كثرة الاعتداءات واستعمال القوة في الآونة الأخيرة من طرف رجال «بوشعيب ارميل» ضد الآخرين، أضحى مثار علامات استفهام متعددة، إن كان الأمر يتعلق بتعليمات مباشرة من أجل استخدام العنف من طرف الإدارة العامة للأمن الوطني أو وزارة الداخلية بشكل عام، أم أن الأمر لايعدو أن يكون حنينا من طرف البعض إلى الماضي البئيس لاستعمال «الزرواطة»، أو هو مجرد اجتهاد شخصي، أو فقط «سخونية للرأس» ورغبة في استعراض العضلات على فئات أخرى من هذا المجتمع؟ عنف القوات العمومية لم يعد يميز ما بين ناشط، وحقوقي، وصحافي، ومواطن يضمن له الدستور الحالي كامل الحق في التعبير عن مظلمة يعانيها، وما بين رجال السلطة أنفسهم، فقد كانت أعداد المواطنين التي حجت ظهر يوم الجمعة الفارط إلى مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء من أجل أداء صلاة الجمعة بحضور الملك محمد السادس، على موعد مع لحظة «فتونة» لايعاينون تفاصيل مماثلة لها إلا في الشارع العام، وذلك حين أقدم رجل أمن مكلف بالجانب التنظيمي لولوج المصلين إلى المسجد على صفع رجل سلطة هو قائد الملحقة الإدارية 20 بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، وذلك بسبب نقاش عادي قد يكون لأي واحد منهما الحق في الدفاع عن مبرراته فيه، لكن أن يتطور إلى استعمال العنف والضرب بعيدا عن لغة الحوار والتواصل، فهنا يجب الوقوف وقفة متأنية للنظر في سلوك رجال بعض المنتسبين إلى جهاز «البوليس»، حيث كانت ستتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، خاصة وأن القائد المصفوع لم يكن يتوقع الصفعة فأمسك بتلابيب الشرطي ليقتص منه، في حين سارع أمنيان لنصرة زميلهما، وبالمقابل بادر رجال للسلطة للدفاع عن كرامتهم التي تم تمريغها أرضا من طرف رجل الأمن، بينما شرع البعض في ترديد «راه صرفق قايد»، قبل أن تهدأ حمية رجال الأمن عند سماعهم ذلك، وطالبوا زميلهم بالسقوط أرضا، بحثا عن نهاية لهذا «الفيلم» ذي السيناريو الفاسد، بينما استاء واستنكر عدد من المصلين ما عاينوه أمامهم من لحظة عنف غير مبررة ولم يعد مقبولا بها في مغرب اليوم. هذا في الوقت الذي سارعت فيه جهات مسؤولة إلى محاولة احتواء المشكل وعدم تطور تداعياته أو حتى انتشار الخبر لما يتضمنه من إساءة عصية على الفهم والاستيعاب! وحيد مبارك