رغم أن وزارة الداخلية مازالت لم تعلن عن التواريخ النهائية لإجراء الانتخابات الجماعية القادمة، فإن التسخينات من أجل الوصول إلى «عمودية» العاصمة الاقتصادية قد بدأت بين العديد من الفاعلين السياسيين، حيث لاحظ المتتبعون، في الآونة الأخيرة، تزايد مؤشرات ذلك بين أربعة أحزاب (حزب الاستقلال، الحركة الشعبية، العدالة والتنمية ، التجمع الوطني للأحرار) . فقد عبر ممثلون عن هذه الأحزاب عن الرغبة في الفوز بمقعد الرئاسة خلال الانتخابات المرتقبة، ومن ثم فتحركات الكواليس انتقلت إلى إيقاع أكبر لكسب العدد اللازم من المؤيدين، وفي الآن ذاته نيل «موافقة» المتحكمين في الخريطة السياسية للدارالبيضاء. عاشوراء تعيد «الاحتلال» إلى «أفغانستان» بعد أن استعاد طيلة الأيام الموالية لعيد الأضحى حوالي أسبوع هدوءه الطبيعي وانسيابية حركة السير، كنتيجة للحملة التي شنتها السلطات «من أجل تحرير الملك العام»، سقط ، من جديد، شارع أفغانستان، أحد الشراييين الرئيسية بتراب مقاطعة الحي الحسني، في «قبضة الاحتلال» وما يعنيه من فوضى واختناق كبيرين! ظهرت ملامح هذه «العودة» مع مناسبة عاشوراء، حيث ول «دوافع إنسانية» سُمح للباعة الجائلين يتاجرون في الألبسة ومختلف الأواني المنزلية... بممارسة نشاطهم بشكل مؤقت وفي فضاءات معينة، لكن اللافت أن « المؤقت» ارتدى لبوس الدائم في تناقض صارخ مع «الغاية» التي شُنت لتحقيقها الحملة السالفة، والتي قيل إنها أتت ترجمة لقرارات اتُّخذت على صعيد الولاية! هكذا، إذن، تحول مرة أخرى الفضاء المقابل للمدرسة الابتدائية «الأخطل» إلى «سوق عشوائي» يحيل على الأجواء التي تميز ،عادة، الأسواق الأسبوعية بالبوادي النائية! ويطرح المتتبعون للشأن المحلي بالمنطقة أسئلة عريضة منها: هل استعصت ظاهرة البيع بالتجوال، فعلا، على الحل؟ ألا يمكن إيجاد حلول ناجعة ومنصفة تأخذ بعين الاعتبار هشاشة الوضع الاجتماعي لغالبية ممتهني هذه التجارة، وفي نفس الوقت تحافظ على حقوق أصحاب المحلات التجارية الذين يؤدون الضرائب، دون إغفال الحفاظ على جمالية الشوارع والأزقة وجعل الفضاءات العامة في منأى عن التشويه؟ هل صحيح أن هذه الظاهرة، التي تعاني منها مقاطعات الدارالبيضاء بشكل عام، ذات ارتباط ب«الوعود الانتخابية» لبعض المستشارين ذوي «اليد الطولى»؟!