توج المنتخب المغربي بطلا للعرب، بعد فوزه مساء الجمعة، بملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، على المنتخب الليبي بالضربات الترجيحية (بعد نهاية المباراة في وقتيها القانوني والإضافي بالتعادل 1 - 1)، في نهاية الدورة التاسعة لكأس العرب، التي احتضنتها السعودية من 22 يونيو الماضي إلى 6 يوليوز الجاري. وأنهى المنتخب الوطني، المشكل من اللاعبين المحليين المنافسات كما بدأها بامتياز، ووقع على مشوار بدون كبوة. وكان المنتخب المغربي سباقا للتهديف في الدقيقة الخامسة بواسطة إبراهيم البحري، قبل أن يعدل النتيجة لمنتخب ليبيا اللاعب فيصل البدري في الدقيقة 88، بينما أحرز الضربات الترجيحية للمنتخب المغربي ياسين الصالحي وأحمد جحوح وإسماعيل بلمعلم، فيما أخفق عبد الصمد رفيق وسفيان كدوم وأحرز لليبيا فيصل منصور وأخفق علي سلامة ووليد السباعي ومحمد الغنودي. وتحكم المنتخب الوطني في مجربات المباراة النهائية، مما سهل عليه مهمة هز الشباك الليبية في الدقيقة الخامسة بواسطة إبراهيم البحري، بعد توصله بكرة دقيقة من المتألق ياسين الصالحي، سددها في الزاوية اليمنى للحارس الليبي محمد نشنوش. وجاءت المباراة في مستوى البطولة، حيث حفلت بالمهارات الفردية والأداء التكتيكي من الفريقين وسيطر المنتخب المغربي على الشوط الأول، بينما جاء الشوط الثاني لمصلحة منتخب ليبيا وتبادلا السيطرة في الشوطين الإضافيين. ورغم تلقيه هدفا مبكرا لم يستسلم لاعبو المنتخب الليبي، الذين اندفعوا نحو الهجوم ليعودوا في اللقاء سريعا مستغلين قوة المهاجم البوسيفي ومهارة أحمد سعد الذي لعب في الجهة اليسرى، لكن خبرة الدفاع المغربي أجهضت المحاولات المستمرة قبل أن تشكل خطورة على المرمى. وكان بإمكان العناصر الوطنية أن تحسم المباراة في وقتها القانوني، لولا بعض الأخطاء التاكتيكية التي قام بها المدرب إيريك غيريتس، الذي أساء توظيف الاحتياطي البشري للمنتخب الوطني في الشوط الثاني، حيث قام بإفراغ الخط الأمامي، وتعزيز خط الوسط، الأمر الذي ترك مساحات كبيرة أمام المنتخب الليبي، الذي والى من هجماته على مرمى الحارس عزيز الكيناني، لكن التمريرات العرضية كانت غير متقنة وافتقدت للخطورة نظرا لصلابة الدفاع المغربي. مع بداية الشوط الثاني أجرى عبد الحفيظ أربيش، مدرب منتخب ليبيا تغييرا تكتيكيا، حيث دفع بالمهاجم محمد الغنودي بدلا من لاعب الوسط محمود بحير، وغير من استراتيجيته الهجومية لكن أقوى دفاع في البطولة وقف بالمرصاد للمحاولات الليبية. واستمرت محاولات المنتخب الليبي لإحراز هدف التعادل ووضح تفوقه من الناحية البدنية، حيث ضغط لاعبوه بقوة ولكن عزيز الكيناني حارس الأسود الأطلس سيطر على جميع الكرات العرضية داخل مرماه، بينما اعتمد المنتخب المغربي على المرتدات السريعة حيث كاد عبد الرزاق المناصفي أن يحرز الهدف الثاني، ولكن المدافع الليبي علي سلامة أنقذها قبل أن تسكن الشباك. ولم تذهب المناورات الهجومية التي كان يقوم بها خط الهجوم الليبي سدى وأمام إصرار زملاء أحمد سعد، أحسن لاعب في المباراة، تمكن الفريق من إحراز هدف التعادل قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقتين، عندما استغل اللاعب فيصل بدري كرة سددها على يسار الحارس عزيز الكيناني، لينتهي الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل الإيجابي بين الفريقين ليلجأ الفريقان للشوطين الإضافيين. ودخل المنتخب المغربي في الشوط الإضافي الأول بعزيمة قوية للخروج منتصرا، ولجأ إلى المرتدات السريعة فيما عمد المنتخب الليبي إلى استغلال المساحات الفارغة بتنفيذ هجمات مرتدة معتمدا على لياقة لاعبيه، ولكن في الدقيقة 100 من المباراة كاد البديل المغربي عبد العظيم خدروف أن يحرز الهدف الثاني، بعدما انفرد بالمرمى ولكن الحارس محمد نشنوش أنقذ مرماه من هدف محقق، لينتهي الشوط الإضافي الأول بدون تغيير في النتيجة. ومع بداية الشوط الإضافي الثاني بدا العياء واضحا على الفريقين، بعد المجهود الكبير الذي بذلاه خلال المباراة والبطولة وكان التخوف من استقبال هدف في وقت يصعب تعويضه مسيطرا على أداء اللاعبين، وضاعت أخطر الفرص للمنتخب المغربي في الدقيقة 112، عندما مرر الصالحي كرة لعبد الصمد رفيق الذي سددها خارج المرمى لينتهي اللقاء في وقتيه الأصلي والإضافي بالتعادل 1 - 1 ويلجأ الفريقان للضربات الترجيح، التي ابتسمت لمصلحة المنتخب أسود أطلس بنتيجة 3 - 1. وأكد الإطار الفرنسي دومينيك كوبرلي، مساعد مدرب المنتخب المغربي، أن الإنجاز الذي حققه منتخب اللاعبين المحليين، والمتمثل في تتويجه بطلا للنسخة التاسعة من مسابقة كأس العرب، يشكل مصدر ارتياح كبير للجمهور الرياضي المغربي بشأن مستقبل كرة القدم بالمملكة. ووصف كوبرلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، لدى وصول النخبة المغربية يوم السبت إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، منافسات كأس العرب لكرة القدم، بالهامة «لكونها تميزت بمشاركة منتخبات جد محترمة، وسمحت لنا بالاحتكاك مع مدارس عربية مختلفة، كما شكلت فرصة وقفنا فيها على مدى جاهزية لاعبينا». أما اللاعب إبراهيم البحري، مسجل الهدف الأول للمنتخب المغربي (د 5)، فأكد في تصريح مماثل، على أن الفوز باللقب العربي سيكون بمثابة محفز معنوي كبير لكرة القدم المغربية بشكل عام واللاعبين المحليين على وجه الخصوص، معبرا عن أمله في أن يكون هذا اللقب الأول من نوعه في تاريخ المغرب «فاتحة عهد جديد وفأل خير على اللعبة الشعبية الأولى بالمغرب». ومن جهته، أشار اللاعب أحمد جحوح إلى أن نيل اللقب العربي جاء عن جدارة واستحقاق، ويحق للمجموعة المغربية أن تفخر به كل الفخر بعد الكبوات الأخيرة التي عاشتها كرة القدم المغربية، وقال «هذه الكأس العربية هدية منا للجمهور الرياضي المغربي وهذا الفوز خطوة أولى نحو انتزاع ألقاب قارية وإقليمية مستقبلا». أما اللاعب سمير الزكرومي، فأوضح أن الإحساس الذي شعر به بعد التتويج باللقب العربي، ليس هو ذات الإحساس الذي خالجه عندما توج السنة الماضية مع فريقه المغرب الفاسي بالألقاب الثلاثة (كأس العرش وكأس الكونفدرالية الإفريقية والكأس الإفريقية الممتازة).