أحيت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعائلة الفقيد مومن الديوري، الذكرى الأربعينية لوفاته يوم 21 يونيو بقصر بلدية القنيطرة مسقط رأسه . وقد ترأس الحفل المندوب السامي مصطفى الكثيري مرفوقا بعباس الفاسي وأعضاء المجلسين الوطني والإقليمي للمقاومة، ورئيس منتدى الحقيقة والإنصاف فيما اعتذر عن الحضور الأستاذان عبد الرحمان اليوسفي واسماعيل العلوي. وخلال هذا الحفل الذي حضرته كل أطياف المشهد السياسي والنسيج الجمعوي والحقوقي وأصدقاء الراحل، تألقت الذكريات ما دامت الذاكرة تملك سلطة الاستحضار لمواجهة تسلط المحو والنكران، ففي الغياب تجلى الحضور في أسمى صوره لشهداء دونوا تاريخ المغرب بمداد الفخر والتضحية كالمهدي بنبركة وعمر بنجلون وشيخ العرب وذلك من خلال شهادات مصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة، وابراهيم سوفان باسم المجلس الاقليمي للمقاومة، ومصطفى المانوزي رئيس منتدى الحقيقة والانصاف وبنحمو كاملي رفيق الراحل مومن الديوري ومحمد بلاط عن جمعية تاريخ القنيطرة وعبد الرحمان الصياد الذي عايش المحتفى به بالداخل والخارج، كل هؤلاء وغيرهم أشادوا بمناقب مومن الديوري ومواقفه الخالدة، وسلطوا الضوء على الزوايا المعتمة في مساره النضالي ، فهو ابن الشهيد محمد الديوري أحد الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال، وهو الطالب المجد بالقنيطرة وسويسرا وفرنسا، وهو المساند الصلب لجبهة التحرير الجزائرية بأوروبا، وهو المعايش للمراحل القاتمة بالمغرب كأحداث الريف وعذابات دار المقري والمؤامرة التي تعرض لها الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وصدمة تصفية المهدي بنبركة وعمر بنجلون، وهو المعارض للنظام، وهو المنفي للغابون بسبب مواقفه الجريئة، وفي نفس الوقت هو المدافع الصادق عن وحدة البلاد، كل هذه الذكريات أعادت الشهادات تشكيلها بعدما تحولت مع مرور الزمن الى شظايا وقطع لامتناهية مما يجعل إعادة كتابة التاريخ ضرورة ملحة.