تواصل حركة البوليساريو الهذيان الإعلامي والسياسي عقب زيارة روس لمخيماتها المقامة داخل التراب الجزائري. فقد عمدت وسائل إعلام جزائرية وأخرى تابعة للبوليساريو إلى نقل ادعاءات خطيرة لمحمد سالم ولد السالك، والذي يشغل منصب وزير خارجية في «الجمهورية»، يتهم من خلالها المغرب بأنه هو «الذي أنشأ الجماعة الإرهابية «حركة التوحيد والجهاد» في أفريقيا الغربية، ووراء اختطاف الديبلوماسيين الجزائريين بمدينة غاو في مالي». وجاءت هذه التصريحات المثيرة للشفقة من داخل العاصمة الجزائر أول أمس الثلاثاء، والتي عقد بها نفس الشخص ندوة صحفية تحت إشراف وتأطير من الممول الرسمي لحركته الجزائر. وزيادة في الهذيان فقد أصر نفس الشخص على القول بأن «حركة التوحيد و الجهاد» في أفريقيا الغربية أنشئت في الرباط، وعقولها المدبرة تتواجد بالعاصمة المغربية، وأعوانها يتنقلون باستمرار بين الرباط وعاصمتين بإفريقيا، على الأقل بجوازات سفر ديبلوماسية»، وهي محاولة للهروب إلى الأمام بعدما أضحى العالم يعرف بأن مخيمات تندوف تحولت وكرا للإرهابيين وتجار المخدرات ولعدد كبير من المطلوبين دوليا في قضايا إجرام ذات علاقة بتهريب البشر والاختطاف، وهو ماحدا بهذا الشخص إلى اتهام مباشر للمغرب بأنه « وراء اختطاف الديبلوماسيين الجزائريين والمتعاونين الإسبان في المجال الإنساني بمخيمات اللاجئين الصحراويين والاعتداءات الإرهابية العديدة التي استهدفت الجزائر»، دون أن يستبعد وجود علاقة بين «حركة التوحيد والجهاد» في أفريقيا الغربية والاعتداء الذي استهدف الموقع الغازي بتيقنتورين (ان أمناس)، وهي العملية الإرهابية الخطيرة التي تزامنت مع التدخل الفرنسي - الأفريقي لإنقاذ مالي من التقسيم والسقوط في يد جماعات إرهابية تنشط في جنوب الصحراء. ولم تستبعد حينها مصادر إعلامية وأمنية إمكانية تورط البوليساريو في هده العملية وعمليات أخرى مشابهة. لكن هذا التصعيد من داخل الجزائر، والذي تكلف به ولد السالك من داخل الجزائر، وصفته بعض المصادر بأنه محاولة لتخفيف الضغط على الجزائر المطالبة باتخاذ مواقف إيجابية تسهم في حل النزاع المفتعل بينها والمغرب بضغط من الاممالمتحدة التي تطالب باستعجال الحل، وربطت الأمر بتفاقم الإرهاب في الساحل ومالي وتسعى البوليساريو من خلال هذة الادعاءات إلى توتير الأجواء بين المغرب والجزائر، لأن كل تقارب يجعل مصلحة المجموعة المحيطة بمركز القرار «داخلها» تفقد امتيازاتها المادية الخيالية التي تنعم بها في مقابل بؤس المحتجزين والذين باتوا مثار شفقة العالم بفعل استغلال معاناتهم للابتزاز وتحصيل مساعدات لا تصل إليهم إلا في المناسبات وللموالين فقط دون غيرهم من المحتجزين والباقي يباع في الأسواق السوداء والتي ضمنها محور تجار السلاح والمخدرات والإرهابيين وتهريب البشر والذين يقفون حول مآسي إنسانية رهيبة سواء للمهربين والذين تموت أعداد كبير منهم في الصحراء وكذا دول الاستقبال . واتهم نفس الشخص المغرب بأنه وراء ترويج المخدرات وإنتاجها، وأنه يصيب العالم بالضرر، مطالبا بتدخل العالم، حسب وصفه، لمواجهة المغرب، وتوجه خاصة للاتحاد الاوروبي، مطالبا منه التدخل . وانتقل هذيان البوليساريو من المغرب ليطال فرنسا، حيث اعتبر الشخص المذكور بأن روس لن ينجح في مهمته مادامت فرنسا، العضو في مجلس الأمن تساند المغرب. وتحدث ولد السالك بلغة التهديد لدولة فرنسا التي اتهمها بالمنحازة وغير العادلة واتهمها بحماية مصالحها.