تستمر فعاليات الدورة الخامسة عشر من مهرجان السينما الإفريقية في جذب عشاق الفيلم الإفريقي عبر متابعة عدد من الفقرات والأعمال السينمائية المتميزة والجريئة، التي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية، وأخرى مرتبطة باهتمامات الجيل الجديد من شباب إفريقيا كفئة عمرية غالبة حاليا على تركيبة الشعوب والمجتمعات الإفريقية الصاعدة.. وبالمناسبة، تابع جمهور مهرجان السينما الإفريقية ابتداء من مساء يوم الأحد الفيلم المالي «أنسجة العناكب» للمخرج إبراهيما توري، الذي اعتبر مخرجه في كلمة مختصرة أثناء تقديم الفيلم أنه حريص على تقديم الجودة من الأعمال لنهضة السينما الإفريقية.. تحكي قصة فيلم «أنسجة العناكب» للمخرج إبراهيما توري مسار حياة شخصيتين متقاطعتي المصير، ينتهي بهما الأحداث ببلد مالي في السجن.. فبين اغتصاب اجتماعي لفتاة تدعى "ماريما" ترفض الزواج من شخص هرم لاتحبه ومثقف "يورو" ملتزم بتغيير أوضاع بلده إلى الأفضل.. تنفضح أسرار دراما اجتماعية باكتشاف حياة الاعتقال والسجون بإفريقيا المريضة.. في نفس اليوم شاهد جمهور واسع من المتتبعين للمهرجان فيلما روانديا « مادة رمادية» للمخرج كيفو روهوراهوزا يسلط الأضواء على حياة مخرج شاب على وشك إخراج فيلمه الأول «دورة الصرصور»، مازجا مغامراته في التصوير بين الحلم والحقيقة. في نفس السياق، نظمت إدارة المهرجان ندوة دولية هامة بعنوان«آفاق السينما الإفريقية» براسة نور الدين الصايل، ومداخلات كل من الناقد والصحفي وكاتب السيناريو السينغالي أباباكار ديوب، والناقد والمنتج التونسي محمد نجيب عياد ثم الكاتب والشاعر المخرج والسيناريست الكونغولي بالوفو باكوبا كانييندا. قدم رئيس الندوة توصيفا لحالة أزمة السينما الإفريقية، مركزا على انعكاسات إشكال إنتاج الفيلم الإفريقي في البلدان الإفريقية على قطاع التوزيع وتضييق هامش الاستغلال، معددا مستوى إنتاج الدول الثلاث الرائدة، مصر 30 فيلما بالسنة والمغرب 25 فيلما بالسنة ثم جنوب إفريقيا 15 فيلما بالسنة. وتوقف عن وضعية التعاون وتقاسم التجارب والأفكار بين مجموع مراكز السينما الوطنية بإفريقيا داخل مدينة خريبكة وبمهرجانات إفريقية أخرى، في أفق إنتاج سياسات موحدة ومشتركة لمعالجة مظاهر الأزمة.. وعن تجربة فرنسا أشار الصايل إلى أهمية دعم الدولة لقطاع السينما وإلى فرص الشغل المحدثة وإرساء اقتصاد السينما في بلدان مماثلة. وبدورههم، تحدث كل من السينغالي أباباكار ديوب والتونسي محمد نجيب عياد والكونغولي بالوفو باكوبا كانييندا عن كثير من قضايا السينما الإفريقية ومستقبلها، من ذلك: اهتمامات الجيل الجديد من المخرجين الأفارقة، سياسات المراكز الوطنية للسينما ببلدان إفريقيا، الرغبة في القطيعة مع شعارات السينما للعقود الماضية، دعم دول إفريقية لسينما معينة تروج لأفكارها وإيديولوجياتها، السينما والاستعمار، السينما الإفريقية وتيار الرقمنة، رغبة الدول بإصلاح قطاع السينما بمفردها تجربة تونس مثلا، وضعية صالات العرض حاليا، أحلام الثورة والسينما ببلدان الربيع العربي أمام هيمنة الدولة على قطاعات السمعي البصري والخوف من الصورة. ولم يفت المنظمين خلال أيام مهرجان السينما الإفريقية الاعتراف بكل الذين ظلو جنودا يخدمون الفن السابع على امتداد عقود..