تسعى هولندا جاهدة لمواجهة أزمة هرمها السكاني المقلوب باستقطاب الأدمغة من الخارج، وفي هذا الإطار تم إعداد مشروع «اليوم الهولندي» بهدف استقطاب طلبة مغاربة، أدمغة المستقبل، لاستكمال دراستهم بهولندا، وربما الاستقرار بها لاحقا. وحسب ما أورده تقرير إخباري على موقع «إذاعة هولندا الدولية»، فإن يان هوخلاند، الدبلوماسي ومدير المعهد الهولندي بالرباط والمشرف على المشروع، مستاء من السياسة المعتمدة في الوقت الراهن والتي تسير في اتجاه الاستغناء عن الهجرة خصوصا من الدول التي هي خارج الاتحاد الأوربي، لكنه يقول: «رغم ذلك فانه نظرا للهرم السكاني المعكوس، ستحتاج هولندا في المستقبل إلى أشخاص ذوي مستوى تعليمي عالي، إلى الأدمغة». وفي المغرب أدمغة كثيرة ولكنها معطلة، فكثير من الخريجين وحاملي الشهادات العليا، معطلون عن العمل. وقد زار المعهد الهولندي لحد الآن ست جامعات مغربية، ولقى المشروع إقبالا كبيرا من الطلبة الذين كثرت أسئلتهم عن الجانب المادي وإمكانيات الحصول على منحة مالية دراسية. وتشهد تلك الزيارات أيضا عرض شريط فيديو للكاتب المغربي والأكاديمي فؤاد العروي، والذي يدرّس بجامعة أمستردام. وفي الفيديو يفسر عمله بالمجال الأكاديمي الهولندي، ويوضح الفرق بين الجامعة المغربية والهولندية والفرنسية أيضا من خلال رصد تجاربه بتلك البلدان في العمل الأكاديمي والبحث العلمي. ويضيف هوخلاند قائلا: « ثم نقدم لمحة عن اللغة الهولندية ليتعرفوا عليها. نقدم مثلا مقارنة بين اللغة الهولندية والفرنسية. وكذلك نعرض عددا من الكلمات الهولندية ذات الأصل عربي مثلا: مخزن، تعريفة، سكر..». وينتهي البرنامج بمسابقة متعلقة بمعرفة هولندا والعلاقات بين المغرب وهولندا، وتمنح للفائز جائزة رمزية هولندية. تم يختم اليوم بعرض فيلم «شوف شوف حبيبي» الذي يقدم صورة عن الجالية المغربية في هولندا والذي حقق قبل بضع سنوات نجاحا كبيرا بالسينما الهولندية، وتحول لسلسلة تلفزيونية بعد ذلك. ويمثل فيه عدد من الممثلين المغاربة سواء من هولندا أو المغرب، إلى جانب الهولنديين طبعا. وللإشارة، فإن المشروع يتواصل لما بعد الصيف.