شهدت شوارع الناظور مساء يوم الأربعاء 17 أبريل 2013، واحد من أكبر الكرنفالات العالمية وَعُروض فُلكلورية وَفنية في مسرح الهواء الطلق بساحة حمان الفطواكي (الكورنيش)، ضمن فعاليات الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الرّبيعي الدولي لِمَسرح الطفل الذي تُنظّمُه حركة الطفولة الشعبية الذي انطلقَ صباح يوم الثلاثاء 16 أبريل، بشراكة مع وكالة الجهة الشرقية، تحت شعار «مسرح الطفل فُرجة واحتفال». وقائع حفل الافتتاح تابعها عدد كبير من المُثقفين، رجال الصحافة والإعلام، هُواة مسرح الطفل وَمُحترفيه وَجُمهور الأطفال الذين تتمحور حولهُم هذه التظاهُرة الكبرى، بالإضافة إلى المسؤولين المدنيّين والعسكريين بالمنطقة. وَتميز بكلمة عبد المجيد الحمدوني عضو المكتب التنفيدي للطفولة الشعبية الذي استعرَض أهمّ البرامج وَالمُبادرات الرائدة التي قدّمَتها وأنجَزتها الحركة لِفائدَة الطفُولة وَالشباب وَضِمنها هذا المهرجان الذي أصبَحَ أكثرُ إشعاعاً وَأكثرُ تشويقاً وَأكثرُ مناعة وَأكثرُ قُدرةً على الإبداع وَالتجديد، إيماناً مِن الحركة بأن مُجتمع الغد سيكونُ صُورة لِما تُقدّمُه اليوم للأطفال من برامج واهتمام وَعناية «فهُو الذي يُعزّز انخراطنا العملي في ترجمة قناعاتنا على أرض الواقع، وَهو الذي كان وراءَ اختيارات الطفولة الشعبية مُند التأسيس من رحِم النضال الوطني التحرري»، وَذكّر الحمدوني في معرض كلمتِه بأهداف المهرجان التي تنسجِمُ مع أحد أهداف الطفولة الشعبية، والمُتمثلة في جعل الحركة ميداناً لِتبادُل النظريات التربوية. تميز الافتتاح كذلك بتكريم الفنانة المغربية سُعاد صابر وَالمسرحي سالم اكويندي وَمُحمد بلهاشمي، أحدُ مُؤسسي فرع حركة الطفولة الشعبية بالناظور وَالذي تمّ تكريمُه بالنيابة بِسببِ غيابه إثرَ طارئ صحّي. يهدف المهرجان، كما صرّحَ لنا مُديرُه، أحمد المغنُوجي «إلى النهوض بالشؤون الثقافية والتربوية والفنية على الصعيد الجهوي والوطني والدولي مِن أجلِ عالم تسودُه المحبة والتعاون والتواصل وَالتقارُب وَالدّفء الإنساني مَهما اختلفَت اللغات والجغرافيا والتاريخ والأفكار، بِاعتِبار أنّ الهوية الثقافية للشعوب يَجِب أن لا تنطوي على نفسها، بل عليها أن تتدعّم بالمُكتسبات الجديدة في الشكل الذي يجعلها تُراثا إنسانيا». تُشارِك في هذه الدورة فِرقٌ مسرحية مِن تونس، مصر، العراق، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، فرنسا وألمانيا، إلى جانب فِرق وَطنية محلية، تعكس الغنى والتنوع الثقافي للبلدان المشاركة سواء من إفريقيا أو أسيا أو أوروبا. وتتكونُ لجنة تحكيم هذه الدورة من الأساتذة: نوال بنبراهيم، سالم كويندي، نور الدين بنكيران، سعيد المرسي وَعبد الله زروال. هذا وَتجدر الإشارة إلى أنّ تاريخ أول دورة لهذا المهرجان، تعود إلى سنة 1995، بمُشاركة فرق مسرحية مدرسية محلية ليصل اليوم إلى مصاف المهرجانات الدولية كَفضاء للتواصل، وتبادل القيم الثقافية وَالفنية، ويُؤسس للحوار الدائم حول قضايا المسرح وواقعه وآفاقه، وذلك بمُشاركة فِرق عربية وأجنبية في مُنافسة لِنيل أوسكار المهرجان الذي حَصَلَتْ عليه السنة الماضية فرقة المسرح البلدي بتازة بِمسرحية تحت عُنوان "قوس قزح" التي أخرَجها نور الدين بنكيران. وَلِأن الإبداع هو الذي يبقى شاهداً على الأمم والشعوب، وَلِأنّهُ مِنَ الأشكال التعبيرية التي تُدافع عن جوهر الحياة، فإنّ حجم المهرجان وَبرنامج فعّالياته وَإشعاعه اليوم لَدَليلٌ قاطعٌ على أن تضحيات مُؤسّسيه لم تذهب هباء، بل أسست لإقلاع تربوي وَثقافي وَفنّي بِمدينة الناظور، وكُل هذا لم يَكن ليتحقّق لولا المجهودات الجبارة لِعدَدٍ من الشباب واليافعين الذينَ تربوا وترعرعوا وتكونوا بينَ أحضان الطفولة الشعبية، حيث اكتسبوا عدة مهارات مَكّنَتهُم وساعدتهم في تنظيم وَضبط هذه التظاهرة الدولية بِاحترافية عالية. تتوزّع فقرات دورة هذه السنة بينَ عُروض مسرحية رسمية، وذلك بالمركب الثقافي للناظور وأنشطة موازية في مختلف فضاءَات المدينة، تستجيبُ لِكُل الشرائح الإجتماعية، وَهي على الشكل التالي : العروض المسرحية الرسمية (المركب الثقافي)، مُحترفات في الرسم والتشكيل والجداريات (المؤسسات التعليمية)، كرنفال المدينة : عُروض فلكلورية متنوعة و مسرح الهواء الطلق (أهم شوارع مدينة الناظور). مدينة الأطفال، التي سَتعرِفُ تنشييطاً تربوياً وَترفيهياً مُتنوِعاً: المعامل التربوية، الألعاب الكُبرى، الرسم والتلوين، البهلوان والمُسابقات(فضاء الكورنيش). حفل توقيع كتاب: "نكتُب ونمرح ونلعب ونقرأ" مِن إصدارات الطفولة الشعبية. بالإضافة إلى زيارات ميدانية للمواقع السياحية داخل الإقليم والجهة.