رئيس فريق «الطاس» عبد الرحمان موطيب، نقطة واحدة حرمتنا منها الجامعة تكفينا للصعود. ومنعنا مخطط له عاد فريق «الإتحاد البيضاوي» لكرة القدم، الشهير مغربيا وعربيا ودوليا باسم حروفه اللاتينية «الطاس»، إلى واجهة الحدث الصحفي بمناسبة التنافس حول الصعود إلى قسم الصفوة و»البطولة الإحترافية» في الدورة الأخيرة من بطولة القسم الوطني الثاني، بينه وبين فريق «نهضة بركان». وكانت أعين المراقبين مصوبة نحو ملعب العربي الزاولي بالحي المحمدي بالدارالبيضاء، وملعب الحارثي بمراكش، وذلك لأن الفريقين كانا يواجهان كلا من جمعية سلا بالبيضاء والكوكب المراكشي بمراكش لحسم الصعود. انطلقت حرب حسابات هنا وهناك حول نتيجة المبارتين، ما جعل في لحظة ما، لا فريق الحي المحمدي ولا فريق بركان يفرحان معا بنتيجة مبارتيهما. فقد اعتقد فريق «الطاس» أنه صعد بحساب معدل الأهداف لأنه انتصر، بينما كان البركانيون مستندين على القانون الجديد الصادر في غشت 2010، الذي يحدد ذلك بعدد الإنتصارات على امتداد الموسم كله وليس عدد الأهداف (لها 13 انتصارا وللطاس 11 انتصارا). ولعل الذي زاد من عوالم الإثارة أكثر أن بركان تعادلت في مراكش بضربة جزاء، أكد خبراء التحكيم بالصوت والصورة في برنامج تلفزي متخصص بقناة «الرياضية» أنها ليست ضربة جزاء سليمة. لكن أهل «الطاس» ومحبيه، يجمعون، وغصة أليمة في الحلق تخنق أنفاسهم، أن حق الصعود قد سرق منهم بمنهجية جهنمية مخطط لها من قبل الجامعة وأجهزتها. وأن الأمر انطلق منذ أزيلت لهم أربع نقاط، بسبب خطأ إداري يتمثل في إشراك 3 لاعبين أجانب على الورق فقط في مباراة واحدة، كانت ضد فريق اتحاد المحمدية (الدورة 6، يوم 31 أكتوبر 2011). الحقيقة، أن قصة هذا الفريق البيضاوي العتيد والعريق، لا يمكن إلا أن تغري عاليا بتتبع خيط المسألة، خاصة، حين يتأمل المرء حجم جماهيره التي تتابعه أسبوعيا بملعب العربي الزاولي، ثم حين حضر الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، من موقعه كرجل دولة، مقاوم، وزعيم تاريخي للفعل السياسي الوطني بالمغرب، تلك المباراة الأخيرة ل «الطاس» أمام جمعية سلا والتي انتصر فيها فريق الحي المحمدي بثلاث إصابات لصفر (علما أن تمة سؤالا أكبر يقف عنده المرء حائرا، يرتبط بالمقابلة التي سبقت هذه المقابلة والتي كان مفروضا أن تحسم أمر الصعود وهي مقابلة «الطاس» مع «الراك» والتي انتهت بشكل دراماتيكي مثير بالتعادل في آخر دقائق المباراة، بعد أن كان فريق الحي المحمدي منتصرا بهدفين لصفر). ويكبر ذلك الإغراء أكثر حين تبرز أسباب أسئلة شك عدة تستوجب الجواب الحسم. ولأن لأهل الكرة وقوانينها خبراؤها المتخصصون، مثلما لها «خبراؤها» أيضا المتخصصون في التلاعب، قلنا لم لا نذهب أبعد من مسألة الحسابات والتصفيات وقشور الموز التي توضع في طريق النيات، لنقف من خلال فريق عتيد مثل الإتحاد البيضاوي حول «إشكال تهمة التلاعب» التي تلطخ صورة الرياضة المغربية. ومادام الأمر يتعلق أساسا بفريق غير عادي، ليس فقط في تاريخ كرة القدم المغربية، بل في تاريخ الفعل السياسي النضالي الوطني للمغاربة كافة، كان لابد أن نذهب إلى رأس العين ونبدأ القصة من البدايات. قصة تأسيس الفريق يرويها اليوسفي حضور الأستاذ اليوسفي مباراة فريق الحي المحمدي «الإتحاد البيضاوي» الحاسمة بملعب العربي الزاولي، هو الذي لم يسجل عليه قط أنه حضر مقابلة لكرة القدم منذ عقود بالمغرب، مند عاد من منفى دام أكثر من 15 سنة في بداية الثمانينات من القرن 20، يترجم قصة علاقة خاصة تجمع الرجل بهذا الفريق الرياضي المغربي. ولأنها قصة قيل حولها الكثير من الكلام، قررنا الإتصال بالمعني بالأمر مباشرة لنعرف منه تفاصيل التفاصيل حول تاريخ الفريق وقصة تأسيسه. خاصة وأن العبد لله، كان شاهدا على مدى شهور على حجم اتصالات الأستاذ اليوسفي مع رئاسة الجامعة المغربية لكرة القدم لإنصاف فريق «الطاس» وكذا اتصالاته مع مؤسسات وطنية وازنة لاحتضان فريق له رمزية تاريخية وطنية خاصة، مثله مثل الوداد والرجاء البيضاويين. وأنها جميعها فرق أحياء العمال والحرفيين والوطنية المغربية (الوداد بالمدينة القديمة. الرجاء بدرب السلطان. الإتحاد البيضاوي بالحي المحمدي. دون نسيان فريق نجم الشباب البيضاوي بحي عمالي آخر هو حي درب غلف). حين زرت الأستاذ اليوسفي في شقته بالدارالبيضاء، كانت في كلماته رنة حزن خاصة، حتى لا أجزم أنها طعم مرارة من المصير الذي يلقاه الفريق الذي كان مؤسسه الأول. وعلى مدى 3 ساعات كاملة، حكى الرجل تفاصيل التفاصيل، وكثيرا ما كان عيناه تتقدان وتغوصان في الأفق، حين كان يستحضر بعض الأسماء وبعض التفاصيل الخاصة وأيضا الكثير من الفطنة الوطنية التي كانت في تلك الفضاءات العمالية التي ولجها سنة 1945 وغادرها للدراسة بفرنسا سنة 1949، بأحياء كوزيمار والحي المحمدي. ولعل الكثيرين منا قد يفاجؤون حين يعلموا، أن أول من اختار أرضا خلاء بدرب مولاي الشريف ليجري فريق «الإتحاد» بها مبارياته الأسبوعية، هو اليوسفي مع رفاقه العمال، وأنه هو نفسه الذي رسم شكل الملعب على الأرض وحدد أمتاره القانونية تبعا لقوانين «الفيفا». وكان اليوسفي حينها هو الكاتب العام لعصبة كرة القدم الوطنية المغربية المناهضة للعصبة الفرنسية الإستعمارية. وأنه كان المشرف رفقة الوطني عبد السلام بناني، ضمن مهام حزبية متعددة، على بطولة فريق الأحياء وعلى الفريق الوطنية المغربية المناهضة للبطولة الفرنسية. بل وأن كبار اللاعبين المغاربة الذين كانوا في فرق تلك البطولة الفرنسية بالمغرب، كالمحجوب، كانوا سندهم الكبير في السر، على مستوى تقنيات اللعب والتنظيم وجلب اللاعبين وتأطيرهم. لندع الأستاذ اليوسفي يحكي قصة التاريخ: « الحقيقة أنه أسسنا فريقين وليس فريقا واحدا فقط. هما فريق كوزيمار العمالي بحي كوزيمار، وفريق الإتحاد بالحي المحمدي. كنت قد طردت مع عدد من التلاميذ الداخليين من ثانوية مولاي يوسف بالرباط، وأنا أهيئ للباكالوريا، بعد خروجنا في مظاهرة مؤيدة لوثيقة 11 يناير 1944، يوم 29 يونيو 1944، وحاول مدير الثانوية روكس، منعنا، فدفعنا الباب بقوة، وسقط هو أرضا وأصيب بكسر في يده. كانت تلك المظاهرة قد تمت بالتنسيق مع مدن أخرى مغربية في نفس اليوم، منها المظاهرة الشهيرة بسلا التي تزعمها المرحوم عبد الرحيم بوعبيد، والتي كانت بسبب اعتقال قيادة الحزب في اللجنة التنفيذية ومن نتائجها اتساع حجم الإعتقالات. بالنسبة لنا نحن في ثانوية مولاي يوسف، كان الشهيد المهدي بنبركة هو المسؤول عن تأطيرنا وبفضله التحقنا ب «الحزب الوطني» قبل أن يصبح اسمه «حزب الإستقلال». المهم بعد عودتنا إلى الثانوية أغلقت دوننا الأبواب وقيل لنا بالحرف: «اخترتم أن تخرجوا، فابقوا في الخارج». اتجهنا بداية وكان بيننا تلاميذ من مختلف المستويات، حتى من صغار التلاميذ، إلى مسجد السنة المجاور، قبل أن تتدخل قيادة الحزب بالرباط وسلا لتوزيع أغلب التلاميذ على عائلات وطنية عدة بالرباط وسلا. بالنسبة لي، لم يكن ممكنا العودة إلى مدينتي طنجة، لأنني لا أتوفر على فيزا. فكان أن بقيت أتنقل بين بيوت عدد من زملائي الذين كانوا معي في داخلية مولاي يوسف، أقيم عند هذا وذاك، أياما تطول وتقصر، حسب الظروف. كنت عمليا شبه مشرد (يضحك الأستاذ اليوسفي)، ولقد تجولت بين مدن أبي الجعد والجديدةوآسفي. وصلت إلى الدارالبيضاء، وبقيت على نفس الحال، حتى اتصل بي ذات يوم الوطني بوشتى الجامعي، جد زميلكم بوبكر الجامعي، وبن جيلالي بناني، والحاج محمد الباعمراني (كان موزع أفلام) والفقيه الحمداوي وبناصر حركات، فدبروا لي مسكنا عند المقاوم حميدو الوطني بدرب مارتيني بدرب ليهودي. كانت العائلة تسكن في السطح ووسط الدار الذي كنت أنزل به مخصص للإجتماعات الحزبية، ونفس الأمر كان في بيت الشهيد إبراهيم الروداني، حيث أفراد العائلة يسكنون في السطوح في حر الشمس وبرد الشتاء، ووسط الدار للنضال الحزبي والوطني. المهم كلفت بمهمة الإشراف على خلايا عدة بدرب السلطان وكان جار حميدو الوطني، المربي ورجل التعليم بوزيان، الذي ربطت به علاقة قوية. مثلما كلفت بالذهاب إلى معمل السكر كوزيمار بالحي الصناعي لتأطير العمال من خلال محاربة الأمية. اقترح العمال الأمر على مدير المصنع، فقبل. فابتدأت العمل في أواخر يوليوز 1944. وشكلنا أول خلية هناك وتفرعت عنها في ما بعد خلايا متعددة. المهم كنت أدرس أولئك العمال وكذا أبنائهم، بعد أن طلبوا مني ذلك، اللغة الفرنسية والحساب. وقبل نهاية السنة اجتزت الباكالوريا الحرة في الدورة الأولى، أما الدورة الثانية فقد اجتزتها بليسي ليوطي الذي تمكنت من التسجيل فيه ونجحت، فعينت للتدريس بمدرسة حرة وطنية لا تزال قائمة إلى اليوم قرب جامع ولد الحمرا قبالة ميناء الدارالبيضاء ومقر الإقامة العامة الفرنسية (المدرسة هي اليوم مدرسة فاطمة الفهرية. والبناية هي مقر نقابة الإتحاد المغربي للشغل). لكن، لابد من أن أشير لأمر بخصوص الخلية الأولى تلك، بمعمل كوزيمار، لقد قررنا أن نجعل من أعضائها مخبرين لدى المراقب المدني الفرنسي الذي تم تعيينه بمارشي كريو (ضحك اليوسفي طويلا). كان السبب هو أن السلطات الإستعمارية، فطنت أن الحركة الوطنية بدأت التغلغل في الحي العمالي والصناعي بعين السبع والحي المحمدي، فقررت تخصيص مراقب مدني خاص بالحي الصناعي مهمته تتبع بدقة ما يجري هناك يوميا. وكان هو في حاجة لمخبرين لتسهيل مهمته، فقلنا مع أنفسنا أنه أفضل أن نعطيه نحن المخبرين لكي نتحكم بالتالي في جزء من شبكته (ضحك مرة ثانية عميقا)، فاصبحنا نحن من يتحكم فيه لأربع سنوات كاملة. وبعد مدة شك العمال أن فقيه حي كوزيمار مخبر عند ذات المقيم العام، فطلبوا مقابلة المدير وأخبروه أنهم لم يعودوا في حاجة لذلك الفقيه لأنهم اكتشفوا أن صلاتهم وراءه، من قبل، كلها باطلة لأنه أعزب، وأنه في الشرع الإسلامي واجب أن يكون الإمام متزوجا. فقبل المدير دفعهم الشرعي ذاك، وأكد لهم أنه سيبحث عن فقيه متزوج. اتصل ذلك المدير بالفقيه الزموري وهو قاضي أيضا بالأحباس بدرب السلطان وطلب منه البحث له عن فقيه متزوج لإمامة الصلاة بحي كوزيمار. فسارعنا نحن بدورنا للإتصال بالفقيه الزموري ووضعناه في الصورة فقبل. المهم بالتوازي مع ذلك ذهب بناصر حركات يبحث عن فقيه وطني سوسي بالمدينة القديمة يعرفه ويثق فيه إسمه محمد السوسي. لكن المشكلة أنه اكتشف أنه غير متزوج، فزوجناه بسرعة بعد أن وجدنا له بنت الناس وسارعنا بتقديمه للفقيه الزموري، الذي امتحنه وتأكد من سلامة عقد زواجه، فاتصل بإدارة كوزيمار وقبله في مهمته الجديدة تلك، وبقي هناك حتى بعد الإستقلال. المهم، في سنة موسم 1945 / 1946، أسسنا مدرسة الإتحاد بسبب أنه لم تكن في كل الحي الصناعي ولا مدرسة واحدة للأطفال وبحثنا لها عن المعلمين، وكانت البداية التعاون مع فريق معلمي مدرسة درب غلف. وأسسنا فريق كوزيمار لكرة القدم وأخدنا ساحة مجاورة للمصنع بعد موافقة المدير، وبنينا فيها ملعبا لكرة القدم. وأسسنا في الوقت نفسه فريق الإتحاد لكرة القدم، واخترنا أرضا خلاء بدرب مولاي الشريف، ربما كانت في ملك السكك الحديدية، ورسمنا خريطة الملعب وقمنا بتسطيرها على الأرض، وصارت تلك الأرض ملعبا لفريق «الإتحاد» يلعب فيها مبارياته الأسبوعية. وعيننا العامل المغربي امحمد العبدي رئيسا للفريق، كان يعمل بشركة الإسمنت القريبة «لافارج». وهو غير العبدي المقاوم الشهير الذي أسسنا معه مدرسة الإتحاد. وكان يساعده في تسيير فريق كرة القدم السيد إبراهيم أوليازيد، الذي هو من المهاجرين المغاربة ببلجيكا وزوجته بلجيكية وأنجب منها بنتا. فانطلقت رحلة فريق «الطاس» وفريق «كوزيمار العمالي» الرياضية والوطنية، لأان الرياضة كانت واجهة للتأطير الوطني وشحد همم الشباب لجعلهم ينخرطون في المعركة من أجل الإستقلال. علما أنني كنت عضوا بالعصبة المغربية لكرة القدم التي أسسناها ضدا على العصبة الفرنسية للمستعمر، كان الرئيس هو الوطني عبد السلام بناني وكنت أنا الكاتب العام. ونحن الذين أسسنا مسابقة كأس العرش واخترنا مباراة النهاية أن تكون يوم 18 نونبر من كل عام، الذي كان يصادف ذكرى عيد العرش. وابتدأنا ذلك في موسم 1946/ 1947. وكانت البداية بفرق الأحياء بالدارالبيضاء، ثم توسعت لتشمل فرقا وطنية أخرى من مختلف المدن المغربية. أسست بالتوازي مع هذه المبادرات الرياضية، بتلك الأحياء العمالية، بعد أن لمست شكل التضامن المتأصل بين العائلات العمالية، أول إطار تعاضدي بينهم، بما يقتضيه ذلك من إطار قانوني. حيث أسسنا مكتبا تعاونيا تعاضديا برئيس ونائبه وأمين المال وحساب بنكي. واتصلنا بطبيب معمل كوزيمار ليحدد لنا نوع الأمراض التي تجوز تغطيتها والتعويض عنها. وأعتقد أن هذه التعاضدية، كما أخبرت مؤخرا، لا تزال قائمة إلى اليوم في معمل كوزيمار. وما أذكره في هذا الباب (ضحك الأستاذ اليوسفي قبل أن يتمم كلامه) أن خليتنا الأولى التي حكيت لك عنها في كوزيمار والتي اخترنا أن تلعب دور المخبرين عند المراقب المدني الفرنسي بمارشي كريو، نصحناها بتقديم أول شيك مالي إلى المراقب المدني ذاك من باب التضامن العمالي مع فرنسا المنهكة بالحرب العالمية الثانية، لطمأنته أكثر. وكان رقم الشيك هو حوالي 10 آلاف فرنك. حين توصل منهم بذلك بالشيك وشرحوا له أنهم أسسوا مكتبا تعاضديا بمعملهم، سألهم من علمكم هذه الأشياء؟. فقالوا له إنه فقيه شاب يعلمنا محو الأمية. فبحث عني عن طريق إدارة معمل السكر كوزيمار وجمع معلومات عن طريق شبكة مخابراته، فقال لهم: هذا رجل خطير على فرنسا. وقرروا طردي، فطردت سنة 1949. لكن دهاء ذلك المراقب المدني أنه لم يمنع تلك التعاضدية، بل احتضنها ودعمها وجعلها تابعة له. كنا في الحقيقة قد عممنا تلك التجربة التعاضدية على معامل أخرى، مثل معمل التبغ بدرب السلطان. وللتاريخ، فإننا بعد الإنفصال عن حزب الإستقلال كحركة اتحادية سنة 1959، لم يتحمس الراحل المحجوب بن الصديق كمسؤول عن نقابة الإتحاد المغربي للشغل لاحتواء ذلك الرصيد الذي بني بصبر في الحي الصناعي بعين السبع والحي المحمدي، على المستوى التعاضدي، فأخده الإخوة في حزب الإستقلال وهو النواة المركزية لتأسيسهم نقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب. المهم هذا هو الإطار العام الذي جاء فيه تأسيس فريق الإتحاد البيضاوي بالحي المحمدي، الذي تأسفت لعدم عودته إلى قسم الصفوة». (انتهى كلام اليوسفي). ما الذي جرى إذن ل «الطاس»؟ لمعرفة تفاصيل ما جرى، اتصلت برئيس الفريق اليوم، رجل الأعمال الشغوف حد الجنون بالفريق، عبد الرحمان مطيب، فاستعرض أمامي التفاصيل التالية، التي تتطلب حسما وجوابا من رئاسة الجامعة ومن السيد علي الفاسي الفهري بالتحديد. أول الأمور التي سطر عليها رئيس «الطاس» أن فريقه يتوفر على كامل دفتر التحملات الواجبة للبطولة الإحترافية، من ملعب معشوشب وحديث بمدرجات منظمة وآمنة، ويتوفر على فرق صغرى ومؤطرين ومكتب محاسبة، وأن شبان الفريق فازوا السنة الماضية ببطولة الشبان ووعدوا بمنحة 30 مليون سنتيم وبعد مراسلات ومراسلات لثمانية أشهر إلى الجامعة لم تتسلم الفرقة سوى 10 ملايين سنتيم. بينما فريق بركان لا يتوفر لا على ملعب معشوشب ولا على فرق صغرى ولا على أي من شروط دفتر التحملات. ثم لم تم تعيين نفس الحكم السيد رشيد بولحواجب لإدارة مباراة مراكش الأخيرة لبركان (وهو من آسفي موطن السيد غيبي) وهو الذي منح ضربة الجزاء لصالح الفريق البركاني، الذي نحترمه جدا لاعبين ومسيرين وجمهورا، التي شاهد المشاهدون عبر قناة الرياضية أن برنامج الحكام النزهاء قد أكدوا عدم شرعيتها. وهو نفس الحكم الذي أدار مباراتنا ضد أيت ملول في الدورة 21 وحرمنا من ضربة جزاء سليمة ومنح للفريق السوسي ضربة جزاء خيالية, والسيد غيبي من الجامعة متأكد من ذلك بدليل ما أجراه من اتصالات حسمت له الحقيقة. والنتيجة هي أن نفس الحكم أعطى ضربات جزاء خيالية تضربنا كفريق في الصميم. مثلما أننا حرمنا من ضربات جزاء حاسمة في مباريات أخرى مثل مباراتنا ضد تمارة بتمارة وانتهت بالتعادل في الدورة 18، بينما القانون هو طرد الحارس وضربة جزاء وصور التلفزيون واضحة. ولقد راسلنا الجامعة والجهة المختصة مرارا. لكن لنتوقف عند مباراتنا أمام اتحاد المحمدية، التي فقدنا بسببها أربع نقط كانت كافية لصعودنا إلى قسم الصفوة، وذلك في الدورة 6 يوم 31 أكتوبر 2011. لقد أدخلنا فقط لاعبين أجنبيين في المباراة وليس 3. ولكنهم كانوا مسجلين في ورقة المباراة، مما يعتبر قانونا خطأ لم نكن نعلم عنه أي شئ لأننا لو نتوصل بأي مراسلة حول القانون الجديد لغشت 2010، من الجامعة، فلم نتوصل بأي مراسلة مضمونة ولم نوقع قط على أي وصل رسمي للتوصل بها كما هو معمول به قانونا. بدليل أننا ارتكبنا نفس الخطأ في مبارتين سابقتين عن تلك المباراة، ولم نحرم من نقطها لأن الجامعة أجازت النتيجة ولم تنتبه بدورها للمسألة ولا يحق لها بعد إجازة النتيجة التراجع بل لها حق التنبيه فقط. لكن لنعد للقانون وبالضبط الفصل 66 من قانون المباريات، فهو ينص بالحرف على أن للحكم واجب مراقبة أي خلل تقني وقانوني وإداري قبل المباراة وأن يطلع على لائحة اللاعبين ومن واجبه التنبيه لأي خرق، بل ومنع أي لاعب لا تتوفر فيه الشروط التقنية الإدارية والقانونية للعب. فلماذا لم يقم الحكم سمير الكزاز بذلك، ولا مراقب المباراة وهذا دورهما إلزاما بالقانون. ثانيا، لماذا قدم الإعتراض بعد انطلاق المباراة بمدة، والحال أنه يجب أن يقدم قبل بداية المباراة من الفريق الخصم والقانون واضح في هذا الباب أيضا. لأن الإعتراض ليس بسبب اللعب داخل الملعب بل فقط أن اللاعبين الأجانب الثلاثة مسجلون في ورقة المباراة. وحتى إن تجاوزنا على هذا الخرق، فقد راسلنا عبر عضو المكتب الفدرالي للجامعة السيد عبد الإله أكرم رئاسة الجامعة منذ يوم 13 أبريل 2012 وكانت لا تزال أمامنا 6 مباريات قبل نهاية الموسم، وجددنا الطلب في رسالة ثانية لنفس العضو يوم 21 ماي 2012، قبل دورة واحدة من نهاية الموسم لإنصافنا من الحكم الذي صدر ضدنا. ولم تحرك الجامعة ساكنا، وعلمنا في ما بعد أنها أحالت الرسالتين على لجنة الإعتراضات وهي نفس اللجنة التي نشتكيها لرئاسة الجامعة فكيف يكون المشتكى به حكما في الآن نفسه. وهذا منتهى الظلم. ولقد طالبنا الجامعة أن لا تخصنا بإجراء خاص، بل أن تقوم معنا بما سبق وقامت به مع فريق الوداد ضد خريبكة واتحاد الخميسات ضد الراك (دخول الجمهور ورمي الحجارة) وشباب المحمدية ضد شباب الريف الحسيمي، حيث حكمت بإزالة أربع نقط، لكنها خففت الحكم إلى ثلاث نقط وغرامة مالية، أي أننا في حاجة إلى تلك النقطة الحاسمة اليوم. أليس هذا ظلما؟. أليس من حقنا الشك أن هناك من له نية مسبقة لتصفية «الطاس» والحيلولة بالتحكيم وضربات الجزاء وخصم النقط دون صعودها إلى قسم الصفوة؟. وأضاف رئيس «الطاس»، إننا ما نزال ننتظر إنصاف الجامعة وسنصعد الموقف بما يمنحه لنا القانون ولن نسكت. مضيفا: «لقد سافر صغارنا مرتين إلى دوري بفرنسا وفاز شباننا بالبطولة الوطنية للشبان السنة الماضية. ونحن نستغرب كي فازت بركان في مبارتيها الأخيرتين فقط بضربات الجزاء؟. ثم إننا اتصلنا ب 250 شركة بالدارالبيضاء لدعمنا واحتضاننا ولا من مجيب. والحال أن بعض تلك المؤسسات تدعم فرقا أخرى خارج الدارالبيضاء ونحن على بعد أمتار منها، بل وفريق الطاس فريق حي عمالي وصناعي، يعتبر أكبر الأحياء الصناعية بالمغرب وتصنع به أكثر من 60 بالمئة من صناعات المغرب. ولم تستجب لنا سوى شركة واحدة هي بريكوما عن طريق وساطة لعامل الحي المحمدي عين السبع بمنحة 25 مليون سنتيم. بينما «الفريق دار» هذه السنة ب 500 مليون سنتيم، علما أن مداخيله لم تتجاوز 170 مليون سنتيم، والفارق في المصاريف الذي هو 330 مليون سنتيم دفعت من جيب رئيس الفريق. وأنا بلغ الخنجر العظم بالنسبة لي ولا يمكن أن أواصل أكثر، خاصة في مثل هذه الظروف الظالمة. فمن له جرأة إنصاف فريق وطني كبير مثل الإتحاد البيضاوي؟ إنه السؤال الذي أوجهه لرئاسة الجامعة وأطلب من جمهور الطاس المعذرة، لأنني تعبث من هذا العبث وهذه الجرائم التي ترتكب ضد فريق الحي المحمدي، حي المقاومة وكاريان سنطرال الذي تشرف أن يعتز المغفور له محمد الخامس أن يطلق عليه لقب ملك الفقراء وملك الكاريان سنطرال. والمشكل أننا نستحق عاليا الصعود ولا نستجديه من أحد. فقط من ينصفنا؟». إنه السؤال الذي ينتظر الجواب من السيد علي الفاسي الفهري وهو سؤال ثقيل في الميزان.