أكدت الفنانة العراقية، سناء عبد الرحمن، أن مشكلة الدراما العراقية ليست في الجهلة الذي يديرون العملية الفنية هناك بل بمن يعرفون ذلك ويصرون عليه من أجل الكسب المادي فقط، فالجاهل يمكن له أن يتعلم، ولكن هؤلاء لا يهمهم سوى المال ولا يحسبون حسابا لقيمة الفن ولا لسمعة البلد، لذلك من الصعب إحقاق التغيير بشكل سريع، ولكن المهم أن يكون هاجس الفن الحقيقي هو هاجس الفنان العراقي وأن يستمير في الإشارة إلى الأخطاء حتى تغير وتصحح. شاهدناك شقيقة للمطربة سليمة مراد على شاشة رمضان، ما هي حكاية هذا الدور؟ جسدت في المسلسل شخصية «مسعودة» أخت سليمة، وهي شخصية معقدة ومريضة نفسيا، تأتيها كوابيس كثيرة تشعرها بالرعب، فهي كانت شاهدة على جريمة قتل أختها الأخرى «ريجينا» بآلة حادة، وهذا ما شكل لديها عقدة نفسية، وجعل الكوابيس تلاحقها، وكانت تخاف على «سليمة» ولا تريد أن تتكرر الحالة نفسها معها. ما الذي جذبك لتوافقي على المشاركة في المسلسل ؟ الشخصية التراجيدية، كما أن الدور يحتوي على فسحة للتعبير أكثر على الرغم من أنه قصير، لكننني أحسست أن من الصعب تأديته في حال عدم تواجد ممثل محترف ومثقف وواع، لأن الشخصية معقدة وليست سطحية، وأعتقد أن هذا كان جزءا من اختيارهم لي لتجسيد الشخصية، وبقدر ما كان الدور بسيطا بقدر ما كان صعبا جدا. كيف استطعت إعطاء الشخصية حقها ؟ اعتمدت على خبرتي أولا، كما أنه ليس من الأدوار التي تحتاج إلى دراسة معققة، فهو فقط مختلف ولم أقدِّم مثله سابقا، وبالتالي هوايتي هي البحث عن أدوار مشاكسة لشخصيتي. لماذا البحث عن أدوار تراجيدية؟ ليس التراجيدية فقط بل الكوميدية أيضا، فأنا احب الكوميديا جدا ولدي القدرة على تأدية هذه النوعية من الأدوار. كم مر من الوقت على آخر أدوارك الكوميدية؟ آخر عمل لي كان مسلسل «الطاس والحمام» عام 2006 . باعتبار أن زوجك هو الفنان جلال كامل، ألا يمكن الإتفاق على تنفيذ عمل كوميدي؟ المشروع ممكن في المستقبل، ولكن المشلكة تكمن في عدم وجود كتاب كوميديا في الساحة الفنية، فنحن نعاني من أزمة كتاب، ولكن يوجد كاتب واحد أتأمل فيه وهو الدكتور علي حنون الذي يمتلك افكارارائعة جدا ولكن ينقصه اتقان المعالجة الإخراجية. هل ثمة شروط للممثل الكوميدي ؟ لا توجد شروط ، عندما كنت طالبة في الكلية جاء وفد روسي ومعه حاتم حسين الإختصاصي في الإنارة والمخرج هادي الراوي، وقالا لي: «هذا مخرج روسي ورأى أنك قد تصلحين لأن تكوني ممثلة كوميدية». وأعتقد أن ملامح الوجه أو نعومة الجسم هي التي ساهمت في تكوينه لهذه الفكرة، وفيما اكتشفت ذلك على المسرح عندما قدمت مسرحية «بيت وخمس بيبان» و«الحواسم» التي كانت مسرحية تراجيدية كوميدية، وأحبب التشديد على أن الكوميديا ليست نكتة، بل هي موقف ولا أعتقد أن أي ممثل تراجيدي يمكن أن يقدِّمها، ولكنني أشعر أن لديّ القدرة على ذلك خصوصًا أن طبيعتي ميالة إلى الكوميديا. هل يرضي طموحك عمل واحد في السنة ؟ أولاً كم هو عدد الأعمال التي تنتج في الساحة العراقية، وثانيا أنا أحرص على عدم المشاركة في أعمال كثيرة في آن واحد، لأن جزءا من بقائي وديمومتي هو قلَّة الأعمال، فلو كان هناك إنتاج على مدار السنة فمن الممكن للمثل العمل على أكثر من مسلسل، ولكن اعمالنا مخصصة لموسم واحد، وهو شهر رمضان، وعندما تظهر فيه بثلاثة أعمال تذهب قيمة جميع الأدوار، وحتى الآن لم يترسخ في ذاكرتي من كل أعمال رمضان الماضي سوى دور الفنانة آلاء حسين التي جسَّدت شخصية «سليمة مراد» فهي لم تقدم سوى هذا المسلسل، لربما لو قدَّمت اكثر من عمل لضاعت جهودها كلها. على ذكر رمضان، ما هي الأعمال التي لفتت إنتباهك؟ لم يلفت انتباهي أي عمل، وأجود السيئين كان مسلسل «سليمة مراد» فهو الأفضل على الرغم من كل الهفوات الموجودة في السيناريو والإنتاج والإخراج، ولكنَّه يحتوي على احساس صادق عكس الأعمال الباقية. ما النقص في هذه الاعمال ؟ السرعة في الانتاج وفي اختيار الممثلين، خصوصا أنهم لم يختاروا الممثل المناسب للمكان المناسب، ولم يكن هنالك جهد حقيقي لإتمام المسلسلات، هناك موضوع مهم جدا، الناس الذين يديرون العملية الفنية جهلة من نوع خاص، لأن الجاهل يمكن أن تعلمه، ولكن توجد في هؤلاء عجلة الجهل التي تسارع في دورانها بشكل مستمر من أجل الكسب المادي على حساب الفن وسمعة البلد، وهذه هي المشكلة. كيف يمكن معالجة هذه المشكلة ؟ أن نستمر في الكلام والإشارة إلى الأخطاء، حتى تفرز الأمور وتصحح الأخطاء، الأمر يحتاج إلى وقت ولكنَّه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، نحن في مرحلة تغيير ولنسعى الى التغيير، ولا أعتقد أن هناك انسان تهمه مصلحة البلد لا يقبل أن تنتقد الأخطاء. ما جديدك؟ هناك مشاريع ولكن لم تختمر بعد، وأود فترة قبل الاعلان عنها.