سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لشكر يقدم التعازي لعبد الهادي بركة، نقيب الشرفاء العلميين، في وفاة زوجته .. عبد الهادي بركة: زهور لقيت ربها وفي قلبها غصة العلاقات الجزائرية المغربية المتوترة
حل إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي مساء أول أمس الأربعاء بمدينة طنجة لتقديم التعازي لعبد الهادي بركة، نقيب الشرفاء العلميين، في وفاة زوجته، المشمولة برحمة الله، زهور أيت أحمد، شقيقة حسين أيت أحمد أحد أبرز زعماء الثورة الجزائرية. وقد أعرب إدريس لشكر، الذي كان مرفوقا ببديعة الراضي، عضو المكتب السياسي للحزب، ومصطفى القرقري الكاتب الجهوي للاتحاد، عن أحر تعازيه القلبية وأصدق المواساة باسمه وباسم حزب القوات الشعبية لأفراد عائلة الفقيدة في هذا المصاب الأليم، مشيدا بخصالها ومثنيا على المرحومة لما أسدته من أعمال جليلة خدمة لقضايا الشعبين المغربي والجزائري الشقيقين، كيف لا وهي شقيقة المقاوم والمناضل حسين أيت أحمد، داعيا الله عز وجل أن يسكنها فسيح جنانه وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان. زوج الراحلة الأستاذ عبد الهادي بركة عبر للأخ لشكر عن تأثره البالغ بهاته الالتفاتة الإنسانية الكريمة، مؤكدا على متانة العلاقة التي كانت تجمع الراحلة بالحركة الوطنية والتقدمية بالمغرب، كما لم يفته أن يستعيد بعضا من جلائل أعمال الفقيدة، حيث عادت به الذاكرة إلى يوم 23 أكتوبر 1956 الذي يؤرخ لحادث اختطاف فرنسا الاستعمارية للطائرة المغربية التي كانت متوجهة إلى تونس ، وتقل على متنها خمسة من زعماء الثورة الجزائرية، من ضمنهم شقيقها المقاوم حسين أيت أحمد، للمشاركة في لقاء دعا إليه الملك الراحل محمد الخامس والحبيب بورقيبة حول القضية الجزائرية، وكيف أن الراحلة زهور أيت أحمد سارعت إلى التنسيق مع زعماء الحركة الوطنية بالمغرب، وفي مقدمتهم المجاهد عبد الرحمان اليوسفي الذي كانت تربطه وإياها علاقات جد وثيقة، للبحث في الأشكال والصيغ النضالية المناسبة للرد على هاته العملية المشينة، ولم تتردد حينها، يضيف عبد الهادي بركة، في المشاركة بفعالية في المظاهرات الحاشدة التي عرفتها المملكة المغربية للتنديد بهذا العمل الإرهابي، وهي المظاهرات التي أرغمت فرنسا على التراجع عن إعدام المختطفين الخمسة، خاصة وأن ضباط فرنسا المنتمين لأقصى اليمين الفرنسي كانوا يضغطون في اتجاه الإسراع بتصفية رجال الثورة الجزائريين، وقد شكل حادث اختطاف الطائرة منعطفا حاسما في حياة الفقيدة، إذ انخرطت منذ ذلك الوقت في دعم ونصرة قضايا التحرر بشمال إفريقيا، وربطت علاقات متينة مع الحركات الوطنية والتقدمية بكل من المغرب والجزائر وتونس. النقيب عبد الهادي بركة ختم حديثه المؤثر عن الراحلة زهور أيت أحمد بالكشف عن كونها لقيت ربها وفي قلبها غصة العلاقات المغربية الجزائرية المتوترة، فقد كانت تعيش دوما على أمل أن ترى الحدود الاستعمارية التي تفصل الشعبين الشقيقين قد انمحت، فأقسى ما كان يؤلمها هو هذا العداء المستحكم بين بلدين شقيقين تجمعهما وحدة المصير المشترك بعدما جمعتهما وحدة النضال المشترك ضد المستعمر. يذكر أن الراحلة زهور أيت أحمد قد وافاها الأجل المحتوم يوم الأحد المنصرم، وتم تشييع جثمانها إلى مثواه الأخير يوم الاثنين في جنازة مهيبة حضرها العديد من الشخصيات الوطنية تقديرا لمكانة الفقيدة، وكان في مقدمة المشيعين الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي الذي تربطه بعائلة حسين أيت أحمد علاقات جد وثيقة. تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنانه، إنا لله وإنا إليه راجعون.