توصلت الصفحة برسالة من قارئ مهتم من مدينة ميدلت، جعلنا منها موضوعا ل «كلمة الوسيط»، و فيما يلي نص الرسالة كما وردت على بريدنا الإلكتروني إلى الأستاذ المحترم جبران خليل الصحفي المقتدر الذي أعرفه صحفيا و كاتبا لطالما أمتعنا بكتاباته، و الذي أصبح يبخل علينا بما تجود به قريحته دون أن ندري لماذا هل لسبب خاص به أم لخطأ ارتكبه قراؤه؟ بداية أود أن أقول لكم بأني أنتمي نسبيا إلى أسرة الصحافة، إذ كنت في وقت من الأوقات مراسلا لإحدى الصحف الجهوية، كما أني من القراء المتابعين للصحافة المغربية الجادة، و صحيفتكم رائدة في هذا المجال. و قبل أن أبدي ملاحظاتي أعترف لكم بأني منذ مدة ليست بالوجيزة لم أعد من القراء المشترين لجريدتكم «الاتحاد الاشتراكي» لسبب بسيط هو أني لم أعد أجد بها ما يجذبني، فقد كنت أتناول الجريدة من المقهى، و أقولها لكم بصراحة، فأتصفحها في ثوان و أتركها لدى النادل إذا وجدت أن شبكة أبوسلمى قد سبقني لها أحدهم و ملأ خاناتها، و إلا فإني أمكث قليلا مع أبي سلمى و أغادر دون أن تقنعني الجريدة باقتنائها. أما اليوم، فإن جريدة الاتحاد الاشتراكي عادت لتشدني من جديد وأصبحت مقالاتها تربطني لدرجة أحتفظ بالعدد لأكثر من يوم كي يتسنى لي قراءة بعض مقالاته الجيدة بإمعان و تؤدة. و لعلي لن أجانب الصواب إن قلت لكم بأن أكثر ما يشدني الآن هو الاتحاد الثقافي الذي عاد إليه ألقه، بمقالاته الفكرية و نصوصه الأدبية التي تذكرنا بأيام العز، أيام المحرر الثقافي، و أريد بالمناسبة أن أشد على أيدي المشرفين عليه متمنيا لهم النجاح و التميز، خاصة في هذا السياق الموسوم بالضحالة و التبسيطية. كما أنوه بالمجهود الذي يبذله المشرفون على ملف الأسرة الذي أعتبره مبادرة جيدة، و إن كانت لا تجذبني شخصيا إلا أني وجدت أن لها قراء و محبين في فئات عمرية و جنسية أخرى، فقد لاحظت أن ابنتي الشابة مهتمة بها و بمواضيعها، و لا شك أن الكثير من مثيلاتها لهن نفس الاهتمام و ذات الميول. و إن أنس لا أنسى تلك الصفحات الأخيرة من جريدتكم، التي تتضمن منوعات و مقالات خفيفة، لها بكل تأكيد قراؤها و المعجبون بها و أنا منهم أيضا. و أخيرا و ليس آخرا أوجه كلمة شكر لصاحب ركن كسر الخاطر عبد الحميد جماهري الذي يمتعنا بتحليلاته السياسية العميقة حينا و بانتقاداته اللاذعة حينا آخر و بلغته الإبداعية دائما. أبعث لكم بهذه الرسالة و كلي رجاء أن تجد طريقها للنشر لأن ما عبرت عنه، يعكس بصدق غيرتي على جريدة «الاتحاد الاشتراكي» و حبي لها و إن كنت غضبت منها لفترة من الزمن و ابتعدت عنها، فعذري أنها لم تكن في المستوى، والآن و قد عادت إلى سابق عهدها فإن حبها عاد و كأنه لم ينقطع. فرحي ابراهيم - ميدلت