ونحن على بعد أيام من الألعاب الأولمبية، برزت مجموعة من الأسماء المغربية في ملتقى محمد السادس الدولي لألعاب القوى، الذي احتضنه المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، مساء الأحد الماضي. الأبطال المغاربة بإنجازاتهم، جعلوا المتتبعين يمنون المغرب بإحدى الميداليات في الألعاب الأولمبية بلندن. البطلة المغربية، وصيفة بطلة العالم في 1500 داخل القاعة بتركيا، مريم العلوي السلسولي، استطاعت أن تثبت قدرتها على التنافس في مسافة 5000 م، التي تخوضها لأول مرة، واستطاعت الفوز بالمرتبة الأولى محققة رقم 91، 45، 14 د، وذلك بالرغم من المنافسة القوية للكينيتين جانيت كيسا وابريشا شيرونو، إضافة إلى الإثيويبية أفيرا كودافي. قوة السلسولي جعلتها تتصدر السباق لوحدها، وكانت تتمنى أن يكون السباق سريعا للتمكن من تحقيق رقم أحسن، لكنها أكدت على أنها ستكون حاضرة وبقوة خلال الألعاب الأولمبية. أما بطل العالم في 1500 متر داخل القاعة، عبد العالي إيكدير، فإنه كان في الموعد وحقق ما وعد به المغاربة خلال حفل تقديمه للصحافة المغربية. إيكدير فاز بالمرتبة الأولى بعداد بلغ 39، 34، 3 د، في حين احتل المغربي ياسين بن الصغير المرتبة الثالثة، بعد العداء الجزائري توفيق مخلوفي، الذي دخل في المرتبة الثانية. وبالرغم من السرعة التي انطلق بها السباق، فإن إيكدير لم يستطع تحطيم الرقم القياسي للملتقى، نظرا لعدم قوة الأرانب وقدرتهم على إعطاء السباق سرعة، كان المنظمون يعولون عليها لتحقيق إنجاز يفوق فوز عبد العاطي إيكدير بالمرتبة الأولى. وفي مسافة السرعة، كان الموعد مع العداء الأمريكي جيستان كاتلان، وكان إلى جانبه البطل المغربي صاحب المرتبة الأولى في النسخة الرابعة، عزيز أوهادي، والبطل كيم كولينس. السباق عرف منافسة قوية بين الأبطال الثلاثة، وكان الفوز للعداء الأمريكي كاتلان، في حين احتل أوهادي المرتبة الثالثة بعد كيم كولينس، الذي احتل الصف الثاني. أوهادي وبما أنه يريد تأكيد قدراته وبنفسية عالية، شارك في سباق 200 م واستطاع الفوز بالمرتبة الأولى، متقدما على كل من الفرنسي دافيد أليرت، والعداء المصري عمر سيعود، الوقوف على منصة التتويج وفي المرتبة الأولى مع تحطيم الرقم القياسي للملتقى كان الإنجاز الذي سعدت به العداءة ابتسام لخواض في مسافة 800 م، وبذلك تكون ابتسام قد سجلت اسمها في خانة المتوجات، ومنحت الملتقى ورقة لتقوية ملف المطالبة بإدماجه ضمن العصبة الذهبية. حليمة حشلاف هي بدورها مكنت المغرب من الفوز بالمرتبة الأولى في سباق 1500 م، وكانت متبوعة بالعداءة رباب الرافي. سيء الحظ من الأبطال المغاربة كان العداء أمين لعلو، الذي احتل المرتبة الرابعة في سباق 800 م، في حين دخل في المرتبة الثالثة العداء المغربي أمين المناوي. ملتقى محمد السادس في نسخته الخامسة انتشى فيه المنظمون بتحطيم خمسة من أرقامه القياسية، وكانت في مسافة 800 م رجال من طرف العداء الإثيوبي محمد أمان الذي حقق رقم 58، 43، 1 د (الرقم السابق كان 68، 44، 1 د)، كما حطمت البطلة الأوكرانية رقم الملتقى في القفز الثلاثي ببلوغها 75، 14 م (كان 68، 14 م)، وليزداد حصاد الأرقام سجل البطل البلجيكي رقما قياسيا في رمي الرمح برميه 88، 78 م. أما الدومنيكاني فيليكس سانشيز فكان على موعد مع تحطيم الرقم القياسي في سباق 400 م موانع، ونزل رقم السباق في مسافة 5000 م رجال إلى 28، 59، 12 د عوض 54، 01، 13. وحتى يكتمل الإنجاز ويكون مغربيا بامتياز، حطمت العداءة المغربية، ابتسام لخواض الرقم القياسي للملتقى في سباق 800 م. إلى جانب الإنجازات التي سجلتها العداءات، عرف الملتقى تنظيما محكما وحضورا جماهيريا تجاوزالعشرين ألف متفرج، وهذا رهان يعول عليه المنظمون من أجل إبراز نجاح الملتقى، وبالتالي الترافع بشكل قوي من أجل أن يصبح الملتقى ضمن العصبة الماسية، بعد أن أكد حضوره في الاتحاد الدولي لألعاب القوى. التنظيم المحكم ميزته أيضا مهنية كل من توفيق صولاجي وعبدالقادر بلمكي، ومحسن الإدريسي من خلال توفير أحسن الظروف للصحافيين للقيام بواجبهم الإعلامي.