بات على تونس، بعد خروج الجزائر والمغرب، أن تنقذ ماء الوجه العربي، المشارك في كأس الأمم الافريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم، التي تستضيفها جنوب إفريقيا حتى 10 فبراير، عندما تلتقي مع توغو يومه الأربعاء، في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول لمنافسات المجموعة الرابعة. وتلعب الجزائر من جانبها مباراة تأدية الواجب مع الكوت ديفوار، المرشحة الأوفر حظا لنيل اللقب. وتتصدر الكوت ديفوار الترتيب برصيد 6 نقاط مقابل 3 لكل من توغو وتونس، ولا شيء للجزائر التي كانت أول المودعين، كما كانت الكوت ديفوار أول المتأهلين، فيما اختتم الطرف العربي الثالث منتخب المغرب مشاركته في البطولة بثلاثة تعادلات وثلاث نقاط في المجموعة الأولى ولحق بالجزائر. وبدأت تونس البطولة بفوز صعب على الجزائر في الوقت بدل الضائع، بتسديدة لم تكن في الحسبان من النجم يوسف مساكني، ثم سقطت أمام الكوت ديفوار بثلاثية غير محسوبة أيضا، قد يكون لها تأثيرها على نفسية اللاعبين، خلافا لما يؤكده المدرب سامي الطرابلسي، الذي قال إنه سيعمل على نسيان هذه النتيجة القاسية والتركيز على اللقاء الحاسم مع توغو. واعتبر الطرابلسي أن منتخبه قدم في المباراة الثانية عرضا أقوى ومستوى أفضل مما كان عليه أمام الجزائر، وأن الكوت ديفوار سيطرت « 15 أو 20 دقيقة في البداية ،ثم دانت لنا السيطرة بالكامل وكنا قريبين من إدراك التعادل». وبرأي الطرابلسي، فإن الكوت ديفوار سجلت في الشوط الثاني هدفا ثانيا «عكس سير المباراة، فغيرنا طريقة اللعب قليلا في الدقائق الأخيرة، لأن الخسارة هي الخسارة وجاء بالتالي الهدف الثالث». ويشدد الطرابلسي على أهمية التركيز حتى نهاية المباراة مهما تكن النتيجة، ويقول «التركيز مطلوب جدا حتى آخر دقيقة، والأمل بالتأهل موجود وهذا ما سنحاول توظيفه من أجل تحقيق الفوز في المبارة الأخيرة على توغو، والفوز طبعا يؤهلنا». وشجع فوز توغو على الجزائر 2 - 0 مدربها الفرنسي ديدييه سيكس على رفع سقف التطلعات: «الأهم من التأهل هو صدارة المجموعة، لأن الفرصة أصبحت متاحة»، وكأنه يعول على فوز الجزائر على الكوت ديفوار، بفارق كبير من الأهداف، علما بأن الأخيرة ضمنت نظريا الصدارة. ولم يكن خروج منتخب الجزائر من الجولة الثانية متوقعا، كما لم يكن استمراره في البطولة متوقعا أيضا، ولم يستحق شباب المدرب الفرنسي - البونسي وحيد خليلودزيتش أن يهزموا في المباراتين، لأنهم كانوا الأفضل سيطرة وتحركا وتمركزا، لكنهم الأسوأ في إنهاء محاولاتهم الهجومية بالشكل الايجابي. ووصف خليلودزيتش الخروج ب «العار الهائل، لأني لم أواجه في حياتي منتخبا يسيطر في مباراتين، ويمتلك زمام المبادرة ولم يسجل هدفا».