن يكون للطرف العربي، منظمة ومدنا وحكومات محلية، حضورا قويا ومتميزا في المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية بالعالم الذي سينعقد في بداية اكتوبر القادم بمدينة الرباط، بحكم أن هذا المؤتمر سيجتمع لأول مرة في بلد افريقي عربي ومتوسطي. وأوضح أن المحور الاساسي في اشغال هذا الملتقى العالمي «سيرتبط بمستقبل الحكم المحلي في كل مناطق العالم اعتبارا لتأثير الازمة الاقتصادية التي تخترق جزءا من هذا العالم، والتحولات الجيوسياسية والاقتصادية والتكنولوجية التي يعرفها العالم، والتي تفرض أن يكون المسؤولون عن الحكومات المحلية مستوعبين مساهمتهم في تطوير اليات عملهم وتوظيفها في خدمة البيئة و مستلزمات التنمية». وسيكون هذا المؤتمر، يضيف ولعلو، «فرصة لربط تجارب التدبير المحلي بآفاق تطوره في القرن 21 «، مجددا الدعوة لجميع الوفود المشاركة في المؤتمر العام السادس عشر لمنظمة المدن العربية بالدوحة الى حضور مؤتمر الرباط والاستفادة من فرص التعاون وتبادل التجارب التي سيتيحها. وبحسب الجهة المنظمة للقاء الرباط فإن المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، الذي سينظم تحت شعار «تصور المجتمع، بناء للديمقراطية» يكتسي أهمية بالغة لكونه يتزامن مع حلول الذكرى المائوية للتنظيم العالمي للمدن، وكذا مع الفترة التي سيعرف فيها العالم خروجا متوقعا من الأزمة الاقتصادية التي يشهدها. وسينكب لقاء الرباط، على دراسة دور المدن في الحفاظ وخلق الشروط من أجل الخروج من الأزمة ومواجهة إشكالية التحضر خاصة في آسيا وإفريقيا، كما سيمثل فضاء للتعاون مع الشركاء المتمثلين في الدول والقوى السياسية ومكونات المجتمع المدني والمختصين في قضايا البيئة والماء والصحة والثقافة والمرأة وحقوقها. وتراهن الرباط على أن تجعل من احتضانها لهذا المؤتمر، الذي يتوقع مشاركة أكثر من 3500 من عمداء المدن والعواصم العالمية والخبراء ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن المحلي والإعلاميين، محطة لتعزيز التعاون اللامركزي ما بين مدن العالم والحوار من أجل تطوير مجالات تدخلها، وتجاوز كافة المعيقات التي تواجهها في سبيل إرساء مبادئ الحكامة الجيدة لتعزيز دور المدن في تحقيق التنمية والرفاهية لسكانها. وأفادت ورقة تقنية وزعت من قبل الوفد المغربي المشارك حاليا في المؤتمر العام السادس عشر لمنظمة المدن العربية الذي تتواصل فعالياته في العاصمة القطرية الدوحة، أن ملتقى الرباط سيناقش مواضيع تتعلق أساسا ب»مواجهة التحولات الكبيرة انطلاقا من المدن والجهات»، و»تحسين جودة العيش والولوج للخدمات الأساسية للجميع» و»الابتكار لتدبير التنوع في المدن والجماعات الترابية»، و»مواكبة الحكامة الجديدة ودينامية التحولات في منطقة المتوسط» و»النهوض بالتنمية الاقتصادية وتعزيز التضامن بين الجهات». يشار الى أن منظمة المدن والحكومات المحلية تأسست عام 1994، وتضم المدن والجمعيات الوطنية للسلطات المحلية في 136 دولة، وتعمل على ترسيخ الديمقراطية المحلية واللامركزية والتعاون، للمساهمة في التنمية المحلية وتحسين الخدمات الحضرية كالماء والسكن والنقل والتخطيط، وتمثيل السلطات المحلية عبر العالم في المؤسسات الدولية للدفاع عن القيم الإنسانية كالتضامن والسلام.