علي الصافي يفصح عن 20 دقيقة من حياة المخرج أحمد البوعناني على صيغة توضيب تقديمي لفيلم في طور الإنجاز يرصد المسار الفني والثقافي للمخرج والشاعر والكاتب أحمد البوعناني، قدم المخرج علي الصافي، على هامش افتتاح الدورة 14 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة ، 20 دقيقة من الصيغة النهائية للفيلم الذي مدته 70 دقيقة، فقرات من حياة أحمد البوعناني، أحد رجالات السينما المغربية الذين لعبوا دورا مهما المغاربة في تحديد ملامح السينما المغربية بعد الاستقلال، وخصوصا جيل الرواد الذي وضع الأسس الأولى للفيلم المغربي، وشيد معالمه بإمكانياته المتواضعة. فقد عرف أحمد البوعناني بفيلمه الروائي الطويل المتميز «السراب»، كما عرف عليه ابتعاده عن الأضواء طيلة مسيرته الفنية والثقافية، ونكرانه لذاته وسعيه المستمر للانعزال. كما تسجل له الخزانة السينمائية المغربية إخراجه لربيرتوار سينمائي يحتوي على مجموعة لابأس بها من الأفلام القصيرة والوثائقية ك :«مسيرة شاعر» 1966، «ذاكرة 14»1971، «أولاد سيدي أحمد أوموسى» 1977، «المنابع الأربعة» 1978، «ولادة أمة» 1981، «الدارالبيضاء، حصيلة وآفاق» 1982 ... وغيرها من الأعمال السينمائية المتميزة.. ، دون أن نغفل الجانب الأدبي والشعري.. عن كل هذه التفاصيل وغيرها، استحضر علي الصافي رفقة زوجته الراحلة نعيمة سعودي البوعناني وتودة البوعناني وحكيم بلعباس، في سياق سينمائي توثيقي هذه الملامح الإنسانية والإبداعية الصادقة لرجل اقتحم كل المجالات الفنية والأدبية ..، بمجهوده الشخصي وتفوق فيها، وترك أثرا إبداعيا مهما، رغم ما تعرض له من تهميش وإقصاء.. هكذا يكون علي الصافي، المخرج والمبدع، أن يقدم لنا نظرة مغايرة لفهم المجتمع والآخر والعالم ، كنظرة تحيل على الواقع في اكتماله، وتعيد تركيب الذاكرة الثقافية والسينمائية المغربية، بحفريات سينمائية تحتاج لشجاعة، لأنها لا تعتمد على إيرادات شبابيك التذاكر، بل على مقاومة أصحابها لإسماع أصواتهم من داخل بئر لا قرار لها، والفصح عن خريطة جديدة لإدراك المغرب، منهم علي الصافي وذاكرته مع أحمد البوعناني.