عرفت بلادنا ، في السنوات الأخيرة، تسجيل ارتفاع كبير في نسبة الحوادث الدماغية عند الرياضيين، وذلك أثناء إجراء المقابلات الرياضية، ويعزى السبب في ذلك إلى حدة المنافسة الرياضية، وإلى التحفيزات المالية التي أضحت تغري الرياضيين من أجل بذل المزيد من المجهود الرياضي والتحدي الجسماني لبلوغ التتويج المنشود. ومن خلال الوقوف عند نتائج أبحاث حديثة أجرتها الأكاديمية الأمريكية في أمراض الأعصاب، تتبين ضرورة إخضاع كل رياضي أصيب بارتجاج دماغي لفترة راحة رياضية، ومراقبة طبية، من طرف طبيب خبير في الرضوض الدماغية و الارتجاج الدماغي. وفي نفس السياق تحث هذه التوصيات جميع الدول على سن تشريعات تنظم الحوادث الدماغية في الميادين، وكيفية مقاربتها، ومتى يمكن الرجوع إلى أرضية الملاعب الرياضية بعد الإصابة بالارتجاج الدماغي . وينصح الأطباء المتخصصون، الرياضيين الذين تعرضوا لارتجاج دماغي، والذين يعانون من بروز مجموعة من الأعراض، أو إحداها بعد استئناف الممارسة الرياضية أو التمارين الإعدادية، من قبيل الصداع الرأسي أو أية أعراض أخرى مشكوك في مسبباتها، بضرورة إيقاف مزاولة الرياضة، والعمل على استشارة الطبيب في أسرع وقت من أجل الاستفادة من التدخل المبكر تفاديا لأية تبعات صحية. كما تشير التوصيات الحديثة إلى إلزامية ابتعاد الرياضيين ضحايا الارتجاج الدماغي، عن الميادين لمدة كافية حتى يكونون في غنى عن تناول الأدوية، مع الاحتفاظ بالأنشطة التي لاتؤدي إلى التعرض من جديد للاصابة بارتجاج دماغي آخر. كما تؤكد هذه التوصيات على أهمية تدبير الارتجاج الدماغي عند الرياضي و مقاربته حسب كل حالة فردية، أخذا بعين الاعتبار أنه ليست هناك مدة محددة للرجوع الآمن لمزاولة الرياضة. مع التشديد على ضرورة الاستعانة بالفحص بجهاز السكانير في حالات معينة من قبيل، فقدان الوعي الأولي، النزف الدماغي، تعرض الجمجمة لكسور، أو أية أعراض تدل على تطور سلبي للحالة الصحية للمريض. من جهة أخرى، تعتبر مدة العشرة أيام الأولى بعد إصابة الرياضي بالارتجاج الدماغي، فترة جد حرجة وتتميز بخطر تكرار التعرض للإصابة بارتجاج دماغي. كما يجب على الأطباء الرياضيين البحث عن أعراض مستمرة، والتي تكون غالبا مرتبطة ببطء في استعادة العافية، كاستمرار الصداع الرأسي، أو حالة الضبابية، مع العمل على تفادي المتلازمة المزمنة لما بعد الارتجاج الدماغي. و في الختام تشدد التوصيات الحديثة لمقاربة الارتجاج الدماغي على عوامل الخطر، والتي تتمثل في السن الصغير للرياضي المصاب، وسوابق الإصابة بارتجاج دماغي، المدة الطويلة لمزاولة الرياضة، وحمل جين POEA 4 .