غادر كريستوفر روس المغرب، بعد زيارة دامت أياما وليالي ، أجرى الرجل والوفد المرافق له اتصالات رسمية مع مسؤولين من حكومة عبد الاله بنكيران ومن المجتمع المدني والسياسي وهلم لقاءات ...ومع ذلك لم نسمع عن ندوة صحفية للحكومة لإخبار الرأي العام الوطني بفحوى زيارة الرجل لأنه كان هنا من أجل الحديث عن الصحراء وما أدراك ما الصحراء. إنها عصب هذا الوطن وتاريخ المغرب الحديث والمستقبل. إن تعامل الحكومة مع الملف يؤكد أننا مازلنا خارج روح مضمون دستور 2011 بكل المقاييس والمعايير، فالحكومة مازالت تمارس التعتيم الاعلامي ولا تخبر الرأي العام الوطني بما يجري ولم تقدم رؤيتها لمعالجة الموضوع ولم تحول الاجماع الوطني الى قوة اقتراحية تحلل ماهية الطرح المغربي القاضي بمنح الصحراء حكما ذاتيا . تحدثت وسائل الاعلام عن مقترح جديد للأمم المتحدة يقضي باقتراح شكل كونفدرالي أو فيدرالي وهما مفهومان قانونيان مختلفان، وبحمولة مختلفة ونحن لسنا بصدد إعطاء موقف ولكن فقط في مرحلة هل هذا الكلام صحيح أم لا؟ هل سمع بنكيران من روس هذا الاقتراح؟ حاولنا الاتصال بكل من يفترض أن له علاقة بالملف من قريب أو بعيد ونسينا واجب التضامن الحكومي والانسجام ،ولم نجد تضامنا حكوميا وانسجاما إلا في حالة الصمت والإنكار والإحالة. فوزراء حدثناهم اختاروا عدم الرد ورفضوا السؤال من الاصل، ومنهم من حاول منحنا دروسا في الوطن والصحراء وكأننا لم نقرأ عن مدرسة بوعبيد، وآخرون لم يتورعوا عن إحالتنا على فلان أو علان وإذا لم يجبكم فلان اتصلوا بفلان وآخرون أنكروا أن يكونوا على علم بأي شيء...دون أن ننسى عددا كبيرا من «صحاب اتركوا رسالتكم في العلبة الصوتية» وابعثوا لنا بأسئلتكم عبر الفاكس وسيرد المسؤول حال انتهائه من الاجتماع. وانتهت زيارة روس وغادر الرجل المغرب وما زلنا ننتظر ردا بات مؤكدا أنه لن يأتي من هذه الحكومة التي نؤدي لها من المال العام وفي ظل غلاء المعيشة، ما يفوق المليارين شهريا أي 2000 مليون سنتيم «فهمتي ولا لا» ... فمن يرى الفرجة الشهرية في مجلسي النواب يكاد يخرج بانطباع أن هؤلاء الناس أي الحكومة مجرد فاعلة خير وأنها مكونة، من الناس المتطوعين في سبيل الله وأنهم يفضلون «البارتنر» والأطوبيس وحتى إذا أسرفوا انتقلوا في سيارة أجرة صغيرة، وكل ذلك ابتغاء مرضاة الله ..والحال أن وزراءنا الذين بينهم واحد لا ينص عليه الدستور ويتقاضى بدوره ودوانييه من المال العام اصبح عددها كبيرا زيادة في توسيع الوعاء النازف من المال العام.. ولأني مجرد كادح من دافعي الضرائب، لا أطالب إلا بحقي في ان أعرف حقيقة ما تفعلون في ملفاتنا وحياتنا العامة، أما حياتكم الخاصة فلا تعنينا . ولأني أعتبر الامر جد في جد، ولأنكم لستم فاعلي خير، ولأن رئيس الحكومة يصر أن يلغي المؤسسات ، ويبقى معنا على اتصال مباشر فالمرجو أن تقول لنا الحقيقة التي وعدتنا بها مع أول شيك تسلمته مقابل المسؤولية الجديدة التي سلمها لك «خوتك» الذين انتخبوك ولم يبايعوك وسلموك تفويضا لتدبير أمورهم في الدنيا بمقابل.. قل لنا أيها الرئيس ولو بمقابل مليارين: ماذا قال لك روس عن الصحراء؟ لأن الامر يتعلق ببلد في صحرائه وبصحراء في مغربها والأمر لا يقبل المتشابهات، فاحذروا الشبهات من فضلكم .