نجح نشطاء من تندوف، حضروا إلى المنتدى الاجتماعي العالمي الذي تستضيفه تونس، في شد انتباه الحاضرين من خلال عرض وثائق تاريخية تؤكد مغربية الصحراء، وأماطوا اللثام عن الجرائم التي ترتكبها جبهة البوليساريو ضد الصحراويين الذين يرفضون دعوتها للانفصال. يأتي هذا في ظل انحسار الدور الجزائري في التسويق لجبهة البوليساريو عالميا، وتوسع دائرة الاقتناع الدولية بفكرة الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب. وقد استقبل نشطاء صحراويون داخل مجموعة من الخيام المنصوبة في فضاء المركب التابع لجامعة »المنار« بتونس العاصمة، حيث تنظم الأنشطة وتعقد اللقاءات والندوات، فاعلين مدنيين ومسؤولين من مختلف مناطق العالم وقدموا لهم مجموعة من الوثائق التي تسلط الضوء على الجوانب التاريخية والقانونية والسياسية لقضية الصحراء، والوضع الحالي على الأرض وظروف عيش السكان، ومواقف الجزائر وال«بوليساريو« اللتين تحاولان بكل الوسائل طمس هذه الحقائق. وأبدى نشطاء أوروبيون وأمريكيون لاتينيون اهتماما كبيرا بالموضوع، وتفاعلوا مع ما قدّم لهم خاصة حول قضية المحتجزين في مخيمات تندوف وموضوع الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب كمخرج لحل النزاع المفتعل. وقال الداهي الكاي، رئيس جمعية المفقودين لدى البوليساريو وسجين سابق في مخيمات تندوف، إن مشاركة ممثلي المجتمع المدني بالصحراء يرمي إلى تحقيق هدفين، الأول يتمثل في التأكيد على الثوابت التاريخية لمغربية الصحراء، والثاني هو الكشف عن الجرائم المرتكبة من طرف جبهة البوليساريو في حق الصحراويين. وأضاف أن الصحراويين المغاربة المشاركين في المنتدى بينوا لمخاطبيهم من الشعوب الأخرى كيف أن البوليساريو مسؤولة عن التصفية الجسدية لعدد كبير من سكان الصحراء الأصليين المتواجدين في مخيمات تندوف التي أصبح نحو 80 في المائة من سكانها من أصول جزائرية وأفريقية جاءت بهم الجزائر في محاولة للتغطية على عمليات الفرار الجماعي لأبناء الصحراء هربا من بطش البوليساريو. وأضاف الداهي الكاي أن منظمة العفو الدولية تصدر سنويا تقارير حول أوضاع السكان في مخيمات تندوف، وتسلم للجزائر نسخا منها لمطالبتها كدولة موقعة على معاهدة حقوق الانسان بتقديم قيادات من البوليساريو للقضاء الدولي لمحاكمتهم على الجرائم التي اقترفوها. من جهته قال عويس السالك، ناشط من مدينة العيون عن جمعية »خنيفس« للتنمية البيئية في الأقاليم الصحراوية، إن الهدف من مشاركته الضغط على الجزائر من أجل السماح ل»«المحتجزين في تندوف بتقرير مصيرهم بأنفسهم والالتحاق بأهلهم وذويهم في الأراضي الصحراوية، والانخراط في تنفيذ مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كمخرج وحيد لهذا النزاع ،والذي يمكننا من إدارة شؤوننا بأنفسنا تحت الراية المغربية»«. وأضاف عويس »»إننا نؤكد لرواد المنتدى العالمي أن أغلبية سكان الصحراء مع الحكم الذاتي باعتباره »يضمن للإنسان الصحراوي كافة حقوقه ويجعله يعيش في سلام وكرامة»«. أما الناشطة فالة بوصولة، رئيسة جمعية النهضة بحقوق المرأة والطفل بالعيون ونائبة برلمانية سابقة، فقد أوضحت أن الرسالة التي تريد إبلاغها للعالم من خلال المنتدى، هي أن »المرأة المغربية عموما والمرأة الصحراوية على الخصوص، أصبحت تتمتع بكافة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية بفضل ما بذلته من تضحيات ونضالات. وأضافت «»إننا ندرك أن المرأة الصحراوية في مخيمات تندوف محتجزة جسديا وفكريا ولا تتمتع بالحد الأدنى من الحقوق«.» من جانب آخر عبر اثنان من النشطاء المدنيين الإسبان وهما خوان كالوس غيريا شالي وفرانسيسكو كاريلو، عن اعجابهما بما يتميز به المجتمع المدني المغربي وخاصة في الصحراء من »حيويةونشاط« في شرح مواقفه من قضية الصحراء. وحول رأيهما في ما وصلت إليه الأقاليم الصحراوية من مستوى تنموي، قال فرانسيسكو كاريلو «»زرت العيون مؤخرا وأعجبت بما تحقق في الصحراء على مستوى البنية الأساسية من مدارس ومرافق عمومية وطرقات، وفي رأيي لا خيار للصحراويين عموما وخاصة الموجودين في مخيمات تندوف إلا العودة إلى الصحراء والقبول بالحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب«.» واعتبر الناشط الإسباني الحكم الذاتي »أحسن حل في الوقت الراهن لأنهم لن ينطلقوا من الصفر، ولأن الصحراء بلغت درجة عالية من التنمية بفضل الجهود الجبارة التي قامت بها الدولة المغربية، وبالتالي إذا قبل الصحراويون بالحكم الذاتي فإنهم سيتمتعون بمستوى عال من العيش ولن يضطروا إلى العيش في خيام كما هو الشأن الآن في مخيمات تندوف«. يشار إلى أن الدبلوماسية المغربية نجحت في توسيع دائرة الدول التي تساند فكرة الحكم الذاتي، بالمقابل تراجع دور البوليساريو نتيجة انحسار تأثير الجزائر الغارقة في الأزمات، فضلا عن الوضع الاجتماعي الصعب الذي تعيشه تندوف.